ساقية الصاوي تحتضن حفل أصغر عازف عود عربي

قدمه الفنان نصير شمة

محمد ابو ذكري يعزف في حفل ساقية الصاوي («الشرق الأوسط»)
TT

بأنامل صغيرة ودقيقة، وبتمكن شديد من العزف على آلة العود التي كادت تخفي جسده النحيل وهو جالس على مقعده مقلداً كبار العازفين، نجح الطفل محمد أبو ذكري خريج بيت العود والذي لم يتجاوز عمره الرابعة عشرة في خطف اهتمام الجمهور الذي حضر حفله الاول في مركز ساقية الصاوي بالقاهرة وقدمه فيه عازف العود الشهير نصير شمة مؤخراً. فما بين عزفه لمجموعة من الألحان الخاصة به، وغيرها من تأليف كبار الملحنين في مقدمتهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، جلس الحضور على مدى ساعتين كاملتين غير مصدقين لتلك الموهبة الصغيرة التي عزفت أجمل الالحان الشرقية دون أي خطأ في العزف. ويعد محمد أبو ذكري أصغر صوليست عربي من خريجي «بيت العود» الذي أسسه الموسيقار نصير شمة منذ سنوات بالقاهرة. وهو ما جعل شمة يقوم بتعيينه معيداً في بيت العود ليساهم في تعليم أجيال جديدة فن العزف على تلك الآلة العربية الشهيرة. نصير شمة أكد لـ«الشرق الأوسط» إيمانه بموهبة محمد، مشيراً إلى محاولته تقديمه كمثال على إمكانية وضع النظريات وتجسيدها لتصبح واقعا من خلال ذلك الطفل الذي بدأ في سن الحادية عشرة وتخرج بعد عامين تشرب فيهما ما يستغرق عشرين عاماً حيث كان هنالك تكثيف للمجهود والخبرة والمعرفة ليصبح بعد ذلك استاذ معيد بالمعهد وصوليست أيضاً.

من جانبه أكد محمد أن الصعوبات التي واجهته كانت عادية كتلك التي تواجه الطلاب في بداياتهم، مشيراً إلى أن إصراره على التعلم بجانب موهبته واهتمام وتشجيع أسرته، كانت دوافع عززت سرعة تعلمه وإتقانه للعزف على آلة العود في تلك الفترة الوجيزة. وأضاف: «كنت أعشق آلة العود منذ صغري ولكنني لم أكن أتوقع أن أحصل علومها بتلك السرعة. ولكن الشيء المؤكد أنني لم اكن لاستطع ذلك لولا الفنان نصير شمة الذي منحني الكثير من تركيزه، واهتمامه الشديد من خلال ساعات إضافية من وقته الخاص للتدريب والتوجيه». الطريف أن محمد أصبح يدرس الآن لطلاب يكبرونه سناً. وقد جاب مع الفنان نصير شمة أكثر من عشر دول من خلال جولات فنية متنوعه. كما سيشارك في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية المزمع عقده بأبوظبي في مارس (آذار) المقبل.

تركنا محمد والحفل والجمهور يهز غالبيته رأسه، متمتماً بكلمات الاعجاب والإستحسان لذلك العزف الذي أعاد للأذهان ذكريات روائع الموسيقى العربية مجدداً الأمل في وجود المواهب القادرة على تقديم فن ذي قيمة.