البريطاني غوردون رامزي يشعل حريقا قانونيا في مطعم أميركي

دعوى قضائية تتهمه بطبخ المشاهد في «مطبخ الواقع»

رامزي يعلن عن افتتاحه مطعما جديدا له في أمستردام (إ.ب.أ)
TT

مع ثورة الطعام التي تشهدها العديد من دول العالم، خصوصا العالم الغربي، أصبحت هناك علاقة شهرة متبادلة بين الطهاة وما يقدمونه من مأكولات. فالناس ترتاد المطاعم الشهيرة في كبرى عواصم العالم، مثل باريس ولندن ونيويورك وطوكيو ومدريد وغيرها، ليس فقط بسبب الأطعمة التي تقدمها هذه الأماكن، وإنما بسبب ارتباط بعض هذه المطاعم بأسماء طهاة شهرتهم فاقت شهرة بعض السياسيين في بلادهم. ولم يتعرف بعض الناس على صور سياسيين بريطانيين مثل زعيم حزب المحافظين المعارض، ديفيد كاميرون، وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، منزيس كامبل، عندما سألتهم عن ذلك إحدى المحطات التلفزيونية البريطانية. لكن الأكثرية العظمى من الناس عرفت من هو الطباخ غوردون رامزي.

أضف الى ذلك أن بعض الصحف البريطانية نشرت أخيرا تحقيقا عن 100 شخصية بريطانية اعتبرت الأكثر تأثيرا ونفوذا في الحياة البريطانية، في السياسة والأدب والإعلام وصناعة الترفيه وغيرها. وتضمنت القائمة طهاة مثل رامزي وجيمي أوليفر، الطباخ الآخر الذي فرض على الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا تبني برنامج صحي في الأطعمة المقدمة لطلاب المدارس، وأصبح زعماء الأحزاب يتسابقون على إرضائه والظهور معه من اجل حملاتهم الانتخابية. وعودة الى رامزي الطباخ المثير للجدل والذي ذاع سيطه في العالم وأصبح مثل الأخطبوط بسبب عدد المطاعم التي يعمل فيها أو يملكها في عديد من مدن وعواصم العالم، في لندن وباريس وطوكيو ودبي وأخيرا وليس آخرا نيويورك، التي لم يكن موفقا فيها كما كان متوقعا. وجاءت الكتابات عن مطعمه هناك على غير ما يهوى ويحب. والكل يعرف أن مراجعة في صحيفة مثل «نيويورك تايمز» قد تعني النجاح أو الفشل بالنسبة لمطعم أو مسرحية أو فيلم. كما لم يكن الطباخ البريطاني رامزي يتوقع أن يواجه أثناء وجوده في الولايات المتحدة كابوسا قانونيا بسبب خلاف مع مدير مطعم في مانهاتن بمدينة نيويورك يجري فيه تصوير مشاهد برنامجه «كوابيس مطبخ رامزي» وهو من سلسلة برامج عرف بها الطباخ الشهير. وكان الطباخ العالمي قد عرف عالميا عبر برنامجه «مطبخ الجحيم» (Hell"s Kitchen) الذي يعرض في قنوات عالمية، وذاع صيته بشكل كبير في عاصمة الضباب لندن، وذلك من خلال برامج متميزة قدمها، قبل أن يدفعه تميزه للسفر عبر المحيط الأطلنطي وتقديم برنامج مشابه في الولايات المتحدة.

لقد تحول البرنامج إلى كابوس بالفعل بالنسبة لرامزي بعد أن نفذ مارتين هايد، المدير السابق لمطعم «ديلونز» تهديده برفع دعوى قضائية ضد الطباخ البريطاني، متهما إياه بطبخ مشاهد غير واقعية في المطعم الواقع في شارع 54 ستريت في قلب العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة، كما اتهمه بتوجيه الإهانات والإساءات إليه أثناء إدارته للمطعم.

ومن المقرر أن تبث الوقائع «غير الواقعية»، وفقا لتعبير صاحب الدعوى في محطة «فوكس» الأميركية الخريف المقبل، في حين ستنظر محكمة فيدرالية بمنهاتن تفاصيل الدعوى المرفوعة ضد رامزي.

ويقول رافع الدعوى إن المشاهد المصورة تمثيلية أكثر منها واقعية، بل يؤكد أنه تمت الاستعانة بممثلين محترفين لإظهارهم في البرنامج كزبائن، كما أن كثيرا من الأحداث لم تكن طبيعية بل مصطنعة بتخطيط من الطباخ. ويضيف رافع الدعوى أن رامزي كان يطبخ مشاهد لكنه كان كسولا في طبخ الطعام.

يشار إلى أن البرنامج يصور مشاهد يفترض أن تكون من الواقع ويتوجب فيها على المشاركين أن يعملوا على إرضاء رامزي طمعاً بالفوز بجائزة البرنامج التي تتمثل بلقب رئيس الطهاة. ويتيح الفوز باللقب لصاحبه فرصة الحصول على جزء من أرباح المطعم، بالإضافة إلى سلطة واسعة تسمح له بالتدخل في تفاصيل دقيقة تتعلق بكل ما يجري في مطبخه.

لكن الجائزة القيمة التي تمثل حلم معظم المشتركين تستحق العناء الذي يمكن اختصاره في عبارة واحدة: «إذا لم يتمكن المتسابق من تحمل حرارة اللعبة، فعليه أن يغادر المطبخ فوراً».

ومن المعروف أن رامزي حائز على ثلاث نجمات من مؤسسة ميشلين التي تعنى بفن الطبخ، وحصل على هذه النجمات ثلاث مرات، وهو الأمر الذي جعله واحدا من اشهر الطباخين في العالم. ويتحتم على الزبائن الانتظار للحصول على طاولة طعام في مطعمه الكائن في منطقة تشيلسي اللندنية الفاخرة. وله مطعم آخر في فندق كلاريدج بلندن لا يقل نجاحا عن الأول. وكان قد افتتح مطعمه الأول وهو في السادسة والعشرين من عمره، كما انه يمتلك مطاعم في طوكيو ودبي وباريس. ويقوم أحيانا بتحضير وجبة الغداء في بلد لينتقل بعد ذلك على متن طائرة خاصة لتحضير وجبة عشاء في بلد أخرى.

ورغم أن رامزي لا يتوقف عن الحركة داخل مطبخه، إلا أنه يستمر في الركض خارج المطبخ مدة ساعتين أو ثلاث ساعات يومياً، وهو الوقت الوحيد الذي يتسنى له فيه الراحة من العمل الدؤوب. وكثيرا ما يسافر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في سباقات الماراثون مسافة 100 كيلومتر تقريباً في ظروف جوية حارة.

ويقول رامزي «إنني أتناول كمية كبيرة من الطعام، كوني طباخا. وعليه، فإن الركض هو طريقتي الأمثل للحفاظ على وزن مقبول». وكان رامزي لاعب كرة محترفا يلعب مع نادي كلاسغو رينجرز الاسكوتلندي قبل توجهه إلى باريس ليتدرب على فنون الطبخ والطهي. وقد تدرب هناك على أيدي امهر الطباخين قبل أن يصبح واحداً منهم.

وعن قدرته على إدارة أكثر من مطعم في وقت واحد، إضافة إلى إعداد وتسجيل برنامجه الشهير، يقول رامزي إنها مسألة تنظيم وقت ليس إلا. ويواصل قائلا: «لا يوجد طباخ واحد في العالم يقضي كل وقته في المطبخ، فهناك فريق عمل يحقق الامتياز بإشراف عن بعد». ولرامزي كتاب بعنوان «طباخ لكافة المناسبات»، ينصح فيه بعدم وضع كميات كبيرة من الزبد في الطعام، كما يعتبر السمك من أجود أصناف الطعام وأكثرها إفادة لجسم الإنسان.