واشنطن تعتزم الانتقال إلى نظام العداد في استعمال سيارات الأجرة

بسبب سيناتور أميركي حانق على السائقين

سيارة أجرة في أحد شوارع واشنطن («الشرق الاوسط»)
TT

ستنضم واشنطن الى معظم المدن الاميركية في تحديد سعر رحلات سيارات الاجرة عن طريق المسافة والزمن الذي تستغرقه كل رحلة (نظام العداد). وهدد بعض سائقي سيارات الاجرة خوض اضراب عن العمل في 31 من الشهر الحالي، احتجاجاً على هذا التحول، على الرغم من انه لا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان التغيير الجديد سيكون على حساب سيارات الاجرة او الزبائن. وظلت سيارات الاجرة تستعمل نظاماً معقداً يعرف باسم نظام المناطق، واستمر العمل به منذ عقود تعود الى فترة الكساد الاقتصادي في اميركا.

وكانت جامعة جورج واشنطن في العاصمة الاميركية قد أعدت دراسة حول الموضوع في يونيو (حزيران) الماضي، حيث تبين من خلال الدراسة ان اسعار الرحلات القصيرة، طبقاً للنظام الجديد ستكون أرخص من الاسعار الحالية، في حين ان أسعار الرحلات الطويلة ستكون أغلى. وقال ليون سوين رئيس مفوضية سيارات الاجرة ان الامر يتطلب بعض الوقت لالغاء النظام القديم، والمسألة لا يمكن ان تنتهي بين عشية وضحاها، في حين يحتج بعض سائقي الاجرة بان النظام الجديد سيقلص من مدخولهم، اضافة الى انهم مطالبون بتثبيت عدادات يتراوح سعرها ما بين 300 الى 500 دولار.

وفي السياق نفسه أكد ناثان برايس، الذي يمثل سائقي سيارات الاجرة الصفراء، ان هذه السيارات ستخوض اضراباً، وقال «الاضراب يرسل رسالة مؤداها اننا سنواجه القرار.. الاضراب سيحدث في كل الاحوال»، وتضم هذه النقابة حوالي 500 سائقا ، في حين توجد في شوارع واشنطن حوالي 6000 سيارة أجرة تملكها شركات مختلفة، وبعض من هذه السيارات يملكها السائقون أنفسهم.

وكانت سيارات الاجرة في العاصمة الاميركية، التي يقودها في الغالب سائقون اجانب، معظمهم من الاثيوبيين وبعض الافارقة والعرب، تعتمد نظاماً معقداً يقسم واشنطن الى 22 منطقة، بحيث توجد تسعيرة داخل كل منطقة، كما ان الانتقال من منطقة الى اخرى او عدة مناطق له تسعيرة اخرى، وتتراوح تكلفة الرحلة ما بين سبعة الى ثلاثين دولاراً، تزيد اذا كان عدد الاشخاص داخل السيارة اكثر من واحد. والسائقون ملزمون بتقديم ايصال عن قيمة الرحلة اذا طلب الزبون ذلك. ويصعب على مستعملي سيارات الاجرة سواء كانوا من سكان المدينة او السياح او الزائرين العابرين معرفة تكلفة الرحلة بسبب هذا النظام المعقد.

ووافق عمدة المدينة ادريان فنتي (ديمقراطي) على اقتراح الكونغرس، وقال تعقيباً على الاقتراح «الانتقال الى نظام تحديد السعر على اساس مسافة الرحلة ومدتها يجعل هناك اساساً واضحاً للتعامل لجميع مستعملي سيارات الاجرة». وكان بإمكان العمدة استعمال الفيتو لعدم تنفيذ الاقتراح، خاصة انه غير ملزم على الرغم من انه صادر عن الكونغرس.

وكان السيناتور الديمقراطي كارل ليفين من ولاية ميشيغان قد تقدم بالاقتراح، وميشيغان وهي من اكثر الولايات الاميركية التي تعج بالجاليات العربية. وقال ليفين في معرض تبريره لهذا الاقتراح «في كل مرة كنت ادفع مبلغاً مختلفاً عن الرحلة نفسها داخل واشنطن... لذلك اعتقد ان العمدة فنتي اتخذ قراراً صائباً بقبوله الاقتراح». ويستعمل اعضاء الكونغرس في تنقلاتهم في الغالب سيارات الاجرة داخل العاصمة.

ولم يحدد موعد لتطبيق النظام الجديد، في حين تجري مفاوضات بين السلطات وجمعية سيارات الاجرة لوضع جدول زمني لتطبيقه. ويقول سائقو الاجرة انهم يرغبون في نظام هجين يجمع بين النظامين، اي نظام المناطق والتكلفة على اساس مدة ومسافة الرحلة، بحيث يمكن للسائق ان يستعمل نظام المناطق، وفي الوقت نفسه يقدم للزبائن ايصالات توضح مسافة وزمن الرحلة.

وقال معهد زغبي لاستطلاعات الرأي ان 48 بالمائة من سكان واشنطن يفضلون نظام المناطق، في حين يعتقد 53 بالمائة من مستعملي سيارات الاجرة ان نظام المناطق معقد ويتعذر شرحه، على الرغم من وجود خرائط تحدد كل منطقة. في حين ابان استطلاع للرأي وسط سائقي سيارات الاجرة ان 177 سائقاً من بين 686 لا يرغبون البتة في التحول الى النظام الجديد.

يشار الى ان جميع المدن المجاورة للعاصمة الاميركية تستعمل نظام المسافة والوقت، ويشمل ذلك مدن ولايتي فرجينيا وميرلاند.