حرب على «الكعكة» الافتراضية

معرض لايبزغ الصغير للألعاب الإلكترونية يتحول إلى حدث دولي كبير

ممارسة العاب الكومبيوتر ستكون في جميع غرف البيت مستقبلا (رويترز)
TT

تحول معرض لايبزغ للكومبيوتر وألعاب الفيديو من لقاء أوروبي صغير إلى حدث دولي كبير بفضل التطور الانفجاري الذي يشهده قطاع الألعاب الإلكترونية والافتراضية. وذكر مانفريد جيردس، رئيس المعرض، أن معرض «غيمز كونفنشن» الحالي في لايبزغ دخل المرحلة العالمية هذا العام بفعل مشاركة 500 شركة من 31 بلدا فيه. وستغطي الألعاب الكومبيوترية المختلفة مساحة 115 ألف متر مربع من المعرض وينتظر أن يحضره 200 ألف زائر.

وألقت الشركات الكبرى مثل سوني ومايكروسوفت ومورهون ونينتندو، بكامل ثقلها التقني في المعرض في محاولة للحصول على الجزء الأكبر من «كعكة» المعرض الافتراضية. وإذ تشارك سوني بنسختها الجديدة من «بلاي ستيشن3»، المتعددة الوظائف، تدخل مايكروسوفت معترك المنافسة من خلال لعبتها Xbox360 المتميزة من ناحية الغرافيك والتصميم والإعداد. وعدا عن سلسلة ألعاب سودوكو اليابانية يشارك قطاع الألعاب الإلكترونية الياباني بلعبة «وي فيت Wii Fit» التي تدخل ضمن سلسلة ألعابها الرياضية.

حولت سوني لعبة «بلاي ستيشن» إلى «بلاي تي في»، أو إلى تلفزيون كامل متنقل، وتود من خلالها شق طريق النجاح إلى صدارة عالم الألعاب الإلكترونية. فالجهاز الجديد عبارة عن تلفزيون وعارض ومسجل فيديو وجهاز باحث في الانترنت وجهاز لعب. كما اتفقت سوني مع شركة سكاي البريطانية، للتلفزيون الرقمي المدفوع، على تزويد أجهزتها بالقدرة على تحميل أفلام الفيديو وتسجيلها في الجهاز. وقال ديفيد ريفز، رئيس سوني في أوروبا، ان من الممكن، حسب الطلب، الحصول على نسخة من «بلاي ستيشن3» مزودة بجهاز ملاحة عبر الأقمار الصناعية أيضا.

من ناحيتها، زودت مايكروسوفت جهاز العابها Xbox360 بقرص ثابت من طاقة 120 غيغابايت وسيطرح في المعرض بغلاف معدني من لون أسود. واستثمرت الشركة اكثر من مليار في الجهاز وتتوقع أن تسترد بعض استثماراتها من بيع الجهاز مع لعبة «حلقة الموت الأحمر». وعدا عن مختلف الألعاب المناسبة للجهاز فإنه مزود بالإمكانية على البحث في الانترنت لاسلكيا.

وفي حين تعتمد شركة مورهون على الألعاب البسيطة، تحاول شركة نينتندو تصدُّر السوق من خلال ألعاب «وي سبورت» التي تتماشى مع النزوع العالمي نحو اللياقة البدنية ولعب الرياضة. وعلى هذا الأساس توفر الشركة برامج «مدرب اليوغا» ومدرب اللياقة لمختلف الأعمار، وهي ألعاب مناسبة للكومبيوتر ولأجهزة الألعاب المتنقلة، وتصلح للبيت والمكتب على حد سواء.

ويرفع معرض «غيمز كونفنشن» هذا العام شعار الألعاب للجميع والألعاب البسيطة للجماهير بهدف تحويل الألعاب الإلكترونية إلى ألعاب شعبية. ويقول ممثل شركة اوبيسوف، ننك راجيس، إن هدف القطاع هو 2 مليار إنسان يعيشون على الكرة الأرضية. ولهذا فقد طرحت الشركة لعبة «الجدة تكسب الجميع» في لعبة اشبه بالمونوبولي ومخصصة لمختلف الأعمار. وتعتبر العاب مثل «ويي سبورت» و«المستوطن 6» و«بيرو دادل» من الألعاب التي توقظ فانتازيا الأطفال وتطور مداركهم. وعبر راجيس عن قناعته بأن «الألعاب الشعبية» ستوفر المزيد من الأرباح للشركات لو أنها ابتعدت قليلا عن مواضيع العنف والحروب.

وطرح معرض لايبزغ 2007 للكومبيوتر وألعاب الفيديو علامة استفهام كبيرة على الكومبيوتر كجهاز أساسي للألعاب، رغم أن اسمه يدخل في عنوان المعرض. فالأجهزة الجديدة حررت الناس من شاشة الكومبيوتر الكبيرة إلى شاشات الأجهزة المتنقلة الصغيرة، لكن دقة الصورة وتفاصيلها قد تجسمت، كما اصبحت حركة الابطال في الألعاب شبيهة إلى حد كبير بحركة الأنسان الطبيعية. مع ذلك، سيبقى الكومبيوتر أساسيا بالنسبة لكبار السن وربات البيوت لأن 60% من الألعاب السائدة تعتمد على الكومبيوتر الثابت.

وجاء في إحصائية الاتحاد الألماني لشركات صناعة ألعاب الفيديو الكومبيوترية ان القطاع حقق مداخيل ترتفع إلى ملياري يورو في ألمانيا فقط. وينتظر أن يحقق القطاع أرباحا عام 2007 ترتفع بنسبة 45% عن أرباح 2006. ويستخدم 35% من الألمان ألعاب الفيديو الإلكترونية وترتفع نسبة النساء (فوق 60 سنة) بينهم إلى 21%.

وإذا كان المعرض قد انتقل إلى مرحلة العالمية خلال السنوات الماضية، وانتقل إلى الألعاب الجماهيرية أيضا، فإن ذلك يأتي في غالب الأحيان على حساب المستهلك. وانتقدت مجلة «دير شبيغل» المعرض، وبالتالي المنتجات الجديدة، بسبب العنف المستخدم في الألعاب. فكثير من الألعاب تستعرض وجهة النظر الأميركية في الحروب ومناهضة الارهاب، كما أنها مشحونة بالعنف والرصاص والحرائق. ويعاني الأطفال قبل غيرهم من هذه الألعاب في مجتمعات تستهلك العنف كما تستهلك البيبسي كولا.

ويناقش البرلمان الألماني موضوع منع ألعاب «القتل» الإلكترونية منذ أشهر، بعد أن زادت أعمال العنف في المدارس. ويجد المستهلك في الأسواق الألمانية حاليا نسخا «محسنة» من ألعاب العنف بعد أن أزيلت منها بعض الفقرات البالغة في الوحشية.

هذا وقد تم افتتاح المعرض هذا العام، لأول مرة، بحضور أحد نجوم مصممي ألعاب الكومبيوتر. وحضر الياباني هايدو كوجيما إلى المعرض بدعوة من عدة شركات يابانية بينها سوني. وعرف كوجيما من خلال تصميمه سلسلة ألعاب التجسس مثل «متيال جير سوليد» و«غنز أوف ذي باتريوت».