محطة إذاعية للكبار يديرها الصغار بعيدا عن السياسة والحروب والجريمة

يدير المحطة آدم (12 عاما) ومقدم النشرة الجوية إريك (6 سنوات)

TT

قد يكون من الصعب جدا على أية وسيلة اعلامية نشر الأخبار المفرحة بسبب النزاعات الاجتماعية وارتفاع نسبة الجريمة والإرهاب، وكذلك الكوارث الطبيعية التي تجتاح العالم، لكن هذا ما تحلم به مجموعة من الأطفال. وهذا ما سيواجهه إريك بيكر، 6 سنوات، مقدم النشرة الجوية وأصغر عضو بفريق اطفال في بلدة صغيرة بولاية فلوريدا الاميركية يعتزم ادارة كاملة لأول لمحطة إذاعة.

ويحكم نشاط الاذاعة مبدأ واحد عند التعامل مع الاخبار هو «أخبار نظيفة فقط»، ويعني ذلك عدم إذاعة أخبار عن معدلات الجريمة والحرب أو السياسة، وتذاع نشرة الاخبار الرئيسية كل مساء الساعة الثامنة.

ومصمم فريق العمل على اقامة محطة إذاعة كاملة بمختلف انشطتها، فالموسيقى التي يختارونها متنوعة تتراوح بين موسيقى البوب والهيب هوب والكلاسيكية وموسيقى الريف أيضا.

يدير المحطة آدم بيكر، 12 عاما، شقيق اريك مقدم النشرة الجوية، و24 من اصدقائهم، تتراوح اعمارهم بين 6 و 12 عاما. ويصف موقع «دبليو كيه آي دي» على الموجة 7. 96 أف.إم بكل ثقة المحطة الجديدة بانها «المحطة الوحيدة في العالم التي يمتلكها ويقوم بتشغيلها ويتولى إدارتها أطفال». وتتم اجتماعات مجلس التحرير في مقر محطة الاذاعة الشابة وهو غرفة نوم آدم.

وهناك روجر، 40 عاما، والد آدم واريك، الوحيد المسموح له بالدخول الى المحطة.

وقال آدم في مقابلة هاتفية، كما ذكرت الوكالة الألمانية للأنباء في تقريرها من واشنطن، «والدي لا يدعني أضع الهوائي في حالة العواصف بسبب البرق».

المشروع من بنات أفكار روجر الذي كان دائما يرغب في إدارة محطة إذاعة خاصة به ولكنه لم يقم بتشغيلها نظرا لانشغاله في عمله كفني صيانة اتصالات في مكتب عمدة مقاطعة باينلاس. وتبرع بمعدات قيمتها 2500 دولار ويتولى تمويل العملية بمقدار حوالي 1400 دولار شهريا.

ويغطي مبلغ الـ 1400 دولار التي ينفقها روجر بيكر شهريا تكاليف الموسيقى وكابل الانترنت وحبر الطباعة والورق وتصليح المعدات والرحلات إلى حديقة الحيوانات والمتاحف ومباريات البيسبول وكرة القدم والرحلات الخارجية الاخرى لعمل تحقيقات وهي تكلفة كبيرة بالنسبة لشخص واحد ولكنها صفقة حقيقية عندما تقاس بالنسبة لتكلفة إذاعة محترفة.

وبالاضافة إلى ذلك، يتم شراء المياه وغالونات العصير و20 فطيرة بيتزا أو نحو ذلك كل نهاية أسبوع من هذا المبلغ.

يتعامل الصحافيون الصغار بشغف مع الميكروفون وأجهزة تكبير الصوت يحدوهم اصرار على القيام بالمهمة بعيدا عن الكبار. وتنقل الاذاعة إرسالها أساسا في عطلات نهاية الاسبوع والامسيات والاجازات، ويفتخر الاطفال بأنهم ينتجون البرامج جميعها بأنفسهم. وقال آدم «والدي دائما يستمع إلينا للتأكد من أننا نستمتع بالقيام بهذا العمل، غير انه يصر على اضفاء عنصر الاحتراف على عملنا». وغالبا ما يقوم الصحافيون الأطفال برحلات لاجراء تحقيقات في المناطق المجاورة. وقد التقوا مؤخرا مع عمدة مقاطعة باينلاس جيم كوتس على سبيل المثال.

ولا تنطبق حقوق الملكية الفكرية على الموسيقى المستعملة فى هذه المحطة باعتبار ان القائمين عليها لا يهدفون الى تحقيق اهداف تجارية فضلا عن ان عددهم قليل للغاية.

ويأمل المذيعون الناشئون مستقبلا في وجود رعاة جدد بالتعاون مع شركة محلية ويخطط الاطفال لوضع برامجهم على شبكة الانترنت وجذب المزيد من المستمعين الصغار من كافة أنحاء الولايات المتحدة والحصول على عائدات اعلانية.

وباستثناء الموسيقى والاخبار، من المهم بالنسبة لفريق العمل إجراء اتصالات مع المستمعين. وفي عطلات نهاية الاسبوع يذيعون برنامجا عن سوق السلع الرخيصة المستعملة يعرض من خلاله المستعمون كافة أنواع الاثاث والاشياء الصغيرة الاخرى.

واعتاد المذيعون الصغار على السماح للمستمعين على الاتصال مباشرة بالاستديو، ولكنهم توقفوا عن ذلك بسبب انقطاع برامجهم. وذات مرة دق هاتف الاستديو بينما هم على الهواء في الوقت الذي بدأ أيضا فيه هاتفان جوالان في الرنين.

ويتذكر آدم «ذات مرة كنا على الهواء وبدأ هاتف منزلنا اللاسلكي في الرنين في الوقت الذي لم نتمكن من العثور عليه». ويضيف «اثناء بحثنا عن الهاتف كان أحد الاطفال يحاول قراءة نشرة الاخبار غير ان الهاتف الجوال لاحد الاطفال بدأ ايضا في الرنين ثم أعقبه هاتف آخر، ولذا كان لدينا ثلاثة هواتف تصدر رنين اوكل منا يتسابق للعثور عليهم للرد». وقال «منذ هذا اليوم تعلمنا ألا يتواجد أي هاتف في الغرفة! وفي النهاية عثرنا على الهاتف الاخر تحت السرير ولكن من الذى وضعه هناك لا أحد يعرف».

وفي الوقت نفسه فإن إذاعة 7. 96 على موجة إف إم يذاع إرسالها داخل دائرة نصف قطرها 8. كيلومتر حول ضاحية بيكر.