دبي تؤكد وضعها كمركز مهم للمزادات

مزاد كريستيز للأعمال الفنية المعاصرة يحقق مبيعات بـ15 مليون دولار

لوحة الإيراني موشيري «عالم واحد»
TT

أعلنت دار كريستيز امس، أن مزاد «الأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة» الذي أقامته في دبي مساء الاربعاء، حقق مبيعات قياسية فاقت كافة التوقعات والتقديرات الأولية، حيث بلغت قيمة الصفقات الإجمالية التي تمت خلال المزاد 15.2 مليون دولار، فيما شهد المزاد 62 رقماً قياسياً عالمياً، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أهمية وحيوية سوق الأعمال الفنية العالمية في منطقة الشرق الأوسط.

وحطمت دار كريستيز في مزادها الذي لقي اهتماماً إقليمياً وعالمياً أرقاماً عالمية قياسية لكوكبة من الأعمال الفنية العربية والإيرانية، وفي طليعتها «لوحات قرآنية» للفنان المصري الشهير أحمد مصطفى، حيث بيعت لوحته بقيمة 657,000 دولار.

وقالت كريستيز إن المزايدين المشاركين في المزاد كانوا من منطقة الشرق الأوسط بنسبة 59 في المائة (منهم 50 في المائة من دولة الإمارات العربية المتحدة) و31 في المائة من أوروبا (بما في ذلك 23 في المائة من المملكة المتحدة)، كما أن منهم 8 في المائة من الولايات المتحدة الأمريكية، و2 في المائة من بقية دول العالم. وشهد المزاد تحقيق أسعار قياسية للوحات فنانين من كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وفي طليعتها لوحة «لوحات قرآنية» للفنان المصري العالمي أحمد مصطفى التي حققت أعلى سعر تحققه لوحة لرسام عربي على الإطلاق، كما حققت رقماً قياسياً عالمياً لكافة أعماله حيث بيعت بمبلغ تجاوز 600 الف دولار. وبلغت الأرقام القياسية المسجلة يوم أمس أكثر من ضعف الأرقام القياسية السابقة لأية لوحة أبدعها أحد الرسامين العرب. كما حققت لوحة «حفريات من القرن العشرين» للفنان أحمد مصطفى 457,000 دولار حيث تعود اللوحة إلى سبعينات القرن الماضي وحائزة على جائزة عالمية، وقد نفذها نحتاً في الألومنيوم مع بقايا عظام حيوانية.

وكانت من أهم اللوحات الإيرانية المشاركة في المزاد لوحة «عالم واحد (2007) للفنان الإيراني فرهد موشيري الذي يعده النقاد أحد أبرز الفنانين المعاصرين المؤثرين في منطقة الشرق الأوسط (قيمتها المقدرة: 60,000 ـ 80,000 دولار أمريكي)، حيث يرسم من خلالها خريطة للعالم تتألف من آلاف قطع الكريستال لها شكل اللؤلؤ من سواروفسكي على قطعة قماشية، وقد بيعت هذه اللوحة بقيمة 610,000 دولار محققة ثاني أعلى سعر في المزاد ورقماً قياسياً لأعماله السابقة. وقد أظهر المزايدون حرصاً قل مثيله على اقتناء الأعمال الإيرانية المعروضة، الأمر الذي جعل بعض اللوحات الإيرانية تحقق أرقاماً قياسية، ومنها لوحة نادرة للرسام الإيراني حسين زندرودي، بيعت بقيمة 481,000 دولار درهم. ومن اللوحات الأخرى التي حققت رقماً قياسياً اللوحة الأخاذة «الشاعر الواقف للرسام الإيراني برويز تنافولي والتي نفذها في البرونز في وقت سابق من هذا العام، حيث بيعت بقيمة 337,000 دولار. ومن أبرز اللوحات التي بيعت في المزاد، مجموعة تضم ست لوحات للفنانين السوريين، فاتح مدرس ولؤي كيالي، وهي من مقتنيات الزوجين الأميركيين إدوين وتروديس كيندي، حيث بيعت هذه المجموعة معاً بقيمة 403,750 دولار.

وكان إدوين قد تم تعيينه في عام 1961 ملحقاً ثقافياً في السفارة الأمريكية في العاصمة السورية دمشق، حيث تعرف خلال تلك المرحلة على الفنانين المذكورين. وكانت أغلى لوحة ضمن المجموعة لوحة «العشاء الأخير» وهي من أشهر أعمال فاتح مدرس، حيث بيعت بقيمة 145,000 دولار، أي أنها بيعت بثلاثة أضعاف قيمتها التقديرية الأولية.

كما حققت دار كريستيز أرقاماً عالمية قياسية لكافة الرسامين اللبنانيين، الذين بيعت لوحاتهم في المزاد وكانت أغلاها لوحة الفنان اللبناني التشكيلي شفيق عبود «الغرفة ـ الحقيبة الزرقاء» (1977) والتي بيعت بقيمة 265,000 دولار. كما حقت لوحات كافة الرسامين من شمال أفريقيا، أرقاماً عالمية قياسية، وفي طليعتهم الفنان المغربي فريد بلكاهية حيث بيعت لوحته «ليلة مرصعة بالنجوم» بقيمة 109,000 دولار.

كما شهد مزاد كريستيز مشاركة نخبة منتقاة من اللوحات الشهيرة لعدد من الرسامين الغربيين والعالميين، الذين تمثل لوحاتهم حقباً فنية مهمة، حيث حققت هذه اللوحات أسعاراً لافتة. وهذا الإقبال يؤكد المكانة التي باتت تحتلها دبي في منطقة الشرق الأوسط، بوصفها وجهة دولية للمزادات المهمة التي تشارك فيها لوحات عالمية. حيث بيعت لوحة «سفيرا كون سفيرا» للرسام أرنالدو بومودورو بقيمة 505,000 دولار أميركي، لتكون ثالث أغلى لوحة يتم بيعها في المزاد.