مؤتمر عالمي في لندن يبحث في وسائل الحد من وفيات الولادة

ثريا عبيد: كل دقيقة تموت امرأة أثناء الحمل أو الإنجاب

TT

تستضيف لندن مؤتمر «النساء ينجبن» (Women Deliver)، الذي يبدأ اليوم (الخميس) ويستمر حتى بعد غد (السبت)، تحت شعار «الاستثمار في النساء مجدٍ»، في مناسبة مرور عشرين سنة على مبادرة «الأمومة الآمنة» العالمية (1987).

والمؤتمر هو خلاصة جهد بذلته منظمات الامم المتحدة المهتمة بشؤون الاسرة والمجتمع. وأعدت محاوره، إضافة إلى صندوق الامم المتحدة للسكان (UNFPA)، «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية وغيرها. ويناقش معدلات الوفيات النفاسية في العالم. ويشارك فيه أكثر من 1500 مسؤول من قادة العالم، ومن العاملين في المهن الصحية ودعاة حقوق المرأة من أجل زيادة الالتزام.

واعتبرت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ثريا أحمد عبيد، في تصريح لها أنه لم يعد مقبولا «أن تموت امرأة كل دقيقة أثناء الحمل والولادة، بينما توجد تدخلات بسيطة مفيدة، أهمها إشراف أشخاص مهرة على الولادة، وتوافر رعاية التوليد الخاصة بالحالات الطارئة، وخدمات تنظيم الأسرة».

ويفيد بيان صادر عن «UNFPA» بأن «كل دقيقة تموت امرأة حامل أو أثناء الولادة، ومعظمهن في البلدان النامية. وكل جيل يفقد عشرة ملايين امرأة، من بين الأمهات والشقيقات والبنات والجدات والزوجات والصديقات والجارات».

كما تشير الاحصاءات التي انجزتها المنظمات المشاركة في المؤتمر الى ان معدلات الوفيات «آخذة في الانخفاض في البلدان المتوسطة الدخل. لكن النساء ما زلن يلقين حتفهن أثناء الحمل والولادة في البلدان المنخفضة الدخل، حيث معدل الوفيات النفاسية في العالم (أي عدد الوفيات النفاسية مقابل كل 100 ألف ولادة حية) آخذ في الانخفاض ببطء شديد بحيث يتعذر تحقيق أحد أهداف الإنمائية للألفية، الذي يرمي إلى تحسين الصحة النفاسية والحيلولة دون وفاة المرأة أثناء الحمل والولادة».

وفي حين كان صندون السكان يسعى الى حدوث انخفاض سنوي بنسبة قدرها 5.5 في المائة في معدلات الوفيات النفاسية خلال الفترة ما بين عام 1990 و2015، يتضح من أرقام نشرتها أمس منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة وصندوق الأمم المتحدة للسكان والبنك الدولي، حدوث انخفاض سنوي يقل عن 1 في المائة في عام 2005، بحيث لقيت 536 ألف امرأة حتفهن نتيجة لأسباب نفاسية، وذلك بالمقارنة بعدد بلغ 576 ألف امرأة في عام 1990. وقد حدثت نسبة قدرها 99 في المائة من هذه الوفيات في البلدان النامية.

ويتبين من مؤشرات الوفيات النفاسية أن أكبر فجوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة هي الفجوة المتعلقة بالوفيات النفاسية بين جميع المقاييس الصحية الأخرى. وقد بلغ معدل الوفيات النفاسية في عام 2005 أعلى درجاته في المناطق النامية، بحيث بلغ 450 حالة وفاة نفاسية مقابل كل 100 ألف ولادة حية، وذلك في تناقض صارخ مع المعدل في المناطق المتقدمة وهو 9 حالات وفاة.

واحتمال أن تموت الفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن 15 عاماً نتيجة لمضاعفات مرتبطة بالحمل والولادة، يبلغ أعلى درجاته في أفريقيا، إذ من المحتمل أن تموت واحدة بين كل 26 فتاة من جراء ذلك. وفي المناطق المتقدمة تبلغ النسبة واحدة بين كل 7300 فتاة. ومن بين جميع البلدان والأقاليم التي وُضعت تقديرات لها في هذا الصدد ومجموعها 171 بلداً وإقليماً، كان هذا المعدل في النيجر هو الأعلى ونسبته واحدة بين كل 7 فتيات.