الكرة في ملعب والدي الطفلة البريطانية المفقودة مادلين

رئيس وزراء البرتغال يصف القضية بـ«قصة سريالية» ويطالب بإبعادها عن السياسة

كايت وجيري ماكان في السيارة التي اكتشف فيها آثار الدماء (رويتروز)
TT

تنامت الضغوط أمس الاربعاء على كايت وجيري ماكان، والدي الطفلة البريطانية مادلين، التي اختفت في مايو (ايار) الماضي خلال الاجازة السنوية في البرتغال بعدما زار أحد رجال الشرطة البريطانية بيت العائلة القريب من مدينة ليستر وسط انجلترا، إلا أن المتحدث باسم الشرطة رفض الافصاح عن طبيعة الزيارة، وقال مكتفيا ان التحقيق ما زال بيد السلطات البرتغالية والنظام القضائي هناك. وازداد عدد مشاهدي نشرات أخبار «بي بي سي» بمعدل مليون أو مليوني شخص خلال عطلة الاسبوع، وأن عدد الاشخاص الذي يقرأون قصة ماكان على موقع «بي بي سي نيوز» ارتفع إلى أربعة أو خمسة أضعاف قراء القصص الاخرى على الموقع.

وبعد وصول العائلة الى بريطانيا من البرتغال، وبعد ان قررت السلطات البرتغالية ادراج اسم والدي الطفلة كمشتبه بهما في قضية اختفاء ابنتهما، بدأت بعض التقارير الاخبارية تتكلم عن امكانية تدخل السلطات المحلية البريطانية «لحماية التوأم»، اشقاء مادلين من الوالدين، بعد اتهامهما بشكل غير مباشر من قبل الصحافة البرتغالية بـ«قتل» ابنتهما.

واختفت مادلين بينما كانت نائمة مع شقيقها وشقيقتها التوأمين البالغين عامين في غرفة استأجرتها الأسرة بالمنتجع السياحي، في حين كان والداها، كلاهما 39 عاما، يتناولان العشاء مع مجموعة من الأصدقاء يعمل معظمهم مثلهما في حقل الطب، في مطعم يبعد عن المكان نحو 50 متراً. ويستبعد الجميع اتخاذ أي اجراء قبل ان يقوم قاض برتغالي بتوجيه الاتهام إليهما بالتورط في اختفاء ابنتهما أم لا. ومن المقرر أن يصدر القاضي حكمه في غضون عشرة أيام حول ما إذا كان هناك أساس لتقديمهما للمحاكمة.

وأكد المدعي فيرناندو بينتو مونتيرو في بيان أن التحقيقات «لم تنته» حول حادث اختفاء الطفلة مادلين. وأضاف أن التدابير الجديدة يمكن أن تغير من إجراءات المراقبة المفروضة على الأبوين وربما تتطلب تعاونا دوليا. وأمس رفض احد اصدقاء العائلة في مقابلة مع «بي.بي.سي» التنبؤ حول ما اذا يقاوم الوالدان قرار الترحيل في حالة توجيه التهمة لهما من قبل القاضي، مكتفيا بالقول انهما سيعملان ما بوسعهما للتعاون مع الشرطة البرتغالية من اجل الحصول على ابنتهما التي ما زالا يعتقدان انها على قيد الحياة. كما قال والد الطفلة في الموقع الذي انشئ على الانترنت من اجلها، انه متأكد من ان زوجته بريئة مائة في المائة من أي دور في اختفاء مادلين، وكذلك الحال بالنسبة له ايضا. وكانت تقارير إعلامية قد نقلت عن شقيقة والد الطفلة وتدعى فيلومينا خلال تصريحات لشبكة «آي.تي.إن» الإخبارية البريطانية القول إن الشرطة «تحاول الضغط على كيت لدفعها على الاعتراف بأنها قتلت طفلتها عن غير عمد»، مشيرة إلى أن الشرطة أبلغتها بأنها ربما ستخضع لعقوبة السجن لمدة عامين أو أقل، إذا ما اعترفت بذنبها في اختفاء طفلتها.

كما بدأت بعض الجهات المهتمة والمنخرطة في حملة البحث عن مادلين اثارة قضية جديدة وهي استخدام الأموال التي جمعت من اجل حملة البحث عن الطفلة. وبدأ بعض الناس يطالبون بعدم استخدام الأموال في الدفاع عن الأبوين في حالة توجيه التهمة لهما رسمياً. وكانت الشرطة البرتغالية قد أصدرت تقريرها حول عائلة ماكان وأرسلته إلى مدع عام قام بنقله إلى قاض تحقيق.

وقال خبراء قانونيون إن المدعي قد يسعى إلى الحصول على تصاريح تفتيش جديدة أو إجراء المزيد من التحقيقات أو تشديد شروط الكفالة أو حتى توجيه اتهامات إلى الوالدين اللذين هما حاليا في وضع المشتبه بهما في القضية. لكن مصدرا يمثل المدعي في القضية قال إنه يرغب في الحصول على شيء سيعتبر دليلا جديدا في القضية. ولم يتضح ما هو هذا الشيء.

وأقرت الشرطة البرتغالية في 11 أغسطس (آب) الماضي، للمرة الأولى رسمياً، بأنها تعتقد بأن الطفلة البريطانية ربما تكون في عداد الأموات. وفي هذا الإطار أفادت تقارير إعلامية بأن الشرطة عثرت على بقع دم على أحد جدران الغرفة التي اختفت منها الطفلة.

وفيما لم تكشف أجهزة التحقيق عن أسباب ضم الوالدين إلى قائمة المشتبه بهما، إلا أن متحدثة باسم العائلة قالت إن الشرطة عثرت على آثار دم للطفلة في سيارة استأجرتها الأسرة بعد 25 يوماً من اختفائها.وأشارت صحيفة «دياريو دي نوتيكياس» اليومية إلى أن المدعي في القضية يرغب في فحص السيارة التي استأجرها والدا مادلين بعد اختفائها والتي تحتوي على بقايا بيولوجية للطفلة لكن الصحيفة لم تذكر مصدر هذه المعلومات.

وأوضحت «جورنال دي نوتيكياس» اليومية أن الشرطة البريطانية تتوقع أن توكل إليها مهمة استجواب أصدقاء الوالدين بدلا من الشرطة البرتغالية التي ترغب في معرفة ماذا كان يفعل الوالدان في اليوم الذي اختفت فيه مادلين من منتجع برايا دا لوز السياحي الجنوبي في البرتغال يوم 3 مايو (أيار) الماضي.

ويشير تقرير الصحيفة إلى أن الوالدين قاما بإخفاء جثة ابنتهما بعد وفاتها بشكل عرضي.

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء البرتغالي خوسيه سوكراتس لصحيفة «إل باييس» الاسبانية اليومية، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية للأنباء من برشلونة، إنه «يثق تماما» بعمل الشرطة البرتغالية في هذه القضية «الصعبة للغاية»، والتي وصفها بأنها شأن من شؤون الشرطة وليست لديها أي أبعاد سياسية. وأضاف «أن الشرطة فعلت ما بوسعها لمعرفة ماذا حدث للطفلة». وقال «إن من واجب السياسيين تقييد أنفسهم حتى لا يقومون بتغذية هذه القصة السريالية». وأشارت وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث إلى أنها لن تشارك في «توقعات غير مبنية على معلومات» حول القضية. وقالت جاكي في حديث لقناة «جي إم تي في» في بريطانيا ردا على سؤال حول رأيها في الطريقة التي تدار بها القضية «المهم هو أن نجد مادلين». وكانت «بي.بي.سي» قد رفضت امس الشكاوى التي طالت تغطيتها لقصة اختفاء الطفلة ووصفتها بأنها «مبالغ فيها ومتحيزة»، وقالت إن غموض قصة مادلين حظي باهتمام غير مسبوق وحشد أعداداً كبيرة من المشاهدين.

ورفض بيتر هوروكوس، رئيس قطاع الاخبار في الهيئة البريطانية الدعاوى التي أفادت بأن «بي بي سي» تحيزت إلى جانب عائلة الطفلة مادلين. وقال «هناك قطاعات كبيرة من الجمهور تتعاطف بشكل كبير معها». وقال «إنها قصة ثرية للغاية. لكن علينا أن نكون محايدين إلى أقصى مدى ونلتزم بعرض الحقائق». وسلطت الانتقادات على موقع «بي بي سي» على استخدام مروحية لنقل اطقم التصوير لنقل وقائع عودة الابوين كايت وجيري.