موت فتاة شابة يرفع أصبع الاتهام ضد «الصيدلة على الشبكة»

مجلة ألمانية متخصصة تحذر: 4 صيدليات فقط «موثوقة» على الإنترنت من مجموع 3160

TT

لاقت فتاة ألمانية شابة حتفها بسبب عقار «ملفق» وغير مناسب مطروح في الانترنت يفترض أنه كان سيساعدها على استعادة رشاقتها. ولهذا، فقد حذرت مجلة «الصيدلي الألماني»، من على صفحاتها الإلكترونية، من الأدوية المزورة التي تباع على الانترنت دون الحاجة إلى وصفة الطبيب. وجاء في تحذير البروفيسور مانفريد شوبيرت شتشيلافيك أن أكثر العقاقير خطرا على الحياة هي عقاقير الحمية «الملفقة» التي تجتذب الكثير من الشابات الألمانيات. ووصفت المجلة شراء العقاقير «المجهولة» من الانترنت بأنه «لعبة روليت روسي مع الموت». وكانت سيارة الاسعاف قد نقلت الفتاة الشابة، 19 سنة، من هانوفر إلى المستشفى وهي تعاني من حرارة عالية واضطراب في القلب وصعوبة في التنفس. وتوفيت الفتاة بعد دقائق من وصولها إلى المستشفى بسبب عجز في القلب وقصور في الكليتين. وثبت من التحقيق ان الفتاة تناولت قبل يوم من وفاتها نصف ملعقة فقط من عقار «دينيتروفينول» الذي يعرض في الانترنت كعقار خافض للوزن.

وكأية جريمة تحدث بين الشباب، كان لا بد من وجود تبعات أخرى في القضية. فوجهت النيابة العامة إلى صديقة الضحية، وهي فتاة عمرها 21 سنة، تهمة القتل غير العمد بسبب إيصالها العقار الخطر إلى صديقتها. وتقول الصديقة إنها لم تفعل اكثر من النزول عند طلب الضحية التي كانت تود تجربة الدواء. واشترت الصديقة الدواء من الانترنت من صيدلية روسية تدعي أن عقارها يتمتع بقدرات إعجازية على إنقاص الوزن.

وفي النمسا، حذرت دائرة حماية المستهلك الأوروبيين من تعاطي العقاقير الخافضة للوزن المطروحة في الانترنت. وذكرت برجيت بيك، من الدائرة، أن الكثير من المستحضرات الطبية المعروضة في الانترنت، كعقاقير خافضة للوزن، تحتوي على مادة اليود في تركيبتها. ومعروف ان الإفراط في تعاطي اليود له تأثيراته الجانبية التي تؤثر على الغدة الدرقية وتؤدي إلى رفع الضغط واضطراب الدورة الدموية. وحذرت بيك من هذه العقاقير ومن مستحضرات الأعشاب الصينية التي تلاقي رواجا كبيرا بين الأوربيين كعقاقير طب شعبي.

وقالت بيك إن المشكلة لا تتعلق بالعقاقير الصينية والروسية فقط «لأن هناك العديد من مرسلي الأدوية غير الموثوقين على الانترنت». بيك تنصح ايضا الجميع بعدم شراء العقاقير الخافضة للوزن من الصيدليات التقليدية بدون وصفة من الطبيب. واشارت إلى دراسة أجراها اتحاد حماية المستهلك تثبت أن معظم هذه العقاقير ليست خطرة، لكنها بلا فعل طبي و«ملفقة». وذكرت بيك: «من يود الرشاقة عليه تغيير نمط حياته وعادات أكله وممارسة الرياضة بانتظام، وإلا فإن العقاقير ستأتي على صحته وجيبه على حد سواء».

وحذرت بيك من مخاطر أخرى تتلخص في الخشية من «هوس الترشيق» الذي ينتشر بين فتيات لسن بالبدانة التي تستحق التجويع والمجازفة بابتلاع العقاقير المشبوهة على الانترنت. وكان الكشف الطبي على الفتاة الألمانية المتوفاة قد اثبت أنها لم تكن تعاني من البدانة وإنما من هوس تقليد زميلاتها النحيفات.

كذلك اتضح أن غالبية صفحات الأدوية على الشبكة يديرها محتالون. ونشر «مؤشر مارك مونيتور» المعروف دراسة حول «الصيدلة أونلاين» تقول إن معظم من يديرون صفحات العقاقير في الشبكة الإلكترونية هم من المحتالين وعديمي الضمير. وتقدم هذه الصفحات خدماتها من دون أن تعرض «إجازة الدواء»، ومن دون تقديم أي ضمانات على فعالية الأدوية، أو تسجيل تاريخ عدم الصلاحية. وحسب هذا المؤشر فإن الخطر لا يأتي على الصحة فقط، وإنما على حساب الزبون المصرفي، لأن هؤلاء المجرمين معروفون بطرق الاحتيال الإلكترونية التي تؤهلهم لتفريغ حساب الزبون بعد أن يكتب رقم بطاقته ورقمها السري.

ويكشف التقرير، الذي ينشر كل أربعة اشهر، الشركات الملفقة على الانترنت واساليبها في ابتزاز وسرقة الزبائن. ويشير التقرير إلى أنه من بين 3160 صيدلية وصفحة صيدلانية على الانترنت، ليست هناك سوى 4 صيدليات تحمل صفة «الشركة المجازة والموثوقة من قبل السلطات الصحية». وتقدم الشركات المجازة أدويتها إلى الزبائن لقاء 10.85 دولار كمعدل، في حين تقدم الشركات غير المجازة نفس الأدوية لقاء سعر «مشبوه» لا يتجاوز 2.72 دولار. وتحقق شركات الأدوية على الانترنت أرباحا قدرها 4 مليارات دولار سنويا. ويزور ثلث هذه الشركات يوميا أكثر من 32 ألف زائر، وهو دليل واضح على تطور نشاط «الصيدلة أونلاين» بين الناس. وتشكل الشركات الأميركية 59% من الشركات الصيدلية العاملة في الانترنت، تليها البريطانية 18%، في حين لا تشكل الشركات الألمانية سوى 2% من هذا العرض. والمهم أيضا هو ان اكثر من نصف هذه الشركات لا تمنح للزبون أنظمة أمنية مضمونة حينما يشتري على الانترنت طارحا معطياته الشخصية.