سعوديون يمارسون «النوستالوجيا» الفنية عبر موقع «يوتيوب»

حولوا أرشيف ذكرياتهم لمقاطع مرئية.. الأغاني القديمة وأفلام الكارتون أبرز محتوياتها

TT

«النوستالوجيا» هي حالة من التوق الشديد للماضي والرغبة في استعادة وضع وزمن مضى؛ وهي العاطفة التي تجتاح فئة كبيرة من السعوديين المسجلين في موقع «يوتيوب» الإلكتروني ممن اختاروا عرض أرشيف تسجيلاتهم المرئية التي ترجع بالذاكرة عشرات السنين إلى الوراء، مع دعم وتشجيع مجموعة من الزوار الذين يرددون حال التعليق على أي مقطع مصور «الله على أيام زمان».

وتتضمن قائمة مقاطع الفيديو القديمة التي يتبارى السعوديون في جمعها وعرضها جلسات وأغاني كبار الفنانين السعوديين ممن رحلوا أو اعتزلوا الفن الآن، أمثال طلال مداح وفوزي محسون وعلي عبد الكريم، إلى جانب الجلسات القديمة للفنان محمد عبده، وإشارات التلفزيون السعودي التي رافقت نشرات الأخبار لسنوات طويلة، وفوازير الأطفال الرمضانية التي كانت تستقبل أجوبة الجمهور في آخر الشهر المبارك عبر صندوق البريد بدلا من رسائل الجوال النصية وفواتير المكالمات الهاتفية.

فيما تحظى تسجيلات أفلام الكارتون القديمة التي كانت تقدم مع بداية عرض برامج التلفزيون السعودي في فترة الثمانينات والتسعينات باهتمام واضح من قبل شريحة من الزوار، بحسب الشخصيات الأكثر شهرة، والتي كان من أبرزها: عدنان ولينا، وسانشيرو، وهايدي، وبسمة وعبدو، وبومبو، وفلونا، والسنافر، ولولو الصغيرة، وسالي وغيرها. ويسعى الكثيرون من خلال رؤية هذه المقاطع المرئية لاسترجاع ذكريات الطفولة، كما يفعل الشاب أحمد، الذي انتهى مؤخراً من إضافة الجزء الثاني عشر لسلسلته التسجيلية المختصة بعرض أغاني أفلام الكارتون القديمة، حيث استطاع استقطاب شريحة ثابتة من زوار موقع يوتيوب، في حين يصف اختياراته بالقول إنها «أغاني كارتونية قديمة عفى عليها الدهر، ولكنها حاضرة في قلوب محبيها، تنقلهم للماضي الجميل».

يضاف إلى ذلك، العدد الكبير من مقاطع الفيديو المحملة يومياً عبر يوتيوب والمختصة بالإعلانات التجارية القديمة التي كانت تعرض بكثافة بين برامج التلفزيون السعودي قبل سنوات، ويعكس استرجاعها ملامح الأفكار الترويجية المستخدمة سابقا والاعتماد الملحوظ من قبل صُنـّاع هذه الإعلانات على تأليف الأغاني الفكاهية السريعة كي تصبح بمثابة اللزمة التي يرددها الصغار والكبار.

ولا تخلو تعليقات المهتمين بمتابعة هذا الإرث الفني من العبارات الساخرة أو التنهد والتأسي على غياب الماضي وحلاوة ذكرياته، رغم تواضع إمكانات العرض ورداءة جودة التصوير، فيما يبالغ البعض منهم في وصف حنينه للماضي بالاعتراف النصي بالرغبة في البكاء حال تذكر أشخاص وأماكن اختصرتها مقاطع الفيديو القديمة التي يتنافس في عرضها مصورو وهواة الفيديو السعوديون.

تجدر الإشارة الى أن عدد مقاطع الفيديو التي يتم تناقلها في أنحاء العالم عبر موقع يوتيوب المملوك من قبل شركة غوغل، يقدر بنحو 10 ملايين مقطع، بمتوسط يومي يتجاوز مئات الآلاف، مما جعل موقع يوتيوب يحتل مركزاً متقدماً في تقديم خدمات الفيديو على شبكة الإنترنت.