الفيضانات «تختبر سد الممرات الثلاثة» الأكبر في العالم

تسببت في مقتل نحو 700 شخص والرعد والمطر يعطل حركة المطارات الصينية

TT

استحوذت الفيضانات في بريطانيا على القسط الأكبر من التغطية الاعلامية لمعظم نشرات الأخبار العالمية، الأمر الذي غطى على الفيضانات التي سببتها امطار المنسون الموسمية في الهند، والتي تسببت في اغراق العديد من القرى الهندية، وكذلك الفيضانات المستمرة التي تجتاح الصين هذه الأيام وخصوصا في منطقة سد الممرات الثلاثة الذي اثار جدلا لعدة سنوات من قبل منظمات البيئة والقاطنين في القرى الصينية التي ازيلت من اجل تنفيذ المشروع العملاق. اللافت في الأمر هو التغطية الموسعة التي اعطتها هيئة الاذاعة البريطانية في قنواتها التلفزيونية للفيضانات التي تجتاح الهند والصين، ولم تهتم فقط بقضية الفيضانات في بلدها بالرغم من المأسي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها بريطانيا. وقالت وكالة رويترز في تقرير لها امس من بكين نقلا عن صحيفة «بكين نيوز» ان عشرات الالاف من المسافرين تعطلوا في مطار بكين أول من أمس الاثنين بعد الغاء الغالبية العظمى من الرحلات المسائية بسبب الرعد والامطار الغزيرة، كما تسبب ارتفاع درجات الحرارة في سبعة اقاليم في شرق وجنوب الصين في اطالة موجة الجفاف المستمرة منذ نحو شهر. لكن الأمر المقلق بالنسبة للصين هو ما يتعرض له سد الممرات الثلاثة، واعتبرت التقارير الاعلامية الصينية ان الفيضانات التي تجتاح البلاد وفي تلك المنطقة بالذات هي اختبار للسد وانها رفعت مناسيب المياه في نهر يانجتسي أطول انهارها بعد اسابيع من الفيضانات التي تسببت في مقتل نحو 700 شخص.

وفتحت السلطات الصينية البوابات العملاقة لاكبر سد في العالم لتوليد الكهرباء من مساقط المياه لترتفع مناسيب المياه خلف السد. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة «شينخوا» ان اقليم هوبي بوسط الصين وضع في حالة تأهب تحسبا لوصول مستوى المياه الى المستويات التي تطلق الانذار من الفيضانات.

واظهر التقرير المصور للـ«بي.بي.سي» كيف ان منسوب المياه في الممرات قد ارتفع عدة امطار وغطى جزءا كبيرا من الأشجار الضخمة المسطفة على ضفاف النهر. ونقلت شينخوا عن أحد العاملين في ادارة التشغيل في السد قوله انه تم فتح 18 بوابة وسيستمر مستوى المياه في المفيض في الارتفاع، مضيفا «سلامة السد ستختبر». وتتدفق المياه في مفيض السد الذي يمتد مئات الكيلومترات وسط ممرات ضيقة بمعدل 51 ألف متر مكعب في الثانية وقد يرتفع الى 58 مترا مكعبا في الثانية. وستطلق البوابات العملاقة المياه بمعدل 48 ألف متر مكعب في الثانية. وتسبب ارتفاع مناسيب المياه في اغلاق هويس السفن في السد أول من أمس الاثنين. وذكرت «شينخوا» ان اقليم هوبي يستعد لمواجهة الفيضانات بامتداد 1390 كيلومترا وهو الجزء من النهر الذي يمتد من السد وحتى مدينة ووهان الصناعية.

وتسبب فيضان نهر يانجتسي عام 1998 في مقتل نحو 3000 وتشريد 14 مليونا على طول النهر وارتفعت مناسيب المياه في شوارع ووهان لاكثر من متر.

وقتل نحو 700 صيني هذا الصيف من الامطار الغزيرة التي تسببت في الفيضانات والانهيارات الارضية وانهيار المنازل. وفر ملايين السكان من ضفتي نهر هواي في اقليم هينان بوسط البلاد ومن اقليمي انهوي وجيانجسو شرق الصين. وبدأت مناسيب المياه هناك تنحسر بعد أشهر من ارتفاعها.

وقالت وزارة الشؤون المدنية ان الامطار الغزيرة تسببت في مقتل 16 شخصا وفقد 14 في اقليم شانشي الشمالي الغربي خلال الايام الثلاثة الماضية. وذكرت الوزارة في بيان نشر على موقعها على الانترنت ان السلطات أجلت أكثر من 35 ألفا بعد انهيار 8536 منزلا وقطع عدد من الطرق والاتصالات اللاسلكية.

وجاء في البيان «الامطار مستمرة ومن المتوقع ان تزيد الاضرار». ذكرت شينخوا ان اربعة قتلوا في اقليم جويتشو الجنوبي الغربي الذي تجتاحه الفيضانات كما أصيب خمسة وفقد ثلاثة في انهيارات أرضية بسبب العواصف المطيرة منذ يوم الاحد الماضي.