ضابط أمن «غبي» في مؤسسة نووية

سمبسون يمشي على السجاد الأصفر ويحضر عرض فيلمه الأول

وسط لندن اكتظ بالمعجبين في يوم الافتتاح (أ.ب)
TT

اكتظت ساحة ليستر سكوير، وسط العاصمة البريطانية لندن، بآلاف المعجبين، الذين احاطوا بالمنطقة امام سينما «أو ـ 2 بينونسولا»، منذ وقت مبكر، لمشاهدة هومر سمبسون وربما الحصول على توقيعه. سمبسون الذي ظهر قبيل العرض بقليل، ومشى على السجاد الأصفر، امام الجمهور، بدا كما عرفوه على الشاشة تماما، بوجهه الأصفر مرتديا قميصه الابيض وبنطاله الازرق السماوي، ترافقه زوجته مارج بفستان احمر طويل من الساتان، لافت ومثير، مفتوح عند جانبه الى ما فوق الركبة. مشى البطلان بهدوء وببطء وسط ترحيب كبير وصراخ مدو من جمهور المعجبين. الكاميرات تسابقت لالتقاط الصور، والبعض حصل على التواقيع، والسيدة سمبسون لم تتوقف عن منح المصورين ما يريدون الى ان سحبها زوجها من يدها صائحا: «ستأخريننا عن الافتتاح يا حبيبتي» بينما كان الجمهور يواصل التصفيق.

هذا المشهد المتخيل لهومر سومبسون، بطل المسلسل التلفزيوني الأميركي الشهير الذي يحمل اسمه، يستحق رفعه الى مستوى الواقع، والتعامل معه كما يجري في حفلات العرض الأول لفيلم اثار ضجة في العالم، قبل ان يبدأ تصويره، نظرا لشعبية سمبسون وعائلته التي تتجاوز شهرة العديد من الممثلين، وفاقت عائلات شهيرة في مسلسلات مثل «دالاس» و«صن ست بيتش». تقول احصائيات اميركية ان خمس الاميركيين يحفظون اسماء العائلة الخمسة، هومر وزوجته ميرج وابنه بارت وابنتيه ليزا وماغي الصغيرتين. وقد حصل المسلسل منذ بثه قبل 18عاما، على 23 جائزة «ايمي» الأميركية التي تمنح للبرامج التلفزيونية، ومكانا لنجمة طبعت على ارضية «ممر الشهرة» في هوليوود، وعلى تسمية افضل مسلسل تلفزيوني بث في القرن العشرين، من اختيار مجلة تايم الاميركية.

قيمة مسلسل الرسوم المتحركة «سمبسون» التسويقية (ترجمة الى لغات وبث عبر شبكات تلفزة خارجية، والعاب، وقمصان تي شيرت وغير ذلك) بلغت مليارات الدولارات. المسلسل يبث ويشاهد في اكثر من تسعين بلدا، وترجم الى 45 لغة، لا بل ان هومر سمبسون نفسه، حصل على لقب «الأميركي الأعظم» عام 2003 ، بنتيجة استفتاء على الانترنيت، اجرته هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي). وقد حل الرئيس الأميركي الأشهر، ابراهام لنكولن، الذي الغي الرق في الولايات المتحدة، في المكانة الثانية بعد سمبسون. ويقال ان الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، كان من المعجبين بسمبسون، وقد تطرق اليه في خطاب حال الاتحاد عام 1990، فقال «اننا سنواصل العمل على تعزيز الروابط داخل الأسرة الأميركية لتكون اكثر تماسكا من والتونز، وبدرجة اقل من عائلة سمبسونز».

ولدت عائلة سمبسون، او «السمبسونز»، كما يناديهم الاميركيون، عام 1987، وحمل «رب العائلة» منذ مولده التلفزيوني، اسما يذكر بأثينا القيمة وبصاحب الالياذة والاوديسا، هومير، او هوميروس. لكن «مؤسس العائلة»، أي مبدعها فنيا، وهو مات غرونينغ، استعار اسم والده هومر ووالدته مارغريت وشقيقتيه ليزا وماغي. وقد اختار غرونينغ بلدة سبرنغ فيلد، التي تتقاسم اسمها 14 بلدة اميركية اخرى، من بينها فيرمونت سبرنغ فيلد، مكانا لإقامة عائلته الفنية سمبسون. وقد حظيت فيرمونت سبرنغ فيلد باستضافة العرض الأول لفيلم سمبسون في الولايات المتحدة، بنتيجة مسابقة اجرتها يو.اس.اي توداي على شبكة الانترنيت في 12 ولاية اميركية. فيرمونت سبرنغ فيلد سوف تحتفل بالحدث بصورة رسمية، حيث ترفع يافطات كبيرة تحمل عبارة «اهلا بكم في فيرمونت سبرنغ فيلد بلدة السمبسونز». لقطات لشخصيات الفيلم سوف ترفع على حوامل خشبية في شوارع البلدة الصغيرة التي يبلغ تعداد سكانها 9300 نسمة. وعلى مدخل السينما الاولى في البلدة، سوف يقف مبدع شخصيات العائلة متوسطا «عائلته، فوق سجاد وضع خصيصا ليماثل حفلات افتتاح العروض السينمائية بصورة واقعية، مع ان الابطال جميعا هم شخصيات كارتونية. سيمبسون وعائلته، سيكونون، بهذا المعنى احياء بين جيرانهم وأبناء بلدتهم وسيحضرون العرض الأول بين جمهورهم الأصغر، بينما العالم يتدفق في نهر المشاهدين الأكبر. بدأ العمل في كتابة السيناريو عام 2003 ولم ينته سوى العام الماضي، حيث انطلقت عملية الانتاج. يقول مخرج الفيلم، ديفيد سيلفرمان، الواثق من النجاح، ومن حب الجمهور للعمل السينمائي التاريخي هذا، «ان عائلة سمبسون يمكن ان تعيش للأبد طالما وجد من يشاهدها. ليس مهما كيف سيبدو سمبسون غبيا بشكل خيالي ـ او مبدعا بغباء كما اصفه، او أية حماقات كبيرة قد يرتكبها برات الابن، او ما تقدم عليه ليزا من مضايقات، سيظل افراد العائلة يحبون بعضهم. وأعتقد ان ذلك سوف يجد صداه عند الجميع».

عرض الفيلم الذي بدأ اليوم، جاء مستبقا بشهرين، عرض الحلقة رقم 400 للمسلسل. اما موضوع الفيلم فهو البيئة بشكل عام. يضطر سمبسون للعمل في مشروع للطاقة النووية في بلدته سبرنغ فيلد، في عهد الرئيس شوارزينغر (الممثل حاكم ولاية كاليفورنيا حاليا). ورغم جهل سمبسون بهذا العالم ومخاطره، فقد عين ضابط امن في المؤسسة. يقول هومر سمبسون: «لقد اخبرتهم (في المؤسسة)، اذا كنتم تبحثون عن موظف يتحمل الاهانات والبهدلة ولا يشتكي او يتذمر فخذوني. يمكنكم معاملتي مثل نفاية، وسأطيعكم ولن اعترض».

لكنه يقوم خلال عمله، بمحض الصدفة، او بنتيجة اهمال وغباء، بإلقاء نفايات نووية سامة في بحيرة سبرنغ فيلد التي تتحول الى مياه سامة. يفقد هومر وظيفته بالطبع، ويهرب من البلدة، ويلحق به سكانها الذين يتم اجلاهم من المنطقة. هل سيبقى هومر وعائلته هاربين؟ هل يعود هومر مع سكان سبرنغ فيلد لإعمار كل شيء والبدء من جديد؟ اسئلة تبدأ الاجابة عليها مع العروض الأولى للفيلم اليوم.