الصراع حول البطولة والأناقة في ملاعب التنس

نجم التنس روجيه فيدرر يسرق الكأس والأضواء بزيه الأسود

ماريا شارابوفا اشتهرت بازيائها اللافتة
TT

في نهائي كأس أميركا المفتوحة للتنس ظهر اللاعب السويسري روجيه فيدرر بزي أدهش الجميع فقد ارتدى زيا أسود كاملا من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ليبدو مثل شخصية دارث فادر في سلسلة أفلام حرب النجوم. الزي الذي يتكون من فانلة سوداء وشورت اسود مزين بشريطين طوليين من الساتان الاسود على طريقة البذلات المسائية (التوكسيدو) اثار الكثير من التعليقات والمقارنات بين لاعبي التنس المشهورين. المقارنات لم تكن في القدرات والمهارات بل ركزت على الزي الشخصي وأثره في خلق طلة مختلفة للاعبين.

وعلقت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» على مظهر اللاعب فيدرر الذي اطل من النفق المؤدي الى غرفة اللبس مرتديا حذاء تنس أسود مع جوارب سوداء والشورت والفانلة السوداء وحمل معه حقيبة سوداء لتلاءم باقي الزي. وقالت الصحيفة ان مظهر فيدرر الموحي بشخصية القاتل يتناسب مع طريقة لعبه في ذلك اليوم.

ولا يبدو ان لاعب تنس قد حصل على كل هذا الاهتمام الاعلامي منذ ان وضعت شركة استيه لودر اسم اندريه أجاسي على عطر رجالي.

وعندما تقدم فيدرر أول من أمس لتسلم كأسه الـ12 ببطولات الجراند سلام مرتديا زيه الاسود وهو الزي الذي دأب فيدرر على ارتدائه طوال مبارياته بالفترة الليلية خلال أسبوعي بطولة أميركا المفتوحة فتح باب المقارنات بينه وبين مشاهير الرياضة الذين تمتعوا بذوق خاص في الملعب مثل اندريه اغاسي وتايغر وود.

وقال فيدرر الذي بقى في نيويورك لعدة أيام أخرى بعد انتهاء بطولة أميركا المفتوحة لحضور أسبوع الموضة السنوي بالمدينة الاميركية «في النهاية أخبر الشركة الراعية بما أود أن أرتديه .. فإذا طلبوا مني مثلا ارتداء اللون الاصفر، فإنني لا أوافق. لقد ارتكبت مثل هذه الاخطاء في الماضي. ولا أريد الوقوع فيها من جديد». واللاعب الذي ظهر على غلاف مجلة «فوغ» للرجال في بداية العام اعتاد على ارتداء اللون الازرق في مبارياته الصباحية والاسود للمباريات الليلية وعلق على زيه الاخير لوكالة د.ب.أ قائلا «أعتقدت أن ارتداء زي أسود كامل أمر ظريف. وأن نيويورك هي المكان الامثل لذلك».

وأضاف «بدأت ارتدي سترة في ويمبلدون، كنوع من التغيير بالبطولات الكبيرة لانني أرى العديد من قمصان اللاعبين التي لا تعجبني. كل ما أريده هو أن يظهر ولو لاعب واحد بمظهر طبيعي في بطولات التنس».

وأكد فيدرر ان بطولة أميركا المفتوحة الاخيرة لم تكن أول بطولة يرتدي فيها الزي الاسود الكامل.

وقال اللاعب السويسري «سبق لي بالفعل أن لعبت بزي أسود كامل مرة واحدة في حياتي، في مباراة واحدة. اعتقد أن المباراة كانت أمام هيويت في بطولة باريس بيرسي قبل بضعة أعوام .. فقد أعجبتني فكرة ارتداء زي في فترة النهار وآخر في الفترة الليلية. إن مظهري يعجبني فعلا وبكل أمانه.

ولا يوجد من يفرضه علي».

ولفت فيدرر الاهتمام قبل ذلك بزيه الازرق المكون من فانلة بولو وشورت ازرق مع عصابة للرأس من نفس اللون والشريط الازرق حول معصمه.

وتعكس ازياء فيدرر ذات الطابع الكلاسيكي شخصيته بشكل ما فهي توحي بالثقة والقوة. ويؤكد جاي فيلدن رئيس تحرير مجلة «فوغ» الرجالية ان فيدرر يرتدي ملابس تعكس العصر ومكانته كلاعب وان ذوقه يتميز بالتوازن فهو لا يظهر بمظهر الشاب الحدث المولع بالموضة او بمظهر الرجل المتقدم في السن وانما ذوقه يتسق مع شخصيته فهو ذكي وواثق من نفسه.

