«من جوهر إلى جواهر» يتحدى الأطر التقليدية ومفاهيم الزينة

معرض للحلي البريطانية المعاصرة في صنعاء يجمع بين الماس والنفايات المعاد تدويرها

حلي من أعمال المصممة لورا بوتر
TT

ينظم المجلس الثقافى البريطانى بصنعاء حاليا وبالتنسيق مع وزارة الثقافة اليمنية في مركز صنعاء التجاري، معرضا بعنوان «من جوهر الى جواهر» للحلى البريطانية المعاصرة، ويتضمن تصاميم ثمانية من مصممى الحلي المتميزين في اعمالهم. الأعمال تتحدى الاطر التقليدية لهذه الصناعة من خلال التجديد والتجريب، سواء على مستوى المواد المستعملة او على مستوى دلالات وابعاد مصنوعاتهم ليتحدوا بذلك افكارنا المتوارثة عن القيمة والهوية، وعن الزينة فى حد ذاتها.

من خلال المعرض يقدم المصممون الثمانية، وهم سولانج اراجوري ونعومي فيلمر وتانفي كانت واندرو لامب وشون ليان ولينا بيترسون ولورا بوتر واسكوت ولسون، تصاميم مبتكرة تكشف عن جرأة خاصة واساليب فريدة في صناعة الحلي. واوضحت اليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني بصنعاء لـ«الشرق الاوسط»، ان المعرض يهدف بدرجة اساسية الى تعزيز الصناعات الحرفية والابداعية في مجال الحلي، باعتبارها مجالا ذا خصوصية قوية تساعد في النمو الاقتصادي في اسواق دول الشرق الاوسط، فالبنية التحتية والثقافية المتغيرة للمنطقة تعطي فرصا للتبادل الثقافي والابداعي بين الشركات المعنية في دول المنطقة ونظيراتها في المملكة المتحدة. واضافت وايت ان المعرض سيتنقل بين عدد من دول شبه الجزيرة العربية، بعد ان يبقى شهرا كاملا في صنعاء.

وقالت انه من المدهش ان تتم المقارنة بين ثراء الحلي اليمنية التقليدية والاساليب المعاصرة للمصممين الجدد في بريطانيا، خاصة ان صناعة الحلي في اليمن تعود لتاريخ موغل في القدم، وتعد عنصرا مهما في زينة المرأة اليمنية، مشيرة الى ان المجلس الثقافي البريطاني سينظم على هامش المعرض ورشة عمل تقودها المصممة لورا بوتر، تختص بصناعة الحلي وتهدف الى تعزيز قدرات النساء اليمنيات المهتمات بتصميم وصناعة الحلي. وتشير اليسون مولوني امينة المعرض الى ان لبريطانيا سمعة راسخة في صناعة الحلي، وكان من شأن التوجهات الثقافية المغايرة على مدى القرن الماضي، خاصة في ما يتعلق بالمجوهرات والحلي، معطوفة على جهود المؤسسات التعليمية الرامية الى تطوير الممارسات الابداعية الاصيلة، ان تضمن للحلي مكانتها كوسيط من وسائط التعبير الابداعي.

ونجح المصممون البريطانيون في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في توسيع مفهوم المجوهرات والحلي، من خلال ما استخدموه من مواد وتقنيات، وكذلك عبر الاشكالية التي طرحوها بشأن قدرتنا على ان نرتدي ما صنعوه ونتزين به، وكان لهجر هؤلاء الرواد طريقة التقاليد الراسخة تأثير مهم، حيث مضى جيل من مصممي الحلي وصناعتها يجترحون سبلا متنوعة ومذهلة لتوسيع دوائر الشكل والمغزى التي يتسم بها عالم الحلي البريطانية اليوم.

ويعكس تنوع اعمال كل مصمم مشارك في هذا المعرض تنوع البيئات الثقافية التي يستقون منها اعمالهم كفنانين، وفي هذه الاثناء وفي ظل هيمنة النزعة التجارية على الانتاج الصناعي الموجه لجمهور المستهلكين، تنجح اعمال هذا الجيل الجديد في تسليط شعلة مضيئة على تلك الجاذبية الفريدة والقيمة النفيسة، التي ما زلنا نلف بها كل ما تستولده ايادي الحرفيين من القلائد المصنوعة من اوراق او منسوجات معاد تدويرها من النفايات الى خواتم الماس الباهرة المظهر والتشكيلات النحتية للجسم البشري بمجملة، لذا فان تناول الحلي كموضوع يمكن ان يدور على مستويات عدة بما يطرح من رؤية بديلة لفعل التزيين في الالفية الثالثة، رؤية تحتضن التجاسر على الاعراف الجمالية والابداع في التقنيات والمواد والتشبع بالروح التجارية والدلالات الرمزية والشخصية، اضافة الى الصنعة الحرفية البحتة.