الحرف العربي نجم ليلة سوذبي

بعد مزاد حافل بالإثارة للفنين العربي والإيراني المعاصرين

لوحة الفنان الايراني محمد إحساي التي حصدت أعلى الاسعار
TT

في مزاد «الفن العربي والايراني المعاصر» بقاعة سوذبي كان الجو مشحونا بالترقب والإثارة وحتى بالترحيبات والتحيات التي تبادلها الحاضرون في ما بينهم. بينما اجتمع المهنئون والاصدقاء حول الفنانين المعروضة أعمالهم لتهنئتهم وغمرهم بالأمنيات الطيبة. وعندما وقف راعي المزاد وطرق المنصة أمامه بمطرقته الصغيرة كان ذلك إيذانا ببدء بيع الأعمال المشاركة. وجاءت البداية حامية لتناسب حماسة الحضور، فبيعت اللوحة الاولى وكانت للمخرج الايراني الكبير عباس كيارستامي بمبلغ 22 ألف جنيه استرليني، وربما كانت قيمة اللوحة متوقعة لمكانة كيارستامي في عالم السينما الإيرانية والعالمية، ولكن هذا لا يمنع من أن لوحته حضرت الحاضرين لمزاد ينبض بالحياة.

ومع اشتعال حماسة المشترين في القاعة أخذت رؤوس الحاضرين في التنقل ما بين منصة البائع بمطرقته وبين الجانب الذي يحتله المساعدون الذين يتلقون عروض الشراء عبر الهاتف وهو ما أضاف الكثير من التشويق على مسار البيع.

أسعار اللوحات جاءت مفاجأة للكثير، فقد بيعت بعض اللوحات بمبالغ مرتفعة جدا مقارنة بالتوقعات للمزاد، فمن لوحة كيارستامي الى لوحة الفنان السوري صفوان دحول والتي أطلق عليها اسم «حلم»، وصل السعر الى 28 ألف جنيه استرليني، وهو رقم قد يكون مفاجئا ولكنه يستحق، فاللوحة البديعة تطرح رؤية بديعة للحياة المزدوجة التي تعيشها المجتمعات العربية والتي تمثلت في امرأة تحمل قناعا يماثل تفاصيل وجهها وان كان يختلف في أنه يحمل الكثير من الزينة والمساحيق لا تحملها ملامح الوجه الأصلي.

أما عمل الفنان المصري يوسف نبيل والمعنون «رجل بجلابية» فقد بدأ السعر والمضاربة عليه في الازدياد المطرد، واشتعلت المنافسة حتى وصل سعر اللوحة سبعة وعشرين ألفا. وبالنسبة للوحة الفنانة الفلسطينية المنشأ رائدة سعادة والتي تحمل اسم «مفترق الطرق» فقد بيعت بعشرة آلاف جنيه استرليني.

أما عمل الفنان الفلسطيني طارق الغصين فجاء سعره مخيبا للآمال نظرا لتميز العمل الذي يصور الفنان يقف على الشاطئ الأردني ويرنو الى الشاطئ الفلسطيني وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية الشهيرة في وضع يبعث الى الأذهان بشخصية حنظلة للفنان ناجي العلي.

وبيع عمل الفنان خليل رباح المكون من قاموس أكسفورد غطيت صفحاته بالمسامير، تاركة فراغا فقط لكلمة «فلسطين» بمبلغ ثلاثة عشر ألف جنيه. وحصدت لوحة «حلم طهران» للفنان فرهد موشيري، والمكونة من قصاصات الإعلانات المبوبة التي شغلت أطرافها بالترتر، تسعة وعشرين ألف جنيه.

وعلى الرغم من أن المزاد يركز على صفة «الفن الحديث» في الأعمال المعروضة، إلا أن الأعمال التي اعتمدت على المواضيع الكلاسيكية مثل الخط العربي اكتسحت الليلة تماما وحصدت أسعارا أعلى بكثير من غيرها من الأعمال الحديثة. وفي مقدمة تلك الأعمال توجت لوحة الفنان محمد إحساي البديعة التفاصيل والألوان والإيحاء والتي تحمل تشكيلات من الأحرف العربية باللون الأحمر على خلفية سوداء، المزاد وتزاحمت عليها العروض وأخذ سعرها في الازدياد حتى بيعت بثمانية وثمانين ألف جنيه استرليني، وهو ما جعل الحاضرين يعلنون عن انبهارهم بالعمل وفرحتهم بالسعر الذي حصل عليه فانطلقوا في التصفيق في عاصفة من الثناء.

ومن أعمال الخط العربي التي نالت أسعارا مميزة كانت هناك لوحة الفنان الليبي علي عمر أرمز والمعنونة «رمية خاطفة» وحصلت على ثمانية وثلاثين ألف جنيه.

وكما هو متوقع بيعت لوحتا الفنان المصري الكبير أحمد مصطفى، الذي تخصص في فنون الخط العربي، بثلاثين ألفا وستة وأربعين ألف جنيه علي التوالي،حيث اعتمد في اللوحتين على الشكل المربع للكعبة، فتداخلت خطوطه وحروفه في منظومة روحية عميقة. الأعمال النحتية في المعرض كانت قليلة العدد ولكنها وجدت استقبالا حافلا من جمهور الحاضرين، وسجل هذا الإقبال بالأسعار التي بيعت بها تلك الأعمال، حيث بيعت منحوتة «حرف الحاء» للفنان الايراني بارفيز تانافولي باثنين وسبعين ألف جنيه استرليني.

أما تمثال الفلاحة المصرية حاملة الجرة للنحات المصري الأشهر محمود مختار صاحب تمثال «نهضة مصر» فبيع باثنين وخمسين ألف جنية استرليني.

جو المزاد كان مشحونا، مترقبا، ومرحا في نفس الوقت، وهو ما أضافته تعليقات البائع الذي اخذ في إطلاق التعبيرات الخفيفة الظل ومداعبة الحاضرين بروح مرحة. وفي نهاية المزاد عبر البائع عن سعادته بالنتيجة التي تخطت المليون جنيه استرليني فقد «كان يوما مميزا» على حد تعبيره. وقال روبن ستارت، تاجر التحف الفنية، عقب انتهاء المعرض إن نتيجة المزاد مهمة جدا، خاصة ان معظم المعروض هو من الأعمال المعاصرة.

* لوحة «منسي» للسعودية حنان باحمدان تحصد 30 ألف جنيه استرليني > قبل بداية المزاد كانت الفنانة السعودية حنان باحمدان والتي يعرض لها في المزاد لوحة بعنوان «منسي» تجلس في بهو الصالة محاطة بأصدقائها وأفراد عائلتها، ولكنها لم تكن متوترة فقد عاشت حالة التوتر قبل أيام وقبل بداية العرض المبدئي للأعمال المشاركة في المزاد «أحسست بالتوتر في البداية ولكنني الآن مرتاحة وأنتظر نتيجة المزاد». وترى حنان أن الاعمال العربية المعروضة كلها تستحق الاعجاب، وأعربت عن املها في ان تنال تلك الأعمال ما تستحقه من التقدير.

ومع عرض لوحة حنان اخذ السعر في الارتفاع حتى وصل الى ثلاثين الف جنيه، وهو رقم أسعد الكثيرين. والطريف أن الفنانة تركت القاعة قبل عرض لوحتها وظلت تنتظر في الخارج حتى توالت عليها التهاني بعد ذلك.