غاليانو يختبئ في خزانة ديتريش ومياكي يطلق إعصارا على المنصة

عروض أزياء ربيع وصيف 2008 مستمرة في باريس

من عرض إيسي مياكي (أ.ب)
TT

لعلّ مدام كارفن، إحدى أقدم مصممات الأزياء في فرنسا، كانت أول من حاول أن يبتدع فكرة مركزية تتمحور حولها كل مجموعة من مجموعات الأزياء التي تقدم في العروض الموسمية. فقد كانت هناك مجموعة مستوحاة من رحلاتها الى الهند، وأُخرى من السينما الصامتة، وهكذا. واليوم يعود جون غاليانو، المصمم الأول لدى ديور، الى تلك الفكرة في عروضه التي قدمها في السنوات الأخيرة. وخصص هذا المصمم البريطاني مجموعة أزياء ربيع وصيف 2008، التي عرضها في موسم الموضة الجاري على قدم وغابة سيقان في باريس، لثياب مستوحاة من خزانة الممثلة الألمانية مارلين ديتريش. وكانت ديتريش، بطلة الفيلم الخالد «الملاك الأزرق» قد هجرت مدينتها برلين بعد صعود النازية ولجأت الى أميركا، ثم عادت لتستقر وتلفظ أنفاسها الأخيرة في العاصمة الفرنسية، عام 1992. ونقل جثمانها، حسب وصيتها، ليوارى ثرى مسقط رأسها في برلين التي توحدت بعد سقوط الجدار.

مارلين، التي كانت أول امرأة ترتدي البدلة الرجالية في أربعينات القرن الماضي، ألهمت من قبل المصمم إيف سان لوران، تلميذ ديور، وها هي ترمي أهدابها الطويلة، كما ترمى شباك الصيادين، حول غاليانو وتصطاده الى خزانة ثيابها التي نجد فيها سراويل ذات «بنسات» كثيرة عند الحزام وأكتاف عريضة مربعة وبدلات مؤلفة من ثلاث قطع وصديريات تلبس فوق الجلد، بدون قمصان تحتها. والغريب أن غاليانو نفسه، بما عرف عنه من غرابة في اللباس، اعتاد أن يرتدي هذا النوع من الصديري المنفرد في حياته العامة.

اختار مصممو العرض ديكورات تشبه تلك التي كان عشاق السينما يرونها في أفلام المخرج سيسيل دو ميل. وتهادت فوق منصة العرض فاتنات بقامات شاهقة تزيدها السراويل الغامقة والتنورات المتدلية حتى الكاحلين، طولاً على طول. وكانت العارضات يشبكن الزنابق فوق آذانهن على طريقة مغنية الجاز إيلا فيتزجيرالد، ويتناوبن على تقديم موضة ساحرة تزاوج بين القديم والمبتكر في احتفال هو الى الاستعراض الفني أقرب منه الى عرض عابر للأزياء.

المفاجأة الكبيرة الثانية جاءت من داي فوجيوارا، المدير الفني الجديد لدى دار «إيسي مياكي» اليابانية للأزياء والعطور. فقد وقع اختياره على فكرة «الريح» عنواناً للعرض الذي قدمه في موسم باريس لأزياء الربيع المقبل. فبالاشتراك مع المصمم الانجليزي جيمس ديسون، تخيل فوجيوارا أزياء في مهب الريح، وجاء بشفاطات كبيرة للهواء نصبها على جانبي منصة العرض لكي تسحب أذيال الفساتين وأطراف الأكمام وتبعثر شعور العارضات اللواتي كان عليهن أن يمارسن المهنة وسط إعصار غير مألوف، ولسان حالهن يردد بيت المتنبي الشهير: «على قلق كأن الريح تحتي ...»، كل واحدة بلغتها الام.