رحلة العمر في قطار الشرق السريع

تحول إلى أسطورة تشهد على زمن جميل مضى

قطار الشرق السريع لم يفقد رونقه و سحره
TT

ارتدى البريطاني اندرو سميث، سترة من الصوف البيج تشبه سترة هيركول بوارو المحقق الشهير في رواية «جريمة في قطار الشرق السريع» التي اصدرتها الكاتبة الانكليزية اغاتا كريستي عام 1934، وقال في سعادة «كانت رحلة رائعة سارت في جو لطيف وبلا مشاكل».

لا يزال قطار الشرق السريع بين باريس واسطنبول بعد اكثر من قرن على رحلته الاولى، يبعث الحنين الى الماضي الجميل مذكرا بشخصيات آغاتا كريستي الشهيرة مع السيدات ذوات القبعات الانيقة والرجال «الجنتلمان» والمضيفين شديدي الادب بستراتهم البيضاء. ولم يعد هذا القطار الاسطوري يقوم برحلته الاصلية من باريس الى اسطنبول مرورا ببودابست وبوخارست وفارنا سوى مرة واحدة في السنة مع ركاب اثرياء منتقين بعناية. ويتعين على كل من سعداء الحظ المائة الذين يشغلون لمدة اسبوع العربات الـ15 الفخمة التي يعود تاريخها إلى عام 1883، دفع ما لا يقل عن 6340 يورو لهذه الرحلة. لكن لدى وصولهم الى ضفاف البوسفور لا يبدو ان ايا من الركاب الذين استقبلوا بموسيقى فرقة عسكرية عثمانية وبساط احمر وطاقم خدمة يرتدي افراده البابوج والطربوش، شعر بأي ندم على المبلغ الذي دفعه ثمنا لهذه النزوة الباهظة.

ويقول انطون جيريدي رجل الاعمال القادم من سولت ليك سيتي في الولايات المتحدة «انها رحلة العمر» مضيفا في حديثه لوكالة الأنباء الفرنسية «ان الطعام اكثر من رائع والقطار رحلة عبر الزمن حيث سار كل شيء كما كان عليه الحال قبل 80 عاما والخدمة ايضا كانت ممتازة». ففي قطار الشرق السريع ابقي كل شيء على حاله ليذكر بالعصر الذهبي لهذا القطار بين الحربين الاولى والثانية والذي جاب خلاله ملوك وأمراء وفنانون وجواسيس اوروبا على متن هذا القطار السائر على قضبان. ومن التعليمات التي تسعد الركاب وتعيدهم الى هذا الزمن الجميل التوصية بارتداء اثواب السهرة ومنع الجينز منعا باتا.

وتحكي الراكبة الفرنسية ماري فرنسواز بومو عن رحلته عبر القطار قائلة «لقد عشنا قصة من قصص الاساطير لا يتصورها العقل. النساء في ثياب السهرة والرجال في السترات السموكينغ كل شيء كان شديد الاناقة». طاقم الخدمة ايضا المكون من 40 مضيفا شارك في اللعبة.

ويقول ماسيمو باغانيلو المسؤول عن متجر القطار «عندما بدات العمل هنا قبل 14 عاما وقعت في غرام هذا القطار»، مضيفا «انه ليس مجرد عمل لكن الامر اشبه بالقيام بالتمثيل وانا استمتع كثيرا به».