حافلات لندن تنضم الى حملة تحسين صورة مسلمي بريطانيا

«الإسلام هو السلام»: رسالة من شباب متطوعين تدعمه كبرى المؤسسات البريطانية

حافلة تحمل ملصق «الإسلام هو السلام» تسير في شوارع لندن («الشرق الأوسط»)
TT

اعتاد سكان لندن على رؤية الاعلانات في مختلف زوايا شوارع العاصمة البريطانية، ابرزها على الحافلات الحمراء ذات الطابقين التي اشتهرت بها بريطانيا. وبينما تخصص الاعلانات عادة للبضائع التجارية وآخر افلام هوليوود، فوجئ سائقوا لندن والمشاة برسالة قصيرة وجهها عدد من الشباب المسلم المتطوع اليهم على جانب الحافلات، هي: «الإسلام هو السلام». وباستخدام عبارة بسيطة والوان زاهية، تعتمد هذه الاعلانات التي انتشرت في شوارع لندن وتحتها في محطات قطار الانفاق اللندني بداية هذا الاسبوع على طرق الاعلان الحديثة لايصال رسالة اسلامية تقليدية تدعو الى السلام.

وشرح محمد شاكر، وهو احد اعضاء مؤسسة «الإسلام هو السلام»، ان مجموعة من الاصدقاء المسلمين شعروا بالحيرة والغضب بعد تفجيرات 7 يوليو (تموز) 2005 مما دفعهم الى تأسيس منظمة طوعية تهدف الى تعريف الشعب البريطاني بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وابتعاده عن العنف. وأضاف شاكر لـ«الشرق الاوسط»: «نحن حوالي 30 متطوعاً، نعمل على انجاح هذه الحملة في وقت فراغنا وهدفنا الوحيد هو ترك اثراً لدى الناس وتعريفهم بالاسلام». واوضح ان المتطوعين يعملون في مجالات عدة، فهو على سبيل المثال مصور صحافي، ولا يتقاضون اجراً لعملهم. وقد بدأت الحملة بنشر اعلانات في صحف بريطانية بارزة مثل «ذا تايمز» تدين تفجيرات 7 يوليو وبعدها محاولة شن هجمات في لندن الصيف الماضي. وكلفت هذه الحملة حتى اليوم 100 الف جنيه استرليني جمعت من تبرعات مسلمين في بريطانيا ومن المتوقع ان تزداد تكاليفها في الفترة المقبلة. وقال شاكر: «لدينا خطط اخرى، على رأسها تأجير حافلة والتجول في مدن بريطانيا وقراها التي قد لا يقطنها مسلمون وقد لا يعلم سكانها الكثير عن الإسلام، الا ان تنفيذ هذه الخطط تحتاج الى تمويل وتبرعات». ويذكر ان المؤسسة انشأت موقعاً الكترونياً، يحمل الاسم نفسه «الإسلام هو السلام» www.islamispeace.org.uk للتعريف بالاسلام وبالمسلمين في بريطانيا. وقال النائب العمالي في البرلمان البريطاني صديق خان: «انها مبادرة هائلة، ستحطم بعض سوء الفهم الدائر عن الإسلام في البلاد وستوصل الوجه الحقيقي الى كافة ارجاء البلاد». وحرصت شخصيات مسلمة بارزة على اظهار تأييدها الكامل للحملة الاعلامية. وقال الدكتور هاني البني، رئيس منظمة «الاغاثة الاسلامية»: «يسعدنا ان ندعم هذه المبادرة التي تأتي من بريطانيين مسلمين يدافعون عن دينهم وبلدهم». ويذكر ان المنظمة مخولة برعاية أموال المنظمة، ولكنها مستقلة عنها. وتسعى منظمات اسلامية عدة في بريطانيا اليوم في اظهار الوجه الحسن للمسلمين والعمل الخيري الذي يحث عليه الدين الاسلامي. وتنشعل منظمة «الاغاثة الاسلامية» في لندن هذه الايام بالاعداد لحفلة خيرية لجمع التبرعات لسكان اقليم دارفور السوداني. وستقام الحفلة في قاعة «ويمبلي» شمال العاصمة البريطانية يوم 21 اكتوبر (تشرين الاول)، على امل ان تقام حفلات مماثلة حول العالم.

ويشارك في حفلة لندن عدد من الفنانين المسلمين على رأسهم مغني الاناشيد الاسلامية سامي يوسف وفرقة «اوتلانديش» والمغني الاميركي كريم سلامة.