ويذكر جيل براون المسؤول عن الملابس في شركة نايكي المصممة لملابس فيدرر لوكالة (أ.ب) ان اللاعب السويسري له طريقة خاصة في الملبس فهو «كلاسيكي الطابع وتنعكس ثقته على ارض الملعب في ملابسه. وقد ساعدنا ذلك في اختيار الملابس التي تليق به».

ويرى البعض ان فكرة ارتداء زي للنهار وآخر لليل قد بدأ مع اللاعبة الاميركية المشهورة ماريا شارابوفا التي ابتدعت فكرة ارتداء زي للنهار وآخر لليل. والواقع ان شارابوفا من اوائل اللاعبات التي اولت مظهرها اهمية توازي مهارتها كلاعبة وظهر ذلك عندما عقدت مؤتمرا صحافيا لاعلان ما سترتدي خلال مبارياتها. وجذبت الانظار اليها عندما ارتدت فستانا مطرز بالاحجار الحمراء لاحدى مبارياتها المسائية في بطولة أميركا المفتوحة.

وبالنظر الى المنافسة الحادة التي تواجهها لعبة التنس للحصول على الاهتمام الجماهيري فان البعض يرى في اهتمام اللاعبين وبالتالي الجمهور بآخر صيحات ملاعب التنس، امر مشجع فتقول سارة كومنز مدير التسويق لرابطة التنس الاميركية لموقع ساكبي «اذا كان اعلان ماريا عن زيها الجديد سيجلب الاهتمام للرياضة فنحن سعداء بذلك».

وتؤكد كومنز ان الجماهير اصبحت تولي اهتماما متزايدا بملابس اللاعبين وهو ما لم يكن حاصلا من قبل وترى ان الزي اصبح جزءا مهما من اللعبة.

ويرى البعض ان تأثير اللاعبين المشهورين على اللعبة نفسها اصبح يتضمن مظهرهم الخارجي فاصبح مظهر فيدرر يثير الاهتمام مثل حصوله على البطولة. ولكن اللاعبات عموما قد تفوقن على زملائهن الرجال في ذلك المضمار، فاللاعبة فينوس ويليام اشتهرت بازيائها بل وقامت بتطوير مجموعة أزياء خاصة بها اطلقت عليها اسم «اليفين».

ومن الطبيعي ان تتحول ازياء اللاعبين من مجرد الاهتمام الجماهيري والاعلامي لتصبح سلعا مطلوبة في الاسواق. من الناحية التسويقية فازياء اللاعبين عندما تختلف عن المألوف فانها تصبح سلعة يرغب المشجعون في الحصول على مثلها. وبالنسبة لفيدرر فان زيه الاسود الذي صممته شركة نايكي فانه مصنوع خصيصا له ولكن بالنسبة لفستان ماريا شاربوفا الاحمر المزين بقطع كريستال شوارفسكي فقد عرضت الشركة المصنعة له فساتين بنفس التصميم بسعر 125 دولارا اميركيا وتزايد الطلب على موديل فستان فينوس ويليامز البني اللون الذي ارتدته في بطولة أميركا الاخيرة والذي يباع بسعر 105 دولارات.

ويرى بعض المعلقين ان المظهر في بعض الاحيان قد يترك انطباعا قويا يبقى حتى لو خرج اللاعب من المسابقة. فعندما خرج رافاييل نادال من البطولة هذا العام لم ينس الجمهور الفانلة التي ارتداها وبدأ الكثيرون في ارتداء فانلات بدون كم مثله وكذلك كان الحال مع ماريا شارابوفا بفستانها الاحمر وسيرينا ويليامز الذين خسروا اللعبة وكسبوا اعجاب الجمهور بملابسهم.

وجرت العادة على ان تزود الشركات الكبرى ازياء اللاعبين ولكن الان اصبح اللاعبون مهتمون بشكل كبير بمظهرهم واخذو في الاهتمام بكل التفاصيل. ومن خلق الطلة المميزة للاعب او اللاعبة الى تخصيص ازياء للنهار واخرى لليل واخيرا وصولا الى تصميم مجموعات ازياء تحمل اسماء اللاعبين تحولت لعبة التنس الى اكثر من مجرد رياضة.