نجوم ورجال سياسة ومعجبون في وداع «لوتشيانو الكبير»

شاشة ضخمة تحمل صورة بافاروتي خارج كاتدرائية مودينا حيث سجي جثمان المغني العالمي (أ.ب)
TT

في مشهد جماهيري حزين لم تشهد إيطاليا مثله منذ وفاة بابا الفاتيكان السابق يوحنا بولس الثاني في أبريل (نيسان) عام 2005 تدفق عشاق الموسيقى على مسقط رأس نجم الاوبرا الايطالي لوتشيانو بافاروتي امس السبت للانضمام لنجوم الروك ورجال السياسة في جنازة نجم يعد أحد أعظم أصوات التينور في تاريخ الاوبرا.

ودوّى تسجيل لصوت بافاروتي داخل كاتدرائية مودينا التي ترجع الى القرن الثاني عشر حيث ألقى نحو مائة ألف فرد نظرة الوداع على جثمانه منذ مساء يوم الخميس قبل بدء جنازته.

وكان الرئيس جورجيو نابوليتانو من بين عشرات الآلاف الذين زاروا الكاتدرائية في المدينة التاريخية.

ووضعت شاشتان كبيرتان عند مدخل الكاتدرائية ليتمكن الجمهور من متابعة القداس.

وتتسع الكاتدرائية لـ800 شخص وقد خصصت باكملها لاسرة بافاروتي ومدعويها. وغنى في الجنازة التي بثها التلفزيون الايطالي وعبر الانترنت مباشرة وشبهتها وسائل الاعلام الايطالية بالجنازة الرسمية، بعض من أصدقاء بافاروتي من عالم الاوبرا؛ وبينهم التينور الايطالي الكفيف أندريا بوتشيلي والسوبرانو البلغارية راينا كابايفانسكا.

وفي تكريم خاص لرجل من أصل متواضع نشأ ليصبح أعظم سفير ثقافي لايطاليا، حلق فريق للالعاب البهلوانية في الجو تابع للسلاح الجوي فوق الكاتدرائية. وكان هذا السرب قد اعتمد مقطعا ينشده بافاروتي من اوبرا لبوتشيني، نشيدا له.

وقال قائد السرب ماسيمو تامارو لوكالة فرانس برس «انها مشاركة استثنائية مخصصة للجنازات الوطنية. طائراتنا العشر ستقوم بالتحليق ذهابا وايابا فوق الكاتدرائية، وهي تطلق دخانا بالوان العلم الايطالي» الاحمر والاخضر ولابيض.

وكان بافاروتي قد اضطر الى وقف جولة وداعية عالمية تشمل اربعين حفلة كان بدأها في مايو(أيار) 2004، وذلك بعد عملية جراحية في الظهر خضع لها مطلع عام 2006 وعملية اخرى في البانكرياس بعد اشهر قليلة على ذلك. ومنذ ذلك الحين لم يشارك بافاروتي في اي مناسبة علنية.

وبافاروتي الذي كان يحب الخيول الاصيلة واصناف المعكرونة ويبلغ طوله 1.90 متر بينما تراوح وزنه بين 85 و130 كلغ، أب لاربع بنات وجدّ.

وقد تزوج مرة ثانية في ديسمبر (كانون الاول) 2003 مساعدته السابقة نيكوليتا مانتوفاني التي كانت تصغره بثلاثين عاما.

وولد بافاروتي لأب خباز وأم تعمل بمصنع للسيجار، وتدرب لكي يصبح معلما، وحلم بأن يكون نجما في كرة القدم ولكنه عمل في مجال الغناء بعد أن غرس والده فيه حب الغناء، اذ كان هاويا.

ومن المقرر أن تعزف الاغنية التي غناها الاب والابن معاً أثناء الجنازة.

وكانت صحيفة «غازيتا دي مودينا» اليومية المحلية قد كتبت تأبينا بعنوان «الوداع يا لوتشيانو.. أيها المايسترو العظيم».

وساعد بافاروتي على توصيل فن الاوبرا الى عامة الناس عندما كان أحد أصوات «التينور الثلاثة» مع بلاسيدو دومينغو وخوسيه كاريراس، والذين غنوا في روما أثناء نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها ايطاليا عام 1990.

ودفن بافاروتي في مقبرة مونتالي رانجوني قرب الفيلا الخاصة به خارج البلدة جنبا لجنب مع والديه وابنه ريكاردو الذي ولد ميتا.