هجرة جماعية للمسؤولين.. تربك الصحافيين السعوديين

تركيز على أخبار مهرجانات الصيف.. وقراء يتجهون لصفحات الرياضة

بعض الصحف تقلص صفحاتها في الصيف تعويضاً عن نقص المواد الصحافية
TT

«فلان في إجازة».. أكثر جملة يسمعها الصحافيون السعوديون خلال هذه الفترة من العام عند طلب أي مسؤول في إحدى الشركات أو الدوائر الحكومية، في حين يمل البعض الآخر من سماع العبارة «إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن»، ليعم الهدوء الصحافي شهري يوليو (تموز) وأغسطس (اب)، اللذين يعدان الموسم الأمثل لدى المسؤولين لأخذ إجازتهم السنوية، مما يجعل غالبية الصحف تركز طاقتها بمتابعة أخبار المهرجانات السياحية التي أصبحت «فاكهة الصيف» الصحافية.

وعملاً بمقولة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، تمثل هذه الفترة من العام الفرصة المثلى للظهور الإعلامي الأول بالنسبة للصحافيين والكتاب الجدد، الذين يكونون بمثابة الفريق الاحتياطي لدى الصحف والخيار الأمثل لتغطية نقص المواد الصحافية، في ظل تغيب مجموعة كبيرة من الكتاب الصحافيين الذين عادة ما تختفي أسماؤهم في مثل هذه الفترة لاعتبارات الإجازة والسفر.

من جانبها، أوضحت منال الشريف، رئيسة القسم النسائي في جريدة المدينة، لـ«الشرق الأوسط» أن أجواء الصيف تدفع بالكثير من الصحافيين للتوجه إلى تغطية الفعاليات والمهرجانات والموضوعات الشبابية التي يجدون فيها الملاذ والنبع الذي لا ينضب خلال موسم الإجازات، إلى جانب اعتماد البعض منهم على أخبار الفاكسات والحوارات الجاهزة. فيما أفصحت عن أن الكثير من الصحافيين يفضلون تأجيل المواد الصحافية المهمة والموضوعات الساخنة إلى ما بعد الإجازة، مرجعة ذلك إلى كون غالبية المسؤولين لا يحرصون كثيراً على قراءة الصحف خلال إجازة الصيف.

وأردفت الشريف بأن مثل هذه الربكة الصحافية من المنتظر أن تبلغ أقصى صورها عند دخول شهر أغسطس، الذي وصفته بأنه أكثر شهور السنة رتابة ومللاً مع الحر الشديد وتفضيل غالبية الموظفين أخذ إجازاتهم السنوية مع بدايته. وأضافت، بأنه حتى المسؤولون الذين لا تتوافق إجازتهم مع هذا الشهر؛ لا يكون لدى غالبيتهم الرغبة في التعاون مع الإعلام والتجاوب مع أي استفسارات.

وحول الوقت الأمثل لأخذ الصحافي إجازته السنوية، ترى الشريف أن وضع المنطقة العربية المضطرب لا يسمح للصحفي بأخذ إجازة طويلة، حتى يكون في قلب الحدث ومتابعاً لجميع المستجدات، حيث افترضت أن يكون للصحافي حضور جيد في كافة المواسم، وأن يجعل إجازته السنوية متقطعة وليست متواصلة كباقي الموظفين، حتى لا يفقد لياقته الصحافية. ويفضل خالد القحطاني، موظف حكومي، مشاركة الكتاب الذين تابعهم من خلال قراءته اليومية للصحف في إجازتهم السنوية، حيث يرى وجود اختلاف كبير في نوعية وكمية المواد الصحافية التي تنشر أثناء الإجازة الصيفية عن ما سواها، معتبراً أن موضوعات من نوعية مشاكل الحجوزات وأخبار الأعراس وتغطيات أكبر صحن كبسة وأضخم قالب كيك، ليست بالبدائل المناسبة لتغطية أي عجز يواجه الصحف خلال إجازة الصيف.

في حين يختار ناصر محمد، طالب جامعي، الاستمتاع بقراءة ملاحق الأخبار الرياضية، التي يرى أنها لا تتأثر، سواء كان هناك إجازة أم لا، وذلك لمتابعة آخر أخبار المنتخب السعودي في جولاته الكروية ضمن مباريات كأس آسيا، حيث أفردت مجموعة من الصحف السعودية الملاحق الخاصة لمتابعة جداول ونتائج المباريات، في ظل الاهتمام الجماهيري الكبير بهذا الحدث، وما يتبعه من أفكار وموضوعات رياضية تناسب حرارة أجواء الصيف.

ومن الطريف أن ينتهي موسم الركود الصحافي لصيف هذا العام أواخر شهر أغسطس، ليأتي بعده مباشرة موسم الصحافة الرمضانية، بموضوعاتها التقليدية وقصصها السنوية المتكررة، وهو ما يعكس حالة إضافية من الرتابة والخمول المعاشة داخل صالات التحرير في الصحف، مع ندرة الأحداث والمناسبات المهمة، لتصبح المسابقات الرمضانية وصفحات الفتاوى الدينية ووصفات الطبخ؛ أبرز الحلول السحرية لتغطية حالة الركود الصحافي المنتظرة.