صحن خزفي بدائي يرمز للمشترك بين الشعوب

في معرض خزف لفنانين من فلسطين وإسرائيل

من المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

تنطلق فكرة المعرض الفني المشترك الذي افتتح يوم الخميس الماضي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك من فكرة قد تكون بسيطة لكنها تنطوي على شيء من الابتكار حين توجهت الفنانة الإسرائيلية أورنا تامير إلى استوديو موشيه شاك الذي يركز على الحضارات القديمة للنحت المحلي وقامت بصنع طبق كبير من الخزف يمثل هشاشة نسيج العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وأطلقت عليه طبق «المصالحة» وقامت بتوزيع نسخ من هذا الطبق على مجموعة من الفنانين من إسرائيل وفلسطين يصل عددهم إلى أكثر من 130 فنانا وتركت لهم حرية التصرف بما يراه كل فنان مناسبا له. البعض منهم هشم الصحن وأعاد ترتيبه بما ينسجم ورؤيته الفنية والبعض الآخر استخدمه كمادة خام لتكويناته أو رؤيته الفنية. والمعرض الذي نظمته جمعية (العائلات الثكلى الإسرائيلية ـ الفلسطينية) قدم رؤيا فنية لعدد كبير من الفنانين ومن قوميات وأديان مختلفة وتعكس مذاهب ومعتقدات متناقضة والذي يربطها هو الصحن الخزفي بشكله البدائي كرمز لما هو مشترك بين جميع الشعوب. وتقول مقدمة دليل المعرض الصادر بطبعة أنيقة جدا «تسلم أكثر من 130 فنانا فلسطينيا وإسرائيليا (طبق المصالحة) وبدأوا في رحلة شخصية كل وتفسيره الخاص لمفهوم المصالحة وللقيم المنبثقة منها التعايش، الألم والفقدان والصدع والرأب» وتقدم الأعمال المعروضة التي ضمت أعمالا لفنانين متميزين مثل سليمان منصور وزوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي عليزة أولمرت وآخرين مستويات عدة من التاريخ والدين والحضارة.

وقد ارتأت مجموعة من الفنانين إلى تحطيم وكسر الصحون وكأن هذا العمل يرمز إلى كسر وتمزيق لجزءين كانا في الماضي جزءا واحدا. وقد اختار عدد من الفنانين استعمال الألوان بطريقة رمزية بحيث يكون اللون عنصرا أساسيا في تشكيل الصورة والشكل. وقد اختار فنانون آخرون الألوان المشحونة بالدلالات العاطفية مثل اللونين الأخضر والأحمر لعلم فلسطين أو الازرق والأبيض في علم إسرائيل تنضم إليها لمسات من اللونين الأسود والأحمر والتي تعبر عن الحزن، الدم، الثكل والألم. من الواضح أن المعرض من خلال الأعمال المقدمة يبرز التفاوت الفكري والعاطفي والحضاري الذي يجري التعبير عنه من خلال اللون كلغة تعكس بلاغة الرمز المراد تسويقه إلى المتلقي لهذا الصراع الدموي والطويل. الجمعية التي كانت وراء هذه التظاهرة الفنية تحمل عنوان «منتدى العائلات الثكلى» والذي يعتبر بيتا لمئات الفلسطينيين والإسرائيليين من العائلات التي فقدت ابناءها في الصراع والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي المرير ويحمل المنتدى شعار «كل الجهود لمنع الثكل القادم لدى كلا الشعبين».