تمثال مانديلا يتخذ مكانه في ساحة البرلمان بلندن

مجاوراً تشرشل ولنكولن

رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون يرفع الستار عن تمثال الزعيم الافريقي نلسون مانديلا في ساحة البرلمان بلندن ويبدو الزعيم الافريقي وزوجته جالسين (أ.ب)
TT

«لم نكن نحلم بان نقف هنا اليوم»، هكذا بدأ الزعيم الافريقي نيلسون مانديلا خطابه الذي القاه امس في لندن بمناسبة ازاحة الستار عن تمثال شخصي له في ساحة البرلمان. ووجه مانديلا كلمته الى الجمع الذي حضر الاحتفال، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وعمدة مدينة لندن كين ليفنجستون والعديد من الناشطين ضد حركة التفرقة العنصرية. واضاف مانديلا «ان هذا التمثال لرجل واحد ولكنه يرمز الى كل من قاوم القمع خاصة في موطني». أما رئيس الوزراء البريطاني الذي استقبل مانديلا في مقر رئاسة الوزراء قبل الحفل، فقال ان التمثال «اكثر من مجرد تمثال.. انه منارة أمل لكل من حارب من اجل التحرر من الشر» ويؤكد للكل ان «الظلم لا يدوم للأبد».

وفي لفتة ضاحكة، قال مانديلا الذي ارتدى قميصا ملونا للحاضرين «نحن سعداءٌ اليوم لوجودنا في دار حكامنا السابقين مع اننا استطعنا الاطاحة بهم».

وكان مانديلا قد كتب في مذكراته انه في اثناء زيارة للندن في بداياته مع صديقه اوليفر تامبو مرا بساحة البرلمان والمباني البديعة المحيطة به والتماثيل المقامة فيها؛ ومنها تمثال رئيس وزراء جنوب افريقيا وقتها، جان سماتس، والذي كان مناهضا لبريطانيا. وقال «حين رأينا تمثال جان سماتس بالقرب من كاتدرائية وستمنستر قلنا لبعضنا ضاحكين، يوما ما ستوضع تماثيلنا في نفس المكان». ولم يدر في خلده انه سيحضر بنفسه الى لندن لرفع الستار عن تمثاله الذي اقيم بنفس الساحة.

التمثال الذي صممه ايان والترز احتل مكانه بجانب تمثال لرئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل والرئيس الاميركي ابراهام لنكولن. ومن المعروف ان ليفينجستون قد قام بحملة ضخمة على مدى خمسة اعوام لإقامة تمثال لمانديلا في ميدان ترافال غار، وهو نفس الميدان الذي اقيمت فيه العديد من المظاهرات الصامتة لمساندة مانديلا اثناء سجنه. ولكن مجلس المدينة قرر وضع التمثال في ساحة البرلمان.

وشارك في الاحتفال بساحة البرلمان 40 منشدا والفرق الراقصة الفولكلورية. وأقيم بعد ذلك في فندق الدورشستر حفل عشاء حضرته العارضة نعومي كامبل وعدد من الشخصيات البريطانية البارزة. والزعيم الافريقي اصبح رمزا لمقاومة السود ضد التفرقة العنصرية بعد ان امضى 27 عاما خلف القضبان حتى افرج عنه عام 1990. وحصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام عام 1993 مناصفة مع رئيس جنوب أفريقيا وقتها اف. دبليو دوكليرك ثم تم انتخابه رئيسا للجمهورية عام 1994. وبعد تركه لمنصبه عام 1999 استمر مانديلا بعمله في حملات محاربة الفقر والأمية والايدز في أفريقيا.