«الواصل» و«سطيف» و«أبوالنار» و«مناحي» داخل المدارس السعودية

في أول أسبوع دراسي.. يوميات معلم بين تعليقات زملائه وإزعاجات طلابه

أيو شهاب وعائلة أبو عصام في أحد مشاهد «باب الحارة» («الشرق الاوسط»)
TT

«سطيف» و«الواصل» و«ابوشهاب» و«مناحي» و«مفرح»، كلها شخصيات رمضانية توجد حالياً داخل المدارس خصوصاً في غرف المعلمين، بعد أن تم توزيع تلك الشخصيات على معلمين تقارب صفاتهم تلك الشخصيات من باب الدعابة والبعد من أعباء الحصص وهموم الطلاب.

حديث المعلمين بعد العودة من إجازة عيد الفطر تركزت حول المسلسلات الرمضانية وتفوق بعضها على بعض، إذ كان اتفاق غالبية المعلمين حول أفضلية المسلسل السوري «باب الحارة»، فيما تباينت آراؤهم حول المسلسلات السعودية ليكون في الأخير تفوق مسلسل «بيني وبينك» على «طاش ما طاش» و«الصياحة»، و«غشمشم» من وجهة نظر المعلمين أنفسهم.

ولم يخل الأسبوع الأول من الدراسة في إطلاق بعض التعليقات التي خرجت من تلك المسلسلات، إذ تجد كلمة الفنان العسيري «زحلطن»، وتحية الفنان المالكي العسكرية توزع في ما بين المعلمين، خصوصاً لمن اكتسب صفة «الواصل»، متناسين في الوقت نفسه مرور اليوم العالمي للمعلم من دون أن يتم تكريمهم كونهم كانوا في إجازة عيد الفطر.

غالبية المعلمين أطلقوا على مديري مدارسهم ومساعديهم من الوكلاء صفة العقيد «أبوشهاب»، لما لديهم من السلطة المطلقة داخل المدرسة (الحارة)، ما يجعل المعلمين ينصاعون لأوامرهم، خصوصاً عند توزيع حصص الانتظار عليهم، وإلزامهم بالإشراف اليومي من دون جدال. أما الشخصيتان «مناحي» و«مفرح» شخصيات التصقت بالمعلمين حديثي التعيين كونهم يجهلون كثيراً من أنظمة التعليم من خلال كثرة أسئلتهم لزملائهم الأقدم منهم في التعليم. أما شخصية «أبو النار» فكان إطلاق ذلك اللقب على المشرفين والموجهين القادمين من إدارة التعليم كونهم شخصيات غير مرغوب فيها سواء من مدير المدرسة أو معلميها، ومرد الانزعاج من تلك الشخصية «ابوالنار»، قدومه إلى المدرسة مبكراً ليتصيد الأخطاء الموجودة داخل المدرسة، مبرراً ذلك من أنه مرسول من إدارة التعليم، وهذا ما كان يتعذر به ابوالنار لدخوله الحارة لوجود منزل عمته المتوفيه.

«سطيف»، و«أبو غالب» هاتان الشخصيتان انحصرتا بين المراسلين والكتّاب، خصوصاً العمال الأجانب الذين يظهرون الطيبة والضعف ليكسبوا من خلالها عطف المعلمين لتكون المحصلة الأخيرة وجبة إفطار مجانية أو عدد من الريالات كما كان يفعل «سطيف» في باب الحارة، فيما أطلقت شخصية «أبو غالب»، على الكتّاب والمراسلين المشاكسين كونهم يفتعلون المشاكل بين المعلمين وإدارة المدرسة، وذلك بإخبار عدد من المعلمين بإجراءات مدير المدرسة العقابية ضدهم كخصم من مرتبه أو إصدار لفت نظر، ما يسبب في حدوث مشاكل داخل المدرسة.

وما بين إطلاق تلك الألقاب في أول أيام الدراسة، تقف فصول تلك التسميات عند المرشد الطلابي، الذي أطلق عليه شخصية «أبو عصام»، لاتصافه بالهدوء والعقلانية ومعالجة المشاكل التي تحدث بين المعلمين والطلاب داخل المدرسة. أما الطلاب، فلهم ايضا نصيب من تلك التعليقات من خلال إطلاق عبارات «زحلطن»، و«معقولة» و«وحدووه» و«تيه تلقفها تاك» من داخل فصولهم، إلى جانب ترديد أغنية مناحي «تيري رته» في الفسح المخصصة لهم.