إجراء تحاليل جديدة على آثار دماء وجدت في شقة مجاورة لشقة مادلين

التحقيقات تمتد إلى إسبانيا بعد أن قاد إليها ابن عم الوالدة السيارة المشتبه بها

كيت وجيري ماكان مع المتحدث الرسمي باسم العائلة (رويترز)
TT

تجري المختبرات البريطانية في مدينة بيرمنغهام بوسط انجلترا فحوصات جديدة ستكون نتيجتها في غاية الأهمية للتحقيقات الجارية وسترسل قريبا جدا الى البرتغال، خصوصا مع اقتراب موعد نطق القاضي البرتغالي بحكمه بخصوص توجيه تهمة القتل، واختفاء الطفلة، للوالدين، كيت وجري ماكان.

وقالت صحيفة «إيفنينغ ستاندارد» المسائية اللندنية أمس ان الفحصوات الجديدة ستركز على آثار دماء وجدت في شقة قريبة جدا من الشقة التي اختفت منها مادلين. وقال أصدقاء مقربون من الوالدين إن كيت وجيري ماكان، 39 عاما، اللذين تشتبه الشرطة البرتغالية بتورطهما في قتل ابنتهما البالغة من العمر أربع سنوات عن طريق الخطأ مستعدان للاستجوابات وأنهما جهزا دفاعهما، مستخدمين واحدا من اشهر المحامين في بريطانيا لهذا الغرض. وجاءت هذه التحضيرات مع وصول رجال تحقيق برتغاليين الى بريطانيا يريدون توجيه بعض الأسئلة الاضافية للوالدين.

وكانت تقارير صحافية قد ذكرت أن المحققين البرتغاليين سيحضرون جلسات التحقيق كمراقبين بحضور الشرطة البريطانية التي ستقوم بنفسها بتوجيه الأسئلة لوالدي مادلين، الا ان العائلة لم تؤكد بعد صحة ذلك. وكانت مادلين قد اختفت من الشقة التي كانت تقضي عائلتها فيها عطلتها بمنتجع برايا دا لوز بمنطقة الجارفي البرتغالية يوم 3 مايو (أيار) الماضي.

وأشارت تقارير إلى أن والدي مادلين يصران على أن الدليل الذي عثرت عليه الشرطة، وهو آثار الحمض النووي لمادلين في سيارة العائلة، يمكن تبريره بسهولة. واستخدمت السيارة بعد 25 يوما من اختفاء الطفلة في نقل الكثير من أغراض الابناء الصغار عندما انتقلت العائلة إلى شقة جديدة بعد وقت من اختفاء الابنة. وتركزت بعد ذلك التحقيقات على هذا الجانب وأدت الى اعتبار الوالدين رسميا مشتبها بهما في القضية. وذكرت العائلة أن الاغراض التي ورد أنها نقلت في هذه السيارة تشمل حفاضات ارتداها شقيق وشقيقة مادلين، التوأم، اللذان يحملان نفس الحمض النووي (دي.ان.ايه) لاختهما بالاضافة إلى صندل مادلين، الذي يعتقد انه كان مصدر السائل الذي يحمل صفات الحمض النووي المطابق لصفات مادلين، لكن اثيرت الكثير من الشكوك حول صحة هذه النتائج من قبل خبراء في هذا المجال. إلا ان مصادر بريطانية متخصصة بهذا النوع من الفحوصات، تحدثت إليها صحيفة «ايفنينغ ستاندارد»، قالت ان الوصول الى النتائج المختبرية التي وصلت اليها ليس بالشيء السهل وانها اخذت بعين الاعتبار كل ما قيل عن امكانية الوصول الى النتائج التي توصلت اليها بخصوص الحمض النووي، مضيفة ان هناك الكثير من الافتراضات الخاطئة. واورد هؤلاء مثلا قائلين ان بعض الداعمين لوجهة نظر عائلة ماكان يقولون انه لا يمكن الوصول الى نتائج دقيقة عند فحص شعرة دون ان يكون لها جذر، وهذا غير صحيح. ويضيف هؤلاء انهم على دراية تامة بالتشابه في الـ«دي.ان.ايه» بين مادلين والتوأم وانهم اخذوا بعين الاعتبار كل هذه الاحتمالات قبل التوصل الى نتائجهم.

وقال احد المصادر للصحيفة «العمل كان في غاية الدقة وتوصل الخبراء الى نتائجهم بعد عناء شديد. هؤلاء الناس من اكفأ الخبراء في هذا المجال في العالم، ولا يتوصلون عادة الى نتائجهم بهذه السهولة، وهم على دراية تامة بأي ثغرات قد تؤثر على نتائجهم النهائية».

وحسب التوقعات سيقوم القاضي البرتغالي بإعطاء حكمه في الموضوع بخصوص كيت وجري ماكان، لأن مدة العشرة ايام التي خصصها القاضي بيدرو دانيال دوس انجوس فرياس تنتهي اليوم. وكان القاضي قد منح فريق الادعاء البرتغالي عدة طلبات جديدة لتقصي الحقائق. وهناك اعتقاد بأن التحقيقات قد تمتد من جديد إلى اسبانيا. ومنحت الشرطة طلبا تقوم من خلاله بتحرياتها في البلد المجاور للبرتغال. وكان فريق من الشرطة البرتغالية قد اجتمع يوم 11 سبتمبر (ايلول) الحالي مع فريق شرطة اسباني، لاعتقادهم بأن السيارة التي تركزت عليها التحقيقات كان قد قادها ابن عم كيت مايكل رايت الى اسبانيا. ووافقت الشرطة الاسبانية على المساعدة في التحقيقات بهذا الخصوص.