دراسة: الإنترنت لعبة المسنين الجديدة

يقضون وقتا أطول عليها من الشباب

اعضاء «جمعية الاجداد» لمقاهي الانترنت التي شكلها الكبار في السن في طوكيو من أجل متعتهم وهواياتهم (ا.ف.ب)
TT

الانترنت، هذه التكنولوجيا الحديثة التي اكتسحت خلال السنوات الأخيرة الماضية البيوت والمكاتب وحياة الناس بشكل عام، وأصبحت اهم وسيلة اتصالات في شتى مناحي الحياة، كان ينظر اليها على انها لعبة شبابية ليست للكبار الذين قد يجدون صعوبة عملية في التعامل معها. لكن اخر الأبحاث بيّن ان «اصحاب الشعر الفضي»، أي المتقدمين في السن، خصوصا فئة المتقاعدين، هم من اكثر روادها.

وقالت المؤسسة البريطانية المعنية بضوابط الاتصالات (اوفكوم)، في تقريرها السنوي، إن المتقاعدين (من الفئة العمرية ما فوق 65 عاما)، يقضون اكثر من 42 ساعة اسبوعيا، أي انهم يقضون فترة اطول بأربع ساعات من اكثر المستخدمين للشبكة العنكبوتية من الفئة العمرية 18 الى 24 عاما. ومع أن المؤسسة لا تقدم قائمة طويلة بالمواقع التي يدخلها هؤلاء، الا ان دراسات اخرى بينت استخدام هؤلاء لمحركات البحث ودخول المواقع التي تخولهم شراء حاجياتهم (اون لاين) وهي من اكثر المواقع شعبية بالنسبة لهم. كما بين التقرير ان النساء (25 ـ 34 عاما) هن من اكثر المستخدمين للشبكة، اذ يمكثن وقتا اطول بـ55 في المائة من الرجال من نفس الفئة العمرية على الانترنت.

وقالت بعض المؤسسات الخيرية المعنية بشؤون المسنين ان التقرير يثبت ان شبكة الانترنت ليست حكرا على الشباب، «الكثير من الناس يعتقدون بان كبار السن غير معنيين بالعالم الرقمي، وهذا التقرير جاء ليثبت عكس ذلك» بحسب متحدث باسم مؤسسة «الاهتمام بالمسنين».

فالكثير من هؤلاء يستخدمون الانترنت من اجل الاتصال بذويهم والتسوق والاشتراك في النشاطات الخيرية التي تخص مجتمعاتهم المحلية.

ولهذا تقول مؤسسة «الاهتمام بالمسنين» انه «من الغباء من شركات الاعمال ان تتجاهل هذا الجانب من سوق اصحاب الشعر الأبيض، لانهم قوة شرائية مهمة لاقتصاد البلد».

ومع هذه الثورة التكنولوجية، ووسائل «ام.بي. بلييار 3» والتلفونات الجوالة والتلفزيونات الرقمية التي تستخدم في شراء الحاجيات، قال التقرير ان الناس بدأوا يلقون جانبا وسائل الترفيه التقليدية. وفي العام الماضي كان معدل مشاهدتهم للتلفزيون ثلاث ساعات و36 دقيقة في الاسبوع، أي اقل باربعة في المائة عن عام 2002، واستماعهم للراديو كان يقارب الثلاث ساعات في الاسبوع، ويستخدمون التلفون الأرضي لمدة سبع دقائق فقط، أي اقل بنسبة 8 في المائة عن عام 2002. وبالنسبة لاستخدام الانترنت فقد ازداد الاستعمال بمقدار 36 دقيقة، أي بزيادة 158 في المائة لنفس الفترة. اما الوقت الذي يمكثه الناس على الجوال فقد ازداد بمقدار اربع دقائق في اليوم أي بزيادة 58 في المائة لنفس الفترة. اما بالنسبة للأطفال فقد بدأوا بالتخلي عن العابهم التقليدية، مثل الفيديو والـ«دي.في.دي» لصالح الألعاب الرقمية. وحسب التقرير فان 50 في المائة منهم يستخدمون «ألعاب الكومبيوتر» مقارنة مع 66 في المائة من هؤلاء عام 2005. واكثر من 52 في المائة منهم يستعملون الشبكة العنكبوتية مقارنة مع 47 في المائة عام 2002، و28 في المائة منهم استخدموا «ام.بي. بلييار 3» مقارنة مع 20 في المائة فقط عام 2005.

واظهر نورمان ويلز من مؤسسة «التعليم والعائلة» قلقه اتجاء ما يحصل للعائلة، ويعتقد ان حياة العائلة في خطر بسبب انشغال افرادها بالتكنولوجيا.

كما بين التقرير ان الكثير من الناس بدأوا يتخلون عن التلفونات الأرضية لصالح الجوال، اذ يعتمد 10 في المائة من الناس في بريطانيا على الجوال بالكامل في اتصالاتهم.