الفارس والعتاد والسلاح عبر العصور الإسلامية

بمعرض الفروسية في الإسلام بمعهد العالم العربي

قاعدة سهام ترجع للعصر المغولي من اليشم والزمرد
TT

فيما يهيئ معهد العالم العربي في باريس للمعرض الكبير المنتظر افتتاحه في النصف الثاني من شهر اكتوبر (تشرين الأول) القادم حول «الفينيقيون والمتوسط»، يتواصل معرض «الفروسية والفرسان في أرض الإسلام» الذي انطلق اواخر شهر يونيو (حزيران) الماضي ويستمر حتى 21 أكتوبر المقبل.

المعرض رأى النور بفضل الشراكة التي قامت بين المعهد من جهة وبين «مؤسسة فنون الفروسية» من جهة أخرى التي تعود اليها القطع المعروضة.

ويقوم المعرض على عدة محاور متلازمة مرتبطة كلها بالفارس والفرس. وتقدم المعروضات تحت تقسيمات لها علاقة بالفكرة بدلا من التقسيم التقليدي والذي يصنف المعروضات حسب انواعها وتاريخها. وهكذا تندرج الموضوعات تحت عناوين مثل: اشكال الاسلحة وكيفية صناعتها وصقلها، الرماية وأدواتها. وترافق القطع المعروضة مخطوطات قديمة تصور تلك القطع ترسم صورة للعصر والسلاح المستخدم فيه.

وتشكل الأسلحة من القطع المعروضة، وهي تتميز بألق استثنائي مزدوج المصدر: مهارة الصناعة والدقة في التنفيذ وإثراء الأسلحة بالمعادن الثمينة والمجوهرات التي تجعل منها قطعا فنية تدل على مكانة أصحابها أكثر مما هي أسلحة لأرض المعركة. المعرض يضم قطعا نادرة تعود لفترة تاريخية تمتد من القرن الثامن وحتى الثامن عشر ميلادي ويقدم للزائر نبذة تاريخية حول الفارس وعتاده واسلحته ونتاجها في الفن الاسلامي.

ويؤخذ زائر المعرض بتوالي المجموعات من السيوف المذهبة المرصعة بالعقيق والزمرد والياقوت والخناجر على أنواعها وأشكالها والفؤوس المزخرفة والخوذ الحربية والتروس والدروع والأقواس والسهام والجعب والأختام ونصال الرماح والأثواب المعدنية الواقية. وفي القطع الحديثة نسبيا والتي تعود الى القرنين السابع عشر والثامن عشر يلاحظ ان الاهتمام بالاسلحة التقليدية مثل السيوف والخناجر يعكس الاهتمام بفكرة الفروسية والحفاظ على المفاهيم والصناعات التي نشأت عنها.

وتفاجئ الزائر قطعة استثائية هي ايضا شعار المعرض، هي قناع حربي من الفولاذ والفضة بطول 22.5 سنتيمتر وعرض 15.5 سنتيمتر يرجح أنه من القرن السادس عشر. ويتميز القناع البديع الصنع بالزخارف المنقوشة والمفرغة في منطقة الجبين والتي تعلوها الشهادة محفورة في المعدن بخط متشابك. وتطالع الزائرَ قطع اخرى استثنائية؛ منها قميص صنع في الهند، القرن الخامس عشر، وكتبت عليه آيات قرآنية. وكان هذا القميص يعتبر بمثابة تعويذة تحمي حاملها في المعارك. ويحفل المعرض بمجموعة استثنائية من السيوف والخناجر التي هي قطع فنية حقيقية. فإلى جانب النقش البديع الذي يعلو النصال، فإن المقابض مرصعة بأثمن الأحجار والرسوم النباتية، وهي تحمل أحيانا آيات قرآنية تتداخل كلها لتدل على المستوى الذي وصلت اليه حرف صناعة السلاح في المناطق التي دخلها الإسلام. وجاءت غالبية القطع المعروضة من الهند وإيران وتركيا وقليلها مصدره بلدان عربية من مملكتي السلاجقة أو المماليك. والملاحظة الأخرى أن غالبية القطع المعروضة تعود الى عصور متأخرة، خصوصا العصرين السابع عشر والثامن عشر ويفتقر المعرض الى قطع تعود الى بدايات الإسلام أو للدولتين الأموية والعباسية.

والى جانب الاسلحة، يحتوي المعرض على مجموعة من القطع التي تخص الفرس وما كانت تزين أو تحمى به فضلا عن السراج والركاب وأغطية الزينة وكلها قطع تتكامل وتتضامن لتعطي صورة دقيقة عن الفارس في العهود الإسلامية.

وحتى الآن، زار المعرض 11154 شخصا بمعدل 206 أشخاص في اليوم. ويبدي مسئولو المعرض خيبة املهم من انخفاض نسبة الحضور للمعرض الذي ياتي توقيته في وقت تقل فيه الزيارات للمعارض الفنية حيث يرتبط موسم الصيف بالعطلات. وبالتالي تعاني الصالات و المعارض الفنية خلال ذلك الموسم و هو ما يطرح تساؤلا عما اذا كان من مصلحة اعروض المهمة ان تفتتح في فصل الصيف.