هل سيسرقون الأضواء من النجوم؟

الساسة ورؤساء الدول يدخلون عالم الأناقة والإعلانات

رئيس الاتحاد السوفياتي سابقا ميخائيل جورباتشوف في لقطة من الحملة الترويجية للوي فيتون
TT

لم يعد أي شيء مستبعدا في عالم السياسة، فكل شيء جائز وممكن، لذلك لا تستغرب إن رأيت رئيس دولة يروج لمنتج يتعلق بالأزياء أو الاكسسوارات، أو تتصدر صورته وهو في كامل اناقته غلاف مجلة أزياء متخصصة في موضوع لا علاقة له بأجندته السياسية. فرئيس الاتحاد السوفياتي سابقا ميخائيل جورباتشوف، مثلا، يروج لحقائب فاخرة من ماركة «لوي فيتون» الفرنسية تمثله جالسا في سيارة فخمة وإلى جانبه حقيبة «لوي فيتون». الفكرة من وجهة نظر الشركة أنه رجل مهم وهذه الحقائب بتميزها وترفها تعكس هذه الأهمية، أما من وجهة نظره هو، فإن الحملة إنسانية، لأن شركة «لوي فيتون» ستقدم تبرعات لدعم حملة آل غور لحماية البيئة. لكن مع ذلك، أذهل جورباتشوف كثيرين بمشاركته في هذه الحملة الترويجية، التي ضمت ايضا الزوجان ولاعبا التنس ستيفي غراف وأندريه اغاسي، والنجمة الفرنسية كاثرين دونوف. ظهور هؤلاء النجوم كان عاديا ولم يثر الضجة التي اثارها رئيس دولة، وإن سابق، في حملة ترويجية لمنتج يتعلق بالموضة، التي لم يكن الكثيرون يحملونها محمل الجد ويجهلون تأثيرها القوي إلى عهد قريب. الممثلة الاميركية كاترين دينيف لا تر بأسا في مشاركة جورباتشوف في الحملة وعلقت على مشاركته بقولها ان فكرة الحملة مبتكرة ومنطقية خصوصا انها تدعم القضايا البيئية.

لكن الأمر لا يتوقف عند حد الترويج، فالملاحظ انه وبعد عقود احتل فيها صور النجوم صفحات المجلات البراقة وقائمات الرجال الأكثر وسامة أو أناقة، سيسحب الساسة السجاد من تحت ارجلهم فيما يتعلق بهذا الجانب ايضا. وليس ادل على هذا من اختيار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مؤخرا كواحد من اكثر الرجال اناقة في العالم، ليسجل هذا بداية دخول الساسة عالم الأناقة والموضة من أوسع الأبواب بعد ان كان الأمر يقتصر على التلميحات والتعليقات. وبهذا سيشكل الساسة منافسة قوية لمشاهير العارضين والممثلين ونجوم الرياضة في المجلات المهتمة بالموضة والاناقة، وليس ببعيد ان نراهم مستقبلا يروجون لساعة من «بانيراي» أو «تاغ هيوير» أو بذلة من «زينغيا» أو أحذية «تودز» وغيرها من المنتجات التي يحتكرها النجوم حاليا، واحتكرها عارضو الأزياء من قبلهم. يقول مايكل روبرتس، مدير قسم الموضة والازياء في مجلة فانيتي فير، التي اختارت ساركوزي لقائمتها كأكثر الرجال اناقة هذا العام مع نجم كرة القدم الانجليزي ديفيد بيكام ونجم الروك ليني كرافيتز، لرويترز: «اننا نصوب انظارنا للساسة أكثر». والسبب لا يحتاج إلى ذكاء كبير، فالطريقة التي يقدم بها الساسة أنفسهم في أيامنا أصبح الكثير منها يعتمد على الصورة، وهذا مهم بالنسبة لصناع الموضة الذين فيما استغلوها بذكاء يمكن ان تدر عليهم الملايين. أما بالنسبة للساسة فهي ايضا مؤثرة على الرأي العام وقد تجلب لهم الكثير من الأصوات، لاسيما بعد ازدياد نفوذ الشركات المتخصصة في تلميع الصورة وتحسينها، وهؤلاء يعرفون جيدا قوة الموضة وتأثيرها. صحيح ان عروض الازياء يغيب عنها لحد الآن كبار المسؤولين الحكوميين، ويقتصر الحضور على زوجاتهم، إلا ان ذوق الساسة وأسلوبهم في اختيار ملابسهم أصبح قضية كبيرة للنقاش في العديد من المجلات المعنية بالموضة وغير الموضة. وليس أدل على ذلك من الضجة التي أثارها مقال في «نيويورك تايمز» منذ اشهر، تطرقت فيه محررة قسم الأزياء إلى صدر هيلاري كلينتون الذي ظهر من قميص مفتوح وهي تقوم بحملتها، مما فتح شهية كبيرة للنقاش حول صدر وقميص هيلاري، على جميع الأصعدة، بما فيها الصحف السياسية الجادة. خلاصة الأمر، فإن خبراء الاعلانات باتوا يعرفون ان الساسة والمشاهير المعنيين بالسياسة يمكن ان يؤثروا على المستهلكين و«يا بخت من أفاد واستفاد».