دراسة علمية تحفز البدناء بالأمل في حياة أفضل

عمليات المعدة للتخلص منها تطيل العمر

«هذه الدراسات تجعل الأمر واضحا بأن الناس الذين يفقدون وزنا يعيشون أطول (رويترز)
TT

أكدت دراسة حديثة أن عمليات المعدة التي تجرى للتخلص من البدانة لا تشكل خطورة على حياة الاشخاص الذين يضطروا إليها لإنقاص الوزن، بل أنها قد تساعد على طول العمر.

جاء ذلك في دراسة بحثية شارك فيه حوالي 20 ألف شخص بدين في الولايات المتحدة والسويد، حيث وجد أن أولئك الذين أجروا عمليات معدة أصبح تعرضهم لخطر الموت خلال العشرة أعوام المقبلة أقل من أولئك الذين لم يجروا عملية جراحية بنسبة تتراوح ما بين 30% إلى 40%.

وقد أظهرت دراسات سابقة أن فقدان الوزن يقلص من احتمال الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسرطان وأمراض سائدة عديدة، وتشير إلى احتمال زيادة العمر. لكن الدراسات الجديدة تقدم دليلا أقوى على ان فقدان الوزن لا يقلل من الإصابة بالأمراض بل يساعد على طول العمر.

وذكر جورج براي من مركز «بنينغتون بايومديكال» في مجلة «نيو إنغلاند جورنال» الطبية، إن «السؤال حول ما إذا كان فقدان الوزن المتعمد يطيل العمر قد تمت الإجابة عنه، يبدو أن الجواب هو نعم قوية».

وقال ديفيد فلوم بروفيسور الجراحة في جامعة واشنطن: «هذا مثير جدا. على الرغم من أننا نعرف منذ سنوات أن فقدان الوزن قادر على تقليص الظروف الصحية المرتبطة بالبدانة، لكن العلاقة بين الانخفاض في هذه الشروط الصحية وزيادة سنوات العمر ظلت محيرة. إنه إنجاز هائل».

وقد ركزت الدراسة فقط على أولئك الذين مروا تحت مشرط الجراح وفقدوا جزءا من وزنهم. لكنها لم تختبر في ما إذا كان فقدان الوزن خلال نظام غذائي محدد أو من خلال أخذ عقار ما سيطيل عمر الشخص، لكن العديد من الخبراء قالوا إن فقدان الوزن بأي شكل يحقق النتيجة نفسها.

وتقول لويز أرون البروفيسورة في كلية ويل الطبية بجامعة كورنيل: «هذه الدراسات تجعل الأمر واضحا بأن الناس الذين يفقدون وزنا يعيشون أطول. وهذا ما ظل الأفراد المعنيون في هذا الحقل يرددونه منذ سنين. والآن نحن لدينا الدليل».

ومع ذلك يظل بعض الخبراء غير مقتنعين، فهم يرون أن زيادة العمر الناجمة عن العملية، قليلة جدا، خصوصا عند مقارنتها بالمخاطر التي ترافق إجراء عملية جراحية للمعدة. فيقول بول كامبوس استاذ القانون في جامعة كولورادو ومؤلف كتاب «خرافة البدانة»: «أنا أكره رؤية هذه الدراسات التي تستخدم لتبرير الحجة القائلة بأن العملية الجراحية الهادفة لإنقاص الوزن تنقذ حياة الناس. هذا الزعم القائل إنه من الضروري إجراء العملية الجراحية لحمايتهم من الموت المبكر مبالغ فيه كثيرا، وفي أحسن الأحوال يحقق تأثيرا ضئيلا على صعيد طول العمر».

أما بول ارنزبرغر بروفيسور التغذية في جامعة «كَيس ويسترن رزيرف» للطب فيذكر عبر رسالة الكترونية: «حتى اليوم نحن نمتلك معلومات ضئيلة عن الكيفية التي يتمكن البدناء وفقها من ترتيب حياتهم من دون علاج. فحتى أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما هناك ما يقرب من 96% منهم تمكنوا من العيش عشرة أعوام إضافية، بينما هناك 88% منهم عاشوا 16 سنة إضافية. وهذه قياسات أفضل بكثير من التوقعات التي يعملها الأطباء بما يخص حياة زبائنهم البدناء».

لكن حسب الدراسة التي أجراها فريق تيد ادامز من جامعة أوتاه راجع المشاركون فيها حالة 7925 شخصا بدينا قاموا بالعملية الجراحية مقابل 7925 بدينا لم يقوموا بها. وبعد معدل 7 سنوات اتضح أن احتمال وفاة أولئك الذين أجروا العملية يقل عن أولئك الذين لم يجروها بنسبة 40%. كذلك فإن نسبة الوفيات بسبب الإصابة بالسكري تقل لدى المجموعة الأولى عن المجموعة الثانية بنسبة 92%، كذلك احتمال وفاتهم بالسرطان يقل عن البدناء الذين لم يجروا العملية بنسبة 60% وأقل بـ56% بالنسبة للإصابة بأمراض القلب.

وفي الدراسة الثانية التي أجراها فريق يرأسه لارس سيوستروم من جامعة غوتبورغ بالسويد، قال عدد من الباحثين عنها إنها أكثر إقناعا من سابقتها، وفيها قام المشاركون بتعقب 2010 اشخاص أجروا عملية المعدة الجراحية، و2037 شخصا لم يجروا العملية المعروفة باسم بارياتريك. وخلال فترة 11 عاما لاحقة كمعدل سيكون احتمال موت أولئك الذين أجروا العملية الجراحية أقل بـ30% عمن لم يجروها. وقال سيوستروم: «هذه الدراسة تقدم لأول مرة أدلة على أن فقدان الوزن المتعمد أو على الأقل من خلال عملية المعدة الجراحية له تأثير على تقليل احتمال الوفاة المبكرة».

*خدمة «واشنطن بوست»- خاص بـ«الشرق الأوسط»