البنتاغون يكرم الدكتورة لورا صاحبة أنجح برامج «التوك شو» الإذاعية

مؤلفة «أشياء بليدة تفعلها النساء» ومتخصصة في المشاكل الزوجية

د. لورا تقلد ميدالية «الخدمة الاستثنائية» («الشرق الاوسط»)
TT

ثمانية ملايين في ولاية كاليفورنيا الأميركية وخارجها يستمعون لهذه السيدة في واحد من انجح برامج الـ«توك شو» الاذاعية. اسم البرنامج بسيط «مع الدكتورة لورا» وهو اسم مقدمته لورا شلسنغر التي ظلت تقدمه لسنوات. ويبث البرنامج الذي يعتمد على فكرة تقليدية وهي تلقي اسئلة المستمعين الحائرين بشأن أمور اجتماعية او اخلاقية على الهواء مباشرة ولمدة ثلاث ساعات يومياً خلال خمسة ايام في الاسبوع. وهو يبث اساساً من اذاعة «كلير تشانل» التي تلتقط على امواج «إف ام» وتنقلها معها اذاعات اخرى في ولايات مختلفة.

هذا الاسبوع تلقت الدكتورة لورا تكريماً من جهة لم تكن تتوقع ان تكرمها. حيث استدعيت المذيعة المخضرمة الى البنتاغون لتتسلم ميدالية «الخدمة العامة الاستثنائية». وقد خاطبها غوردون إنغلاند، نائب وزير الدفاع الاميركي، قائلاً «ملايين الناس يستمعون اليك والآن جاء دورك لتستمعي إلينا». وقد حصلت على هذه الميدالية بعد نجاح الحملة التي قامت بها من اجل مؤسسة خيرية في كاليفورنيا تدعى «صندوق العمل العائلي» تهتم بالدرجة الاولى بأرامل وأطفال الجنود من اصحاب الرتب الصغيرة (جنود الصف). وأدت الحملة الى جمع تبرعات تجاوزت نصف مليون دولار. وقالت لورا بعد ان قلدت الميدالية «جميل ان تنال بعض الاعتراف، وأتمنى ان يحفز ذلك آخرين للسعي من اجل فعل الخير عبر وسائل الاعلام».

وعلى الرغم من أفكارها المحافظة التي تنتقد من جانب الليبراليين، فإن الدكتورة لورا، 60 عاما، نالت شهرة واسعة لدى كثيرين بسبب قدرتها على استنباط حلول لمشاكلهم الاجتماعي، خاصة الازواج الذين يعانون من حياة زوجية يطبعها الضجر والملل، وتحفل بالكثير من المشاكل والخصومات.

واستطاعت الدكتورة لورا من خلال أفكارها المعتدلة، في بلد تتسم الحياة الاجتماعية فيه بنزعة محافظة، ان تحظى بشعبية كبيرة، كما انها شنت حملة من خلال برنامجها استهوت الأسر، حيث عارضت العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج او العيش في بيت واحد لرجل وامرأة غير متزوجين رسمياً، او الزواج من جديد مع وجود أطفال من الزواج الاول، وأيضا حملة من أجل ان يتولى الآباء تربية ابنائهم بأنفسهم، وكيفية حل مشكلة الاطفال الذين يعودون من المدرسة في حين يكون الابوان في العمل، اضافة الى القضايا مثار الجدل داخل اميركا، مثل الإجهاض وزواج المثليين. رغم بساطة البرنامج إلا أن لورا تمكنت من جذب ملايين المستمعين عبر الردود المقنعة، او عن طريق تدخلها احياناً بصفة شخصية لدى مؤسسات وشركات لحل بعض مشاكل مستمعيها. وفي هذا السياق اقترحت على صحيفة تصدر في سانتا بربارا توظيف بعض الجنود السابقين في وظيفة مخبرين، وفي اعتقادها ان عملهم السابق في الجيش يجعلهم يتقنون التقاط التفاصيل، وقالت «هؤلاء اشخاص لهم براعة ونضج وقدرة على التركيز والانضباط لذلك يصلحون كمخبرين في الصحيفة» وبالفعل وظفت صحيفة «نيوز بريس» مجموعة منهم، وقالت إن التجربة كانت مثيرة. يبدأ البرنامج بتمثيلية صغيرة تتعرض الى أحدى المشاكل الاجتماعية، ثم تتدخل الدكتورة لورا لمناقشة الموضوع وتقترح بعض الحلول، ويفتح الباب للمستمعين لطرح اسئلتهم ومشاكلهم، ويطلبون منها تقديم مرئياتها، وتتخلل البرنامج بعض القطع الموسيقية، بيد ان العنصر الاساسي في البرنامج هو شخصية الدكتورة لورا نفسها وقدرتها على الخوض في جميع المشاكل الاجتماعية التي تعرض عليها، وهي تفضل ان تتلقى تعليقات البرنامج عبر الفاكس او البريد الالكتروني، ونادراً ما تسمح لأحد المستمعين ان يتحدث على الهواء مباشرة اذا كان حديثه يشتمل على تعليقات حول ما يذاع، لكنها تقرأ التعليقات التي تتلقاها بالفاكس او البريد الالكتروني بنفسها، وهي تطلع شخصياً على جميع رسائل الفاكس ولا يساعدها أحد في ذلك، لذلك هي تفضل الفاكس على البريد الالكتروني. تقول في هذا الصدد «المستمع الذي يكتب رسالة ثم يطبعها ثم يرسلها عبر الفاكس أكثر جدية».

وإضافة الى عملها الاذاعي كتبت الدكتورة لورا بعض الكتب الشعبية (كتب الجيب) ومن أشهرها كتاب صدر بعنوان «اشياء بليدة تفعلها النساء تكدّر حياتهن».