ليلة ذهبية في السودان لفنان أفريقيا الأول محمد وردي

خمسون عاما من العطاء والإبداع وشعبية تنافس الزعماء

الفنان السوداني محمد وردي
TT

سهرت السودان ليلة ذهبية مع فنانها الموسيقار الكبير محمد عثمان وردي (فنان أفريقيا الأول) احتفالا ببلوغه الخامسة والسبعين من عمره، حيث أقيمت احتفالية خاصة تحت شعار «وردي 50 عاما من العطاء والإبداع».

وضاق المسرح القومي الواقع على النيل في مدينة ام درمان بالحضور من مختلف الطوائف من عشاق ومعجبي وردي، واضطر منظمو الحفل الى الاستعانة بالشرطة لضبط النظام في الداخل والخارج. وتبارى المتحدثون في سرد مسيرة وردي الغنائية التي بدأت منذ خمسين عاما وتواصلت بدون انقطاع الى اليوم، وتبارى المطربون السودانيون من جميع الاجيال في الغناء في الحفل مرددين اغنياته الشهيرة منهم الكابلي وعثمان حسين وزيدان ابراهيم ومحمد الامين وعثمان مصطفى، بمشاركة 40 عازفا، فضلا عن مشاركة فرقة «ليالي اديس ابابا» الاثيوبية وفواصل من الرقص.

جدير بالذكر أن عثمان وردي ينتمي الى قرية «صواردة» في النوبة بشمال السودان، وجاء الى الخرطوم عام 1956 بعد اعوام من عمله بالتدريس، واستقر في العاصمة ليمارس هوايته في الغناء، وبدأ بترديد أغاني المطرب السوداني الكبير الراحل ابراهيم عوض في الحفلات الى جانب اغاني نوبية كتبها ولحنها بنفسه.

والتحق بالإذاعة السودانية عام 1957 وبدأ يلفت انتباه المستمعين والنقاد والشعراء في الخرطوم، وسجل اغنية (يا سلام منك) التي تعتبر من اشهر أغنياته، بعدها ذاع صيته وتوالت أعماله التي وصلت إلى اكثر من 250 اغنية، كتبها شعراء كبار منهم اسماعيل حسن الذي شكل معه ثنائية استمرت لأكثر من 20 عاما ومحجوب شريف وعمر الطيب الدوش وآخرون، وقد قام بتلحين اغلب اغانيه، خاصة بعد ان درس الموسيقى في كلية الدراما والموسيقى بالسودان في الستينات من القرن الماضي. ويحسب عثمان وردي سياسيا على اليسار السوداني وظل يعارض كل النظم الشمولية والطائفية في البلاد، وخرج من السودان معارضا لحكومة الرئيس عمر البشير في اوائل التسعينات من القرن الماضي، حتى عاد اليها عام 2001، واستقبلته الجماهير في مطار الخرطوم في مشهد يشبه مشاهد عودة الزعماء الكبار بعد غيبة إلى بلادهم، ويأخذ على وردي انه قد غنى مادحا الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري الذي جاء للحكم بانقلاب عسكري في حين ظل يردد انه ضد النظم العسكرية.