قصر بكنغهام آيل للسقوط

مع تساقط الأحجار من واجهته الشرقية

TT

اعتاد الصغار في بريطانيا على ترديد أغنية يقول مطلعها «جسر لندن يسقط» London Bridge is Falling Down، ولكن في ظاهر الأحوال فجسر لندن ما زال في مكانه يجذب اليه الزوار على الدوام، ولكن الأغنية الآن تكاد تنطبق على قصر باكنغهام الذي تقيم فيه الملكة اليزابيث الثانية.

القصر الأنيق والذي يعتبر واحدا من اهم مناطق الجذب السياحي في لندن يقاوم عوامل الزمن بشموخ وإن كان المسؤولين عن صيانة القصر قد تقدموا الى الحكومة بطلب لتغطية القصور في الموارد المالية المخصصة للعناية بالقصر الشهير.

وخلال الـ15 عاما الأخيرة، انخفضت المبالغ المالية المخصصة لترميم القصر، مما أدى الى تدهور حالة الجانب الشرقي، وبدأت المياه في التسرب للسقف الزجاجي لقاعة الصور، والذي يبلغ عمره 100 عام، وتبدو آثار المياه على الجدران. والطريف ان السقف الزجاجي القديم قد استبدل بالسقف الحالي في عام 1914 وذلك لتسرب المياه خلاله. ويتوقع أن تكلف عملية ترميم السقف ما يقارب 1.8 مليون جنيه استرليني.

ووفقا لما كشف عنه تقرير عن المالية الملكية وأوردته وكالة الأنباء الألمانية، فإنه في الوقت الذي يقوم به الآلاف من السائحين بالتقاط صور للواجهة الأنيقة للقصر كل عام، هناك في جنباته واحدة من حوائطه الأربعة في طريقها للسقوط بعد سنوات من تآكلها بفعل الزمن. كما ان السقف الذي يبلغ عمره 120 عاما في حاجة ماسة للترميم.

والمشكلة التي ألمت بالأحجار، التي جلبت من كاين في فرنسا، والمستخدمة في بناء الجناح الأمامي من المبني، ربما تعود إلى عام 1847.

وخلافا للأجنحة الثلاثة الأخرى التي بنيت من أحجار الباث الصلبة المجلوبة من كوتسولدز في بريطانيا، فإن هذا الجناح الأمامي عاني من تسرب المياه وفي طريقه للسقوط في غضون سنوات.

ومن مستوى الدور الأرضي، هناك تشققات واضحة للعيان بين الأحجار تحت بعض الشرفات في الطابق الأول.

وهناك قطع من الأشغال الفنية المعقدة بدأت في التشقق بشدة، وأصبحت أحجارها مفككة عن بعضها البعض، كما أن الأشكال المنحوتة عليها بدأت في التآكل أو تساقطت.

وقد سقطت قطعة كبيرة من كورنيش القصر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن أحدا لم يصب بأذى. وأنفق نحو 50 الف جنيه استرليني (100 ألف دولار) للتعرف على أسباب المشكلة، كما أنفق 180 ألف جنيه استرليني على الإصلاحات.

ولكن التقرير يقول، إن حل تلك المشاكل يحتاج إلى ثلاثة ملايين جنيه استرليني أخرى.

ولا تقتصر عمليات التآكل على قصر باكنغهام، بل امتدت لقصر وندسور ايضا، الذي تأثر فيه ضريح الملكة فيكتوريا الملحق بالقصر، حيث بدأت الأحجار تتساقط منه، كما أن السقف الذي رمم جزئيا في حاجة لعملية ترميم كاملة.

ويفضل مسؤولون في القصر، أن يتم تنظيف وإصلاح واجهات الأجنحة الثلاثة الأخرى في وقت مناسب قبل عام 2012 موعد أوليمبياد لندن، حيث من المتوقع أن تقام في المقر الملكي عدة مناسبات.

والإدارات الحكومية المسؤولة عن الثقافة والإعلام والرياضة، تتحمل مسؤولية صيانة القصور الملكية المسكونة، ولكن إدارة وتشغيل هذه القصور، تقع على عاتق الأسرة المالكة.