«التمثيل الصامت مثل الموسيقى، لا يعترف بجنسية أو بحدود جغرافية». كانت تلك كلمات فنان البانتومايم الفرنسي مارسيل مارسو الذي توفي في باريس عن 84 عاما امس.
ومارسو الذي ابتدع شخصية المهرج «بيب» ذو الفانلة المخصصة والوجه الحزين والذي يحمل وردة حمراء يضعها على قبعته المتهالكة احيانا، هو فنان نجح في حفر اسمه في ذاكرة اجيال كثيرة من الصغار والكبار واصبح اشهر ممثل صامت في العالم.
وقال عنه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيلون «مارسيل مارسو سيظل في الذاكرة دائما «بيب» المهرج».
وتمتع مارسو باسلوب محبب في الاداء ترك أثره على الكثير من الفنانين في المجالات الاخرى أمثال الكاتب المسرحي العبثي صمويل بيكيت ومغني البوب مايكل جاكسون الذي اعتمد في رقصته الشهيرة «مون ووك» على مشهد تمثيلي صامت أداه مارسو لرجل يمشي عكس الرياح.
وآمن مارسو بفن التمثيل الصامت الذي يعبر عن تطلعات الروح «حين تقلد الريح فانت تصبح ريحا عاصفة، واذا قلدت السمكة في حركاتها فانك تقذف بنفسك في اعماق البحار».
وولد مارسو واسمه الحقيقي مارسيل مانجل في 22 مارس (آذار) عام 1923 بمدينة ستراسبورج شرق فرنسا. واعتقلت الشرطة السرية الالمانية (جيستابو) والد مارسو الجزار اليهودي خلال الاحتلال الالماني لفرنسا ورحلته إلى معتقل أوشفيتس النازي ببولندا حيث توفي، حسب تقرير وكالة (د.ب.أ).
وحصل مارسيل مانجل على اسم مارسو خلال عمله بالمقاومة الفرنسية ضد النازيين ثم انضمامه لاحقا إلى الجيش الفرنسي.
وعند سؤاله عن سبب اختياره لفن التمثيل الصامت (البانتومايم) قال مارسو «الكلمات ليست مهمة للتعبير عما في القلوب».