هل سيعيد التاريخ نفسه؟

عندما فقد نابليون جوزفين فقد معها كل شيء ..

TT

حكما بالسوابق التاريخية، يبدو ان مقام «سيدة فرنسا الأولى» يفتقر الى ذلك البريق الذي يصاحبه في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وربما هذا في حد ذاته رد على أسئلة كثيرة حول إصرار سيسليا على الطلاق، رغم ان بإمكانها الانتظار إلى ما بعد خروج ساركوزي من قصر الإليزيه، كما كان بإمكانهما أن يعيشا حياتهما الخاصة مستقلين عن بعضهما البعض. فقد أبدت عقيلة الجنرال ديغول «تانت ايفون» (الخالة ايفون) ضيقها منه ولم تبذل جهدا يذكر لإخفاء رغبتها في «العيش في أقاصي أرياف الشمال بعيدا عن كل هذا». وعندما سئلت مدام جيسكار ديستان عن أكبر إنجاز ستسعى الى تحقيقه كسيدة أولى أجابت: «ألا أكون سيدة أولى». وعرف عن دانييل ميتران ـ وكانت ناشطة سياسية مثابرة من الظل ـ أنها بذلت جهدا عظيما للحفاظ على سر زوجها المتمثل في أن له عائلة ثانية غير شرعية.

ومن جهتها وجدت برناديت شيراك انها في وضع لا يختلف كثيرا عن وضع دانييل ميتران عندما توجب عليها ان تغض النظر عن تجاوزات زوجها ومغامراته النسائية العديدة، وأن تمضي قدما في الوقت نفسه في مهامها التي آلتها على نفسها من أعمال خيرية ومشاركة في هذا وذاك. وعندما سئلت مؤخرا عن السر في دوام زواجهما أجابت: «حذرته عدة مرات من الوقوع في خطأ نابليون: يوم هجر جوزفين ففقد معها كل شيء».

وأخيرا أصيب المجتمع الفرنسي بالذهول من رغبة سيسيليا في الطلاق، وعدم دعمها له «كزوجة» منذ بداية حملته. فقد سجلت غيابا ملحوظا في الفترة بين جولتي الانتخابات الرئاسية ولم تظهر معه مطلقا في حملته للجولة الثانية الحاسمة. بل ان مقالا في صحيفة «جورنال دو ديمانش» زعم انها لم تدل بصوتها في هذه الجولة. وانطلقت إشاعات قوية منذ مدة طويلة عن قرب إعلانهما انفصالهما خصوصا بعدما نشرت مجلة «باري ماتش» صورا لها «يد على يد» مع قائد فرقة للفلامنكو. ثم نقل عنها قولها: «لا استطيع رؤية نفسي في دور سيدة فرنسا الأولى. إنه دور يضجرني إضافة الى أنه يفرض عليّ التفكير مرتين قبل أي كلمة أقولها بسبب قيود البروتوكول».

يذكر ان سيسيليا حصلت رسميا على الطلاق من زوجها الأول عام 1989. وعام 1996، عندما حصل ساركوزي نفسه على الطلاق من زوجته، تزوجته سيسيليا في 23 أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه. وأنجب الاثنان ابنهما الوحيد، لوي ساركوزي، في 28 أبريل (نيسان) 1997. وفي فضيحة مدوية وقتها، هجرت ساركوزي عام 2005 لأجل فرنسي من اصل مغربي يعمل مديرا تنفيذيا في شركة للإعلانات بنيويورك، لكنها عادت الى ساركوزي في أوائل 2006. تجدر الإشارة إلى أن سيسيليا درست المحاماة لكنها لم تكمل المشوار الى حملها الشهادة بسبب قرارها ترك الجامعة من أجل العمل كـ«موديل» مع دار «كوكو شانيل» للأزياء ومستحضرات التجميل. وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»