«هي فوضى؟» من يوسف شاهين في «البندقية»

المخرج وفريق العمل على طائرة خاصة لحضور المهرجان

يوسف شاهين
TT

تمتــد تجــربة يوسف شاهين الفنية وتتجاوز 60 عاماً من الإبداع المتواصل، لم يمنعه المرض ولا سنوات العمر الطويل من التعبير عن وجهة نظـــــره، وينتظر جمهوره وعشــاقه احدث أفلامه «هي فوضى»، والذي يتــوقع ان يثير ـ كعادة شاهين ـ ضجة وجدلاً سياسياً كبيراً عند عرضه.

وقد فضل شاهين عدم المخاطرة بالفيلم وعرضه في إطار «مذبحة» الصيف التي يشهدها سوق السينما في مصر كل عام، والتي تشهد طوفاناً من الأفلام الكوميدية، وفضل عرضــــه في موسم الرومانسية في ربيع العام المقبـــل، رغم أن الفيــلم يبدو ســـياسياً، يعرض فيه شـــاهين رؤيته للمشهد السياسي المصري في السنوات الأخيرة، التي يعتـــبر هو شخصيــاً جزءا من نسيجها بحكم مواقفه الوطنية الجريئة ومشاركته في المظاهرات الشعبية، ونقده السياسي اللاذع لنظام الحاكم في مصر. وقد جرفه الحنين مؤخراً، ليعود إلى «البندقية»، ومهرجان فينيسيا السينمائي الذي شارك في منافساته الرسمية قبل ربع قرن، بالجزء الثاني من سيرته الذاتية، فيلم «حدوتة مصرية»، الذي كان التعاون الأول له مع النجم المصري نور الشريف، وشاركه البطولة في أول تجاربه مع التمثيل، المطرب محمد منير.

وقد اعلن وليد ابو السعود مسؤول الاعلام في الشركة العالمية للانتـــاج السينمائي ـ التي يمتلكها شـــاهين وتنتـــج أفلامه ـ لوكالة الصــحافة الفرنســـية، ان المخــرج المصري قرر ان يرافـــق فريق فيلمـــه «هي فوضى» الى مهرجان فينيسيا، حيث يعـــرض الفيـــلم ضمـــن المسابقـة الرسمية.

وقال ابو السعود ان مساعد شاهين المخرج خالد يوسف وأبطال الفيلم، منة شلبي وخالد صالح وهالة صدقي ومديري الشركة جابي وماريان خوري سيرافقون شاهين في رحلته على متن طائرة خاصة برعاية إحدى المحطات الفضائية، وذلك يوم 6 سبتمبر (ايلول) المقبل، لمشاهدة عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان.

وجدير بالذكر أن الحالة الصحية لشاهين، 82 عاما، خلال تصوير الفيلم، كانت مهتزة بسبب المرض الذي يلازمه منذ سنوات، بعد اصابتــه في الرئة. وقد منعـــه الاطباء من التدخين. وقد أشرف مساعده خالد يوسف على تنفيذ مشاهد الفيلم.

وهذا ما دفع شاهين الى التأكيد على ان الفيلم من اخراجه ومساعده خالد يوسف، مظهرا ذلك على اللقطات الاولى الاعلانية للفيلم.

وتدور احداث الفيلم حول حالة الفساد التي تعيشها مصر، وقد صرح شاهين في وقت سابق قائلاً عن الفيلم «إن توقيتي لإنجاز هذا العمل جاء مناسبا تماما، إنه واحد من الأفلام التي سوف تجابه بمصاعب وعقبات نظرا لما يتضمنه الفيلم من أفكار ورسائل في أكثر من اتجاه»، وقد أشار إلى الجهد المضاعف الذي بذله في كتابة السيناريو لمدة عامين، وينتصر فيه لقضايا وهموم البسطاء. الفيلم يقـــدم صرخـــة تحذيريــــة ضد الفســـاد والبطش من خلال شخصية الفيلم الرئيسية الذي يعمل في قسم للشـــرطة ويسيطر على منطقــة شعبية، لكنه يحمل قلب إنسان بسيط مليء بالحب والتعاطف، ولكن على طريقته الخاصة.

وتحتفل البندقية بين 29 اغسطس (اب)، و8 سبتمبر (ايلول) بمرور 75 عاما على تأسيس مهرجانها السينمائي فتعرض في هذه المناسبة مجموعة مميزة من 75 فيلما، وصفها المدير الفني ماركو مولر بانها «مدهشة ومبتكرة» وتضم اخر افلام بعض كبار المخرجين.