أوروبا بين حرارة الشمس وفيضانات أنهارها

في أوروبا (رويترز)
TT

يبدو أن بريطانيا باقية على عهدها في مسألة الوحدة الأوروبية، فهي لا تزال مستمرة في السير عكس اتجاه أوروبا، ولكنها هذه المرة تسير بدون إرادتها، تمضي وحيدة بفعل المناخ، ففي الوقت الذي هرب فيه معظم سكان أوروبا من حرارة الجو إلى الشواطئ والمتنزهات المائية ليلقوا بأجسادهم المشتعلة في الماء فراراً من حرارة الطقس، يهرب البريطانيون من الماء الذي يحاصرهم في كل مكان، سواء كان مطراً لا يتوقف إلا ليهطل من جديد بشراسة، أثمرت عن فيضانات في مناطق متفرقة.

في البوسنة هرب الناس إلى المنتجعات الساحلية بعد أن وصلت حرارة الجو إلى 42 درجة مئوية، ووصلت الى أعلى من ذلك بقليل في دول مثل النمسا وألمانيا. وبريطانيا ما زالت تعاني من ارتفاع منسوب مياه الأنهر التي سببت الفيضانات والمآسي. والمقارنة بين الصورتين توضح تناقض العلاقة مع «الماء»، فما أجمل أن تذهب إليه مستعداً بلباسه، وما أصعب أن تهرب منه بعد أن غرقت ملابسك. إنها الطبيعة تفرض شروطها وتختار طريقتها للتعبير عن نفسها، فتزيد من حرارتها في العديد من الدول الأوروبية لتصل إلى حرائق اشتعلت في إيطاليا واليونان، وتغرق مدن بأكملها في مياه الفيضانات في بلد مثل بريطانيا.