العراق وأفغانستان على الشاشة الفضية

قضايا الشرق الأوسط تستحوذ على اهتمامات صناع السينما العالمية

TT

باتت قضايا الشرق الاوسط مصدرا كبيرا لإلهام مخرجي الافلام حول العالم، ليس فقط الافلام التي ينتجها او يخرجها عرب، بل ايضا افلام يقوم على انتاجها واخراجها اجانب. فبعد عدة افلام ناجحة حول فلسطين، باتت التطورات في العراق وأفغانستان مصدرا للإلهام. وفي المهرجانات الدولية اصبحت الافلام التي تتناول قضايا الشرق الاوسط من اكثر الافلام اقبالا واثارة للنقاش. فمن ينسى الجدل الذي أثاره فيلم «الجنة الان» للفلسطيني هاني أبو أسعد والذي رشح لجائزة اوسكار احسن فيلم أجنبي في عام 2006 أو فيلم «سيريانا» للممثل الاميركي جورج كلوني والذي عالج قضية الارهاب والصراع على مناطق انتاج النفط في العالم. وفي مهرجان «سان سيبستيان» الاسباني السينمائي الدولي الذي افتتح ليل اول من امس يعرض فيلمان حول الشرق الاوسط، الاول يتناول مذبحة حديثة بالعراق، والثاني يتناول قصة طفلة افغانية عمرها 6 سنوات تحاول بالرغم من الظروف الامنية والاقتصادية ان تتعلم الابجدية.

فيلم «المعركة من اجل حديثة» الذي قام بإخراجه نيك برومفيلد هو محاولة لتتبع المذبحة التي قتل فيها 24 مدنيا عراقيا، اغلبهم من الشباب صغار السن، على يد قوات المارينز الاميركية عام 2005. ويحاول الفيلم وهو معروض في اطار المسابقة الرسمية سرد تفاصيل ذلك اليوم من وجهات نظر عدة. أما الفيلم الآخر المعروض في المسابقة الرسمية فهو فيلم لمخرجة ايرانية شابة تبلغ من العمر 18 عاما وهي هنا مخملباف، ابنة المخرج الإيراني محسن مخملباف وشقيقة المخرجة الإيرانية سميرة مخملباف. ويروي الفيلم الاوضاع في افغانستان اليوم، عبر عيون طفلة افغانية عمرها 6 سنوات، تحاول ان تتعلم الابجدية بالرغم من عدم وجود مدارس او أمن في مدينة باميان التاريخية في افغانستان، التي قام عناصر من طالبان عام 2001 بتفجير تماثيل منحوتة في الجبال تجسد بوذا. والفيلم واسمه «بوذا يسقط خجلا» يعالج بطريقة ساخرة ومريرة كيف غرقت افغانستان التي كانت يوما احد مراكز الحضارة الاسيوية في المستنقع الذي هي فيه الان. ومهرجان «سان سيبستيان» هو أقدم وأكبر مهرجانات السينما الناطقة بالاسبانية في العالم، ويتنافس 16 فيلما على الفوز بالجائزة الكبرى «المحارة الذهبية».

وكان فيلم المخرج الفلسطيني إليا سليمان «تدخل إلهي» والذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، أنجح الافلام التي سردت الظواهر السياسية والاجتماعية المعاصرة في المنطقة ونقلتها للجمهور العالمي، ويروي الفيلم بطريقة ساخرة تأثير الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على سيكولوجيا فلسطينيين عاديين، لا يقدرون حتى على اقامة حوار فيما بينهم، اذ تغيب اللغة ولا يبقى الا الكثير من العنف والغضب المكتوم الذي يتحين فرصة للفوران.

ولا تزال الساحة السينمائية تنتظر المزيد من الافلام التي تتعامل مع الواقع الحالي وتطوراته في منطقة الشرق الاوسط فيتوقع في اكتوبر (تشرين الاول) المقبل عرض فيلم للمخرج والممثل الاميركي روبرت ريدفورد بعنوان Lions for Lambs وتدور أحداثه حول الحرب في أفغانستان ويشارك فيه كل من توم كروز ومريل ستريب. إلى جانب الحروب الأميركية يأتي الصراع ضد الإرهاب كاحدى أهم حكايات افلام خريف هذا العام، ففي الأسبوع المقبل ستشهد صالات السينما الأميركية افتتاح الفيلم المنتظر The Kingdome الذي تدور أحداثه حول التحقيقات التي لحقت الاعتداء على مجمع سكني أميركي في مدينة الخبر السعودية.