الموت يغيب الفنانة المغربية رجاء بلمليح

قاومت المرض بصبر حتى انتعشت الآمال في شفائها

رجاء بلمليح
TT

غيب الموت ظهر أمس، إثر معاناة طويلة وقاسية مع المرض، الفنانة المغربية رجاء بلمليح، 45 سنة، التي أسلمت الروح لباريها، محاطة بأفراد عائلتها وبعض أصدقائها المقربين جدا، بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، الذي نقلت إليه أول من أمس من سكناها بمدينة الدار البيضاء. وكان الملك محمد السادس قد اتصل بها هاتفيا مطمئنا وداعيا لها بالشفاء، بعد أن تدهور وضعها الصحي ودخلت في غيبوبة متقطعة. وكانت الفنانة الراحلة التي تألقت بصوتها المميز والعذب في أداء أغانيها، التي كتبت بالفصحى أو الزجل المغربي، وحتى بلهجة أهل الخليج، حيث أقامت مدة طويلة هناك.

وظلت الراحلة وهي أم لطفل وحيد من زوج مصري، منذ اكتشاف إصابتها بداء السرطان عام 2003، مقاومة للمرض اللعين بصبر، مستسلمة للقدر الإلهي، مستعينة بشتى أساليب العلاج وفي أكثر من مكان، لكن الداء استشرى في جسدها في الأيام الأخيرة، فأدخلت بادئ الأمر إلى إحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، لكن تفاقم وضعها أوجب نقلها على عجل إلى مدينة الرباط.

وكان آخر ظهور للفنانة الراحلة أمام الجمهور، مشاركتها في برنامج ستوديو دوزيم، الذي بثته القناة الثانية المغربية ليلة السابع والعشرين من شهر يوليو (تموز) الماضي، كضيفة شرف على البرنامج الذي سجل بالاستوديو الضخم والجديد، الذي شيدته القناة، ملتزمة الوعد الذي أعطته لـ«دوزيم» رغم مظاهر التعب والإعياء التي كانت بادية عليها أثناء السهرة، لكنها نجحت في إخفائها وغالبتها، فبدت وردة متألقة، ودودة وعذبة، فغمرتها عواطف محبة الحاضرين في الأوستوديو والمشاهدين، الذين ظلوا مشدودين إلى الشاشة في منازلهم.

وتتبع المغاربة، بحنو وعطف تطور الوضع الصحي لمطربتهم التي عرفت كيف تحمي سمعتها ومستواها الفني من الابتذال، وأعربوا في شتى المناسبات والأوقات عن تعاطفهم القوي معها، وإشادتهم بصبرها وجلدها وقدرتها على تحملها الداء حتى انتعشت الآمال في في شفائها التام، بعد رواج تقارير طبية مطمئنة، أعادت البسمة الدافئة إلى محيا رجاء. وباختفاء هذا الصوت الشادي والشجي، يفقد الوسط الفني بالمغرب، وجها سيذكر دائما مقرونا بأنبل الصفات وأجمل الذكريات، حفر اسمه بدأب واجتهاد، بالاعتماد على موهبتها ومستواها الثقافي الجامعي، الذي طورته باستمرار ما أبقاها ملتصقة بالثقافة ومحيطها ورجالها، تطمئن عليهم وتحيي صلات المودة بهم، خاصة مع توالي نجاحاتها وذياع صيتها الفني.