«الزبيرية» الرجالية موضة السعوديات في صيف 2007

نعال إيطالية من أصل عراقي تقود النساء للتمرد على «الكعب العالي»

نعال الزبيرية للنساء
TT

أقبلت الكثير من السيدات السعوديات هذا الصيف على انتعال الأحذية الرجالية المسماة بـ«الزبيرية» التي ظهرت بتصميمات وألوان تناسب الأذواق النسائية وتتناسق مع الأزياء سواء كانت العباءة التراثية أو التنورة الغجرية أو ملابس «الكاجول والجينز»، فيما اعتبره خبراء الموضة بأنه تمرد نسائي على العشق التقليدي لـ«الكعب العالي».

إلى ذلك تقول فريال مرثينوس، مديرة المشتريات في احد المحلات المتخصصة في بيع الأحذية، «بدأت تظهر هذه الموضة قبل خمس سنوات في إيطاليا، رغم أنها من أصل عربي، فهي لا تختلف عن الزبيري الرجالي، من حيث الشكل والمواد الداخلة في صناعتها، لكنها تتميز عنها في ألوانها المتعددة وخاصة الأحمر والأبيض، بعد أن كانت مقصورة على اللون البني المفضل لدى الرجال، بالإضافة إلى تطعيمه بحبات الكريستالات وبعض الأحجار المختلفة كالفيروز والمرجان والترتر».

وعن مدى رواج هذه الموضة في السعودية يقول عبد الواسع النويهي مدير أحد محلات الاحذية «بدأ الإقبال على هذا النوع من الأحذية أخيرا، بعد ظهور إحدى الممثلات في مسلسل كويتي وهي تنتعل هذا النوع من الأحذية، ويبدو أن الوضع استهوى الكثير من الفتيات السعوديات فجعلهن يزرن محلات تصنيع وبيع هذه الأنواع، التي كان استخدامها قاصرا على الرجال طيلة العقود الماضية وخاصة كبار السن، ومعه بدأت هذه المحلات في تصنيع أنواع وأشكال تناسب المرأة التي ترغب في استخدام هذا النوع من الأحذية».

وأشار النويهي إلى أن الإقبال على استخدام الأحذية الزبيرية كان لافتا خاصة اللونين الذهبي والفضي، وتابع «ويزور محلنا زبائن من مختلف دول الخليج لشراء كميات منها لتسويقها هناك لوجود طلب عليها». ويرجع مسمى الزبيرية إلى مدينة الزبير جنوب العراق، وقد انتشرت في القصيم وبدأت تصنع هناك كما تصنع في منطقة الأحساء شرق المملكة، وهناك مرادفات أخرى للزبيرية كـ«النجدية» و«القصيمية» و«المداس الشرقي» و«النعال» إلا أن المسمى الأكثر شيوعا هو «الزبيرية» نسبة إلى صناعها الأوائل، ويبرر النويهي اطلاق مسميات اخرى للزبيرية من باب المنافسة التجارية.

وتصنع الزبيرية من عدة أجزاء مصدرها الأساسي جلود الإبل، وقد تستخدم جلود النعام والتماسيح والثعابين والأبقار والأغنام، وهذه الأجزاء هي ما تسمى بالدعسة والوطيه والعرقوب، وعند صناعتها يبدأ الخراز (صانع الجلديات) بتفصيل دعسة الحذاء من جلد البعير لما يتميز به من الصلابة والمتانة والتحمل، في حين تصنع باقي أجزاء الحذاء كلها من جلود الأغنام، ومن الأحذية ما يكون أملس خاليا من الزخارف تماما، ومنها ما يحمل عناصر زخرفية أغلبها ذات عناصر هندسية، ويختلف تصنيف هذه الزخارف من منطقة إلى أخرى ومن خراز إلى آخر. ويقدر حجم استثمار الزبيرية في السوق السعودي حاليا بنحو 6 ملايين ريال من حجم سوق الأحذية في السعودية، وتترواح أسعار الزبيرية النسائية ما بين 250 و600 ريال، حسب المواد المستخدمة التي تساعد في رفع اسعارها عن الرجالية.