مشاركة أميركية في مشروع لتطوير «قصر العظم»

بناه والي دمشق العثماني أسعد باشا العظم سنة 1749

جانب من قصر العظم في دمشق («الشرق الأوسط»)
TT

يخضع قصر العظم الأثري في دمشق القديمة حالياً لمشروع ترميم وتجميل للأبنية ولمشروع آخر لإعادة تأهيل المعروضات بشكل علمي جمالي جديد مع أرشفة الكترونية لكافة موجودات المتحف. وفيما تقوم بتنفيذ المشروع الأول وتموله محافظة مدينة دمشق استعداداً لاختيارها عاصمة للثقافة العربية 2008، فإن المشروع الثاني الذي انطلق في العام 2006 وسيستمر حتى نهاية عام 2008 تقوم به وتموله بعثة أكاديمية من الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع مديرية الآثار السورية.

وقال الدكتور أحمد سرية مدير شؤون المتاحف السورية لـ«الشرق الوسط» إنه قد تم أخيرا إنجاز المرحلة الأولى من أعمال التوثيق لمتحف قصر العظم بالتعاون مع جامعة بيركهام يونغ من الولايات المتحدة، وهو مشروع رائد سيتم من خلاله تدريب الكوادر الفنية السورية على توثيق أعمال ترميم المنسوجات التي يضمها المتحف، الذي يضم منذ خمسينات القرن الماضي متحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية الدمشقية.

من جهتها قالت ميساء ابراهيم، مديرة متحف قصر العظم، لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع السوري الأميركي لتطوير معروضات المتحف يتضمن ترميم المستودعات وتنظيمها وتطوير طريقة حفظ المقتنيات وصيانتها وأرشفة المعروضات المتحفية وإدخالها الكومبيوتر وعرضها بالطريقة الحديثة.

وكانت البعثة الأكاديمية الأميركية قد جاءت في الصيف وعملت لثلاثة أشهر (مايو/أيار، ويونيو/حزيران، ويوليو/وتموز)، وستعود في مواسم عمل قادمة. وتناولت أعمالها طرق العرض الحديثة في المتحف بما يخدم السائح، حسب الثقافة والعمر، وحتى للأطفال. كما تم تدريب كوادر سورية على طرق حفظ المنسوجات والنحاسيات والمعدنيات التراثية في المتحف وتقديمها للزائر، ليتمكن من الحصول على كافة المعلومات التي تهمه. وحسب الاتفاقية فإن الجانب الأميركي يقدم تجهيزات المشروع. كما يقدم الجانب السوري تجهيزات أخرى متفقا عليها. وبالتوازي مع مشروع تطوير طرق العرض المتحفي في القصر فإن ثمة مشروعا للترميم والتجميل يشهده القصر وتقوم به محافظة مدينة دمشق استعداداً لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.

ويتضمن المشروع تجميل واجهات القصر الداخلية والخارجية وتغيير الإنارة بالعودة إلى نظام الإنارة التقليدي (الفوانيس) وتأهيل الصرف الصحي وحمامات الزوار والقصر. وفي منتصف عام 2008 سيكون هناك مشروع إعادة تأهيل قسم الخدملك وافتتاحه أمام الزوار بحيث يستطيع الزائر مشاهدة كافة مفردات العمل والحياة في هذا القسم من القصر كيف كانت قبل مئات السنين ومنها كيفية حفظ أدوات المعيشة ومواد الطعام وغيرها. ومن الأعمال الجديدة في متحف قصر العظم، حسبما ذكرت مديرته، افتتاح قاعة الحلي في بداية العام القادم وافتتاح قاعة العرض المؤقت (قاعة المعارض) والتي ستتغير معروضاتها كل ستة أشهر. وستكون هذه القاعة مميزة حيث سيتمكن الزوار من مشاهدة المصنعين الدمشقيين يقومون أمامهم بتصنيع النحاسيات والزجاج اليدوي بطريقة النفخ وغيرها من الصناعات اليدوية الدمشقية التراثية بحيث نتعاقد مع هؤلاء الحرفيين ليقدموا عروضهم في القاعة الجديدة بشكل مباشر في حين أننا حالياً نقدم نماذج جامدة لهذه الصناعات كالشخص (التمثال) الذي ينفخ الزجاج وغير ذلك. وقصر العظم بدمشق هو أكبر قصور دمشق التاريخية وأغناها أثريا ومعماريا. وقد بناه والي دمشق العثماني أسعد باشا العظم سنة 1749. ويقوم على أرض مساحتها 5500 متر مربع. وقد شيد على الطراز الشامي التقليدي. ويتألف من 16 قاعة كبيرة و19 غرفة في الطابق الأرضي و9 غرف في الطