الكلاب البوليسية وسيارة مستأجره بها آثار دماء تشعل قضية اختفاء مادلين ماكاين

الشرطة البرتغالية تشتبه في والدي الطفلة الإنجليزية المختفية

كيت وجيري ماكاين لدى خروجهما من الفاتيكان (إ.ب.أ)
TT

أعلن في وقت مبكر من اليوم السبت، أن والدي الطفلة البريطانية المفقودة مادلين ماكاين أصبحا مشتبها بهما بشكل رسمي فيما يتعلق باختفاء الطفلة البالغة من العمر أربعة أعوام من منتجع لقضاء العطلات في جنوب البرتغال.

ففي وقت مبكر من أمس السبت، قال المحامي البرتغالي كارلوس بنتو أبريو للصحافيين في مدينة بورتيماو، أن جيري ماكاين والد مادلين أصبح مشتبها به خلال مقابلة مع الشرطة استمرت 8 ساعات.

ويعد هذا التطور تحولا مثيرا في عملية البحث المستمرة منذ أربعة أشهر في العالم عن مادلين التي اختفت من الشقة التي كانت العائلة تقضي فيها عطلتها في برايا دا لوز بالبرتغال في 3 مايو (أيار) الماضي.

وكانت الشرطة قد أعلنت، أول من أمس الجمعة أن كايت ماكاين والدة مادلين أصبحت مشتبها بها بدلا من شاهدة، وذلك بعد يومين من مقابلات مع الشرطة.

وقال متحدث باسم عائلة ماكاين إن كايت، 39 عاما، وهي طبيبة اتهمت بقتل ابنتها مادلين بطريق الخطأ وإخفاء جثتها ثم التخلص منها بعد ذلك.

وكانت الشرطة البرتغالية قد استجوبت لمدة اربع ساعات في مقر الشرطة في بورتيموا، وطالب التحقيق فيها من كيت ماكاين الاعتراف بما فعلته بابنتها حسب تقرير صحيفة «ديلي ميل» الانجليزية. وأوردت الصحيفة اتهامات وجهت لكيت بأنها مادلين قد توفيت نتيجة لجرعة زائدة من دواء مهدئ أعطته لها أمها، وان الأبوين اشتركا في اخفاء معالم الحادث. وأوردت محطات الأنباء أن هناك مفاوضات جرت بين كيت ماكاين والشرطة البرتغالية للوصول الى صفقة، تعترف كيت في مقابل أن تتلقى عقوبة مخففة.

وخلال عملية الاستجواب، طلب المحققون من كيت تفسير آثار الدماء التي يقال انها وجدت في السيارة التي استأجرها الزوجان. وتتجه شكوك المحققين الى كيت بشكل أكبر من زوجها، وذلك بعد ان تعرفت الكلاب البوليسية على رائحة جسد ميت على ملابسها. وكانت الشرطة البريطانية قد أرسلت كلبين متخصصين في شم روائح الجثث والدماء الى البرتغال، وذلك لاستخدامهما في شقة ماكاين.

واستجوبت الشرطة جيري ماكاين بالأمس أيضا على اساس انه شاهد، ولكن ذلك تبدل بعد ان قضى جيري 8 ساعات في الاستجواب وقررت الشرطة ان جيري مشتبه فيه ايضا.

وكانت الشرطة البرتغالية قد وضعت الزوجين تحت المراقبة الدقيقة لأكثر من شهر وتم ايضا تسجيل الكثير من المحادثات بين الزوجين.

وأكد مصدر في الشرطة البريطانية لصحيفة «ديلي ميل» ان التحقيقات في الحادث بدأت بطيئة وان كانت الآن اكثر دقة. وأضاف ان الشرطة البريطانية تتعاون مع مثيلتها في البرتغال «من أجل حل رموز القضية». وكان العشرات من المحققين البريطانيين قد تفرغوا للتحقيقات في الحادث لإجراء البحوث حول خلفيات الزوجين وعلاقتهما الزوجية؛ وذلك لمساعدة التحقيقات التي تباشرها الشرطة البرتغالية. ويرجح الكثيرون أن تكون السلطات البرتغالية قد تعمدت تسريب بعض المعلومات للصحافة؛ وذلك لتكثيف الضغط العصبي على الزوجين.

وحسب التقارير الصحافية فيبدو ان الشرطة البرتغالية قد تعمدت عدم توجيه أسئلة مباشرة عن علاقة كيت باختفاء ابنتها يوم الاربعاء واكتفى المحققون بإخبارها بعثورهم على آثار دماء مادلين في السيارة التي استأجرها الزوجان في يوم الحادث. أما في يوم الاربعاء فقد وجه المحققون سؤالا مباشرا لكيت عما اذا كانت قتلت ابنتها، وانها خلقت قصة خطفها لتحويل الأنظار عن الجريمة. واقترح المحققون ان تكون كيت قد نقلت جثة ابنتها في حقيبة السيارة المستأجرة، وأكدوا أن الكلاب البوليسية قد اشتمت رائحة جسد ميت في ملابس كيت وعلى لعبة مادلين المفضلة.

وعندما انتهى التحقيق مع كيت الذي استمر لمدة 11 ساعة، سمح لها بالانصراف وبعد ذلك بدا التحقيق مع زوجها.

وكانت كيت قد «أبلغت لدى انتهاء جلسة الاستماع انه سيتم منحها وضع (ارغيدو) الخاص في البرتغال لتتمكن من الرد على الاسئلة الـ22 التي سيوجهها اليها المحققون»، حسب تصريح ديفيد هيوز المتحدث باسم الأسرة للوكالة الفرنسية للأنباء. وقال أخصائي برتغالي في القانون الجزائي للوكالة إن «هذا الوضع يعني استجواب شخص تحوم حوله الشبهات بأنه ارتكب جريمة من دون توجيه تهمة محددة إليه».

وفي مقابلة مع الاذاعة الرابعة (ريديو 4) البريطانية، صباح أمس، قال احد اصدقاء كيت ماكاين «إنها تشعر بالصدمة والدهشة لعدة أسباب، أولها لأن هذه الادعاءات يمكن أن تنسب إليها، كما أنها تشعر بالقلق من أن تؤدي هذا التحقيقات إلى تشتيت جهود العثور على مادلين».

قضية اختفاء مادلين حازت بعدا دوليا بعد ان تناولتها معظم وسائل الاعلام في العالم وتعاطف معها العديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية والدينية من مشاهير كرة القدم مثل البرتغالي كريستانو رونالدو ورئيس وزراء بريطانيا غوردن براون وكذلك بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر.

وكانت الصحافة البرتغالية قد شنت حملة على والد ووالدة مادلين واتهمتهما بعدم إعطاء الطفلة العناية الكافية بعد ان تركت مع اثنين مع اخوانها في غرفة الفندق دون رعاية يوم اختفائها في 3 مايو (أيار) في منتجع باريا دالوز. وتناول الاثنان مع مجموعة من الأصدقاء طعام العشاء في مطعم قريب من شقتهما، وكانا يتناوبان على الذهاب الى غرفة الأطفال للتأكد من سلامتهم.