مهرجان «الأندلسيات الأطلسية» يحتفي بالتراث العربي ـ اليهودي المشترك

أزولاي مستشار العاهل المغربي: يهدف إلى إنعاش الذاكرة واسترجاع نفحات حضارية مشرقة

الفنان الراحل عبد الصادق شقارة
TT

خصصت الدورة الرابعة لمهرجان «الأندلسيات الأطلسية»، والتي ستنظم من 1 إلى 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الصويرة المغربية، للاحتفاء بالتراث الموسيقي والأدبي العربي ـ اليهودي المشترك.

وأشار أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي ورئيس مؤسسة الصويرة، إلى أن اختيار موضوع التراث المشترك كمحور لهذه الدورة يهدف إلى «إنعاش الذاكرة واسترجاع نفحات حضارية مشرقة من فترات التعايش والتمازج الثقافي حيث تغنينا معا، بدل الصور الكارثية التي أصبحت تتصدر وسائل الإعلام». مضيفا أن اختيار هذا الموضوع يعتبر ردا على دعاة نظرية تصادم الحضارات التي وصفها أزولاي بـ «الإحتيال السياسي».

وقال أزولاي إن مهرجان «الأندلسيات الأطلسية» يهدف إلى مد الجسور بين فضاء جغرافي عريض يضم البحر المتوسط ويمتد حتى الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي، والذي يشكل الإرث الأندلسي الرابط الذي يجمع بين مكوناته.

وأوضح أزولاي، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقده أخيرا بالدار البيضاء لتقديم المهرجان، أن برنامج هذه الدورة جد متنوع وسيتضمن ندوات بمشاركة باحثين وفنانين من المغرب وأوروبا وأميركا حول موضوع المهرجان. وقال «هناك توجه عام في السنوات الأخيرة للاهتمام بموضوع التراث الحضاري والثقافي المشترك، وسنحاول خلال هذه الندوة معرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بمجرد حنين ماضوي أم أن هناك فعلا توجها قويا وواعدا بغد أفضل».

وإلى جانب حفلات السماع، التي تضم أسماء لامعة في مجال الطرب الأندلسي من الضفتين، مثل موريس المديوني وخوان بيينا لبريخانو وحياة بوخريص وإستريلا مورينتي ومحمد بنعمر الزياني والربي حاييم لوك والتهامي الحراق وغيرهم، سيتم خلال المهرجان تنظيم معرض للفنون التشكليلية بمشاركة 15 فنانا مغربيا من خلال أعمال تتمحور حول مساءلة نظرية تصادم الحضارات، بالإضافة إلى عروض أفلام وثائقية تتعلق بالتراث الموسيقي المشترك، وتنظيم ورشات سينمائية، وتقديم كتب، وتنظيم ندوات ومحاضرات حول موضوع الدورة. وسيتم خلال المهرجان تكريم الفنان المغربي الراحل عبد الصادق شقارة، الذي شكل أحد أعمدة الحفاظ على التراث الأندلسي بالمغرب وتمكن عبر إبداعه الموسيقي من مد الجسور بين الشمال والجنوب، والذي تعتبر أغنية «يا بنت بلادي» الشهيرة التي تدمج بين فن الفلامينكو والطرب الأندلسي أحد نماذجه الأكثر انتشارا على ضفتي المتوسط.