عارضات عمانيات على مسرح اليونسكو أمام ألف متفرج

المصممة نوال الهوتية تنقل «ألف ليلة وليلة» إلى باريس

باقة من العارضات
TT

ضوع البخور وألوان قوس قزح والأنغام الشجية اجتمعت كلها في امسية ثقافية عمانية، دعا اليها السفير موسى بن جعفر، المندوب الدائم لسلطنة عمان لدى اليونسكو، مساء أول من أمس في باريس. وضاقت القاعة الكبرى بمبنى المنظمة الدولية بالجمهور الذي جاء لحضور عرض الأزياء، الذي قدمته المصممة العمانية نوال الهوتية.

وكان التحدي معلناً بشكل واضح، فدخول مصممة شابة ميدان الأزياء ووضع لمساتها التطويرية على الثياب التقليدية العمانية ليس بالأمر الهين. أما أن تمتلك الثقة بالنفس بحيث تأتي بتلك الثياب الفخمة من السلطنة وتعرضها في عاصمة الموضة العالمية باريس، فهذا هو ما سيسجل لنوال الهوتية، الفنانة التي بهرت الجمهور في العرض الاحتفالي الذي شاهدناه على مسرح اليونسكو.

والحقيقة أنها ليست المغامرة المدروسة الأُولى للمصممة الشابة، فقد سبق لها أن قدمت أزياءها في باريس، على نطاق أضيق، في معهد العالم العربي، العام الفائت. كما طافت بهذه الثياب التي تحمل عبق الشرق في كل من روما وبيروت والدوحة، وسمعت التصفيق في كل مكان. وهي تدير، حالياً، برنامج «سند» في وزارة القوى العاملة، وهو برنامج طموح لتدريب الفتيات العمانيات على فنون التفصيل والتطريز والخياطة وتأهيلهن لدخول سوق العمل.  تبدو عارضات نوال وكأنهن حوريات خارجات من سفر «ألف ليلة وليلة»، بأثوابهن الطويلة الملونة الزاهية التطريز وبالأوشحة المتناسقة المنسدلة على رؤوسهن، وبتك المصوغات الذهبية والفضية التي تنتمي الى منطقة الخليج وسلطنة عمان بالأخص، البلد الجميل الذي يحده البحر على امتداد 3200 كلم. وكان من الطبيعي لهذا الالتصاق التاريخي بالبحر أن يعبر عن نفسه من خلال عصور مديدة من الأبحار، ومن خلال التجاوب التجاري مع البلدان الواقعة على الضفة الأخرى، والتأثر المتبادل الذي يبدو جلياً في المأكولات والموسيقى والأزياء.

تركت نوال الهوتية العنان لمخيلتها تلعب على شواطئ السلطنة أو تبحر وراء الموج البعيد. وجاءت أزياؤها خلاصة رائعة لما يمكن للشرق أن يقترحه على الغرب من مهارات النسيج والتطريز والتذهيب والتخريم وكل ما يتعلق بها من فنون الخيط والإبرة. وبفضل تلاقح الحضارات تداخلت في عمل نوال الإيحاءات الهندية والباكستانية مع تلك المتوارثة من أزياء نساء الخليج والجزيرة العربية. لذلك ليس بالغريب أن تلقى هذه التصاميم هوى في نفوس محلات كبرى للأزياء، وأن تواصل هذه المصممة العمانية الشابة مسيرتها نحو العالمية.