أبوظبي تضع قدمها على تاريخ السينما العالمية بمهرجان الشرق الأوسط السينمائي

السجادة الحمراء تستقبل نجوم السينما

TT

«العيد عيدان» هكذا يقول الخليجيون عندما يتزامن أحد عيديهما مع مناسبة سعيدة كبرى أخرى، وهو ما عاشته العاصمة الاماراتية أبوظبي في عيد الفطر لهذا العام، عندما وضعت قدميها على خريطة الفن السابع عالميا، بافتتاح النسخة الأولى لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي، في ثالث أيام العيد السعيد.

ففي حفل كبير أقيم مساء أمس الأول، افتتح الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بفندق قصر الامارات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في دورته الأولى، ووصف الشيخ طحنون أبوظبي بأنها «عاصمة الثقافة للشرق الأوسط وإحدى أروع المدن في العالم»، مشيرا الى أن المشاركين والضيوف يلتقون في هذه الأمسية التاريخية لانطلاق الدورة الأولى من المهرجان.

إمارة أبوظبي تحولت منذ أول أيام العيد إلى نموذج مصغر من أعرق مناطق صناعة السينما في العالم، فاللافتات غزت كل شوارع المدينة، والترحيب بضيوف المهرجان من الفنانين العرب والعالميين، بدا واضحا جليا في كل مرافق المدينة، بدءا من مطارها الدولي، وإنتهاء بمقر المهرجان، وهو قصر الامارات، الذي غدا دار سينما كبرى، وكأنه انقلب بين ضحية وعشاها إلى مسرح كبير يرسخ ثقافة الفن السادس على ضفاف الخليج، وكل الآمال والتمنيات من قبل مسؤولي المهرجان أن تخرج نتائجه بمستوى أهدافه بحيث يكون «مهرجانا عالميا ببعد خليجي وعربي».

السجادة الحمراء كانت على موعد مع أبرز ضيوف المهرجان، عربيا وعالميا، وبالرغم من أن عددا من الشخصيات التي أعلن عن حضورها لم يلحظ تواجدها، بالإضافة إلى أن معظم الأسماء التي طافت على السجادة الحمراء هي من الأسماء الشابة، حتى على المستوى العربي، إلا أن مصادر المهرجان رجحت أن تتواجد شخصيات عالمية خلال فعاليات المهرجان بدءا من اليوم، مشيرة إلى أن «أهمية الشخصيات ستتضح بما سيخرج به المهرجان في ختام أعماله، أكثر من التركيز على أسماء فنانين عالميين للتسويق فقط».

وسيعرض خلال فترة المهرجان التي تستمر ستة أيام، 80 فيلماً من 38 دولة، كما تشمل فعالياته عددا من النشاطات التي تنظم لأول مرة خاصة في منطقة الشرق الأوسط.

الاماراتيون حرصوا عن أن تظهر اللمسة المحلية في ثنايا مهرجانهم، الذي يبحثون عن الوصول إلى العالمية من خلاله، فظهر الثوب (الكندورة) الاماراتية مترافقا مع أحدث صيحات الموضة للفنانين العالميين، وبدت (الحمدانية)، وهي الغترة التي تلف على الرأس على الطريقة المحلية، تلفت انتباه الزائرين من خارج المنطقة، ولم يغيب الطابع التراثي لإمارة أبوظبي عن المهرجان، وكأن مسؤولي المهرجان أرادوا أن يوصلوا رسالة مفادها: نبحث عن العالمية..لكننا لن ننسى تراث بلادنا.

وشهد برنامج الافتتاح أمس الأول عرضاً للفيلم البريطاني «التعويض»، إخراج جو رايت وإنتاج بول وبستر وبطولة فانيسا ريدجريف، وهو الفيلم الذي افتتح به مهرجان فينيسيا الدولي في دورته الرابعة والستين في أغسطس (آب) الماضي. والفيلم يعرض ضمن 6 أفلام خارج المسابقة الرسمية ببرنامج عروض خاصة.

وفيلم التعويض، الذي تبلغ مدته 123 دقيقة، مأخوذ عن رواية للكاتب الانجليزي، أيان مكيون، الصادرة عام 2001 وتعتبر أحد أبرز اعماله الأدبية، وكانت مرشحة عام 2001 لجائزة «بوكر» للرواية، وهي جائزة فاز بها من قبل عن روايته «امستردام»، واعتبرت مجلة «تايم» الرواية الأفضل للعام، وصنفتها ضمن لائحة «أعظم 100 رواية». وقام المخرج جورايت بالتعاون مع كاتب السيناريو كريستوفر هامتون، بتحويل الرواية إلى عمل سينمائي مليء بالتراجيديا، والمشاعر المختلفة والمتضاربة.

كما استهل المهرجان بفعالية مهمة، وهي المؤتمر الدولي لتمويل الإنتاج السينمائي، الذي يتم تدشينه خلال هذه الدورة، ويضم مستثمرين وعاملين في صناعة السينما من مختلف دول العالم وافتتحه هارفي وينستاين المنتج الأميركي المعروف، ورئيس شركة «وينستاين ودايمنشن فيلمز»، حيث طرح رؤيته حول ظروف الانتاج المشترك في عالم اليوم ضمن السياسة الثقافية للمهرجان بوجه خاص وأبوظبي بوجه عام، وفقا لما يهدف المؤتمر اليه من خلال كبار ممولي أفلام العالم لإتاحة الفرص أمام المخرجين العرب والعالميين لانتاج أفلام جيدة.

ويضم المهرجان 7 أقسام منها 3 مسابقات هي: مسابقة الأفلام الطويلة 18 فيلما، ومسابقة الأفلام القصيرة 20 فيلما، ومسابقة حياة لأفلام الطلبة والهواة والمحترفين، و3 برامج سنوية ثابتة هي: أضواء على الشرق الأوسط، ومخرجات من العالم العربي، وأفلام دول مجلس التعاون الخليجي، و3 برامج سنوية متغيرة، تتكون لهذه الدورة من سينما بوليوود بمناسبة الاحتفال بمرور 60 عاماً على استقلال الهند، والاحتفال بمناسبة اليوبيل الماسي (75 عاماً) على مولد فنان السينما الاسباني العالمي كارلوس ساورا، وتحية الى اسم المخرج السنغالي «عثمان سمين» الذي توفي في يونيو الماضي، ويعد رائد السينما الأفريقية لإخراجه أول فيلم روائي طويل بعنوان «في افريقيا السوداء» عام 1966. أما البرنامج العاشر والأخير فهو «عروض خاصة».

ويشتمل برنامج المهرجان أيضا على: مسابقة الأفلام الطويلة وتتضمن 18 فيلماً، فيما تعد مسابقة الأفلام القصيرة ثاني المسابقات الرسمية وتضم 20 فيلما. أما آخر مسابقات المهرجان فهي مسابقة «حياة» للأفلام القصيرة التي لا تتجاوز مدتها 5 دقائق فقط، وهي خاصة بالأفلام التي تصور على كاميرا «آي يودن»، وتنظم بمشاركة كليات التقنية العليا وكلية أبوظبي للطالبات، ومجموعة مستخدمي «ماكنتوش» الإماراتية.

أما البرامج الثابتة فهي 3 برامج أولها برنامج «أضواء على الشرق الأوسط» ويضم 10 أفلام ويفتتح البرنامج بالفيلم السعودي «ظلال الصمت» وهو أول فيلم روائي سعودي في 100 دقيقة، إخراج عبد الله المحيسن، أما البرنامج الثاني الثابت فهو «مخرجات عربيات» ويشهد مشاركة 13 مخرجة عربية.

أما آخر البرامج الثابتة فهي «أفلام دول مجلس التعاون الخليجي» حيث سيعرض، لأول مرة في مهرجان واحد، 17 فيلماً خليجياً، منها 3 أفلام في قائمة تاريخ السينما هي «بس يا بحر» انتاج عام 1972، و«الحاجز» إنتاج 1995، والفيلم التسجيلي القصير «خيوط تحت الرمال» إنتاج قطر 2007، وهناك 4 أفلام تعرض لأول مرة بالدولة: الفيلم السعودي «ظلال الصمت» و«اليوم» عماني و«عندما تكلم الشعب» إماراتي، و«جمعة والبحر» إخراج هاني الشيباني في عرضه العالمي الأول، ومن الإمارات أيضاً سوف يتم عرض 4 أفلام قصيرة، ومن السعودية 6 أفلام قصيرة.