ليال شرقية في روما

المصمم السعودي قاسم القاسم يغزو عاصمة الفن والأناقة

مجموعة من إبداعات قاسم القاسم التي قدمها في اسبوع الموضة بروما
TT

ليلة شرقية فعلا في وسط العاصمة الايطالية أحياها مصمم الأزياء السعودي الشاب قاسم القاسم وسماها باسم ينطوي على محتوياتها «كنوز» بحضور أكثر من 500 شخصية ايطالية وعربية وعالمية، على هامش اسبوع الخياطة الرفيعة في روما، في أفخم فنادق العاصمة الايطالية «غراند اوتيل سان ريجيس». كان الاعجاب الايطالي بموهبته الخلاقة موضع فخر ودهشة حتى أنه يفكر جديا في افتتاح بيت للازياء باسمه في العاصمة. قدمت العرض عشرون عارضة أزياء من ايطاليا وبولندا ونيجيريا، تخايلن على المنصة في أزياء أثبتت نضج المصمم السعودي الذي يبلغ 27 عاما فقط ، وموهبة مدهشة في القصات والالوان المنسجمة مع آخر خطوط فن الخياطة في العالم.

المبدعون السعوديون يتوافدون باستمرار الى العاصمة الايطالية ومنهم مؤخرا الرسام التشكيلي البارع أحمد فليمبان الذي عرض لوحاته قرب مبنى البانتيون الاثري في وسط المدينة ومنها لوحة وجه امرأة دون ملامح محددة، لاقت اعجاب النقاد الايطاليين بألوانها المختلفة التي تعتمد على ألوان الطبيعة الصحراوية والرمال وغروب الشمس الاحمر مع مسحة من الاخضر والزمردي. لا يعرف الكثيرون هنا براعة الفنانين السعوديين في مزج الالوان وهذا ما أكده أصحاب الموهبة الفطرية مثل فليمبان في مجال الرسم والقاسم في فن تصميم الازياء.

قال القاسم في مقابلة خاصة مع «الشرق الاوسط» في اليوم التالي من عرضه: «ألواني المفضلة هي الزمردي والبيج والاخضر، وأستعمل البنفسجي الشتوي في بعض فساتين الخريف خصوصا مع قماش المخمل». مع ذلك لم ينس اللون الاحمر والاسود بمختلف تدرجاتهما في بعض القطع. سألته عن المرأة المثالية التي يفكر بها قبل أن يعكف على تصميم أي زي، فأجاب «المرأة العربية أو الاجنبية التي تتجاوز 18 سنة وتحسب خطواتها أثناء المشي لتبدو كفتاة راقية أو تحس وكأنها أميرة»، وإذا كانت هذه رؤيته فقد نجح إلى مدى كبير إذا كانت التشكيلة التي عرضها مؤخرا هي المعيار. تجدر الإشارة إلى ان القاسم شارك في عرض خاص في باريس العام الماضي وقبل ذلك في بيروت وبدا سعيدا للاعجاب الواضح الذي حفي به هذه المرة في روما، لاسيما فيما احرزه من اهتمام في ما يخص ابتكاره لرسمة الدانتيل المطبعة على قماش التافتا الحريري الذي أنتج ثوبا باهر الجمال تتراءى من ترتديه وكأنها فراشة حالمة.

تميز اسلوب القاسم ليس عجيبا إذا عرف السبب، فوالده كان يملك محلا كبيرا لبيع الاقمشة الفاخرة في الرياض وهكذا نشأ قاسم في صغره على رؤية آخر الابتكارات والمنتجات الايطالية والفرنسية والكورية في عالم الاقمشة، وما أن سنحت له الفرصة حتى بدأ يحضر عروض الازياء في ميلانو وباريس في أوائل شبابه. ويقول عن تلك الفترة: «ما زلت معجبا بفالنتينو والراحل جيانفرانكو فيريه وروبرتو كافاللي ومن فرنسا بجون بول غوتييه». وأوضح أن قوته كمصمم تكمن في براعته في تصميم القصة المناسبة مع القماش المناسب لها ومزج الالوان والتطريز الذي يقوم بتنفيذه في معمله في الرياض والمدن السعودية الاخرى حيث تنتشر محلاته. وهنا تدخل مدير أعماله مهند صبحي الحميد مضيفا بأنهم يفكرون بالتوسع في المستقبل خارج منطقة الخليج ودبي الى أوروبا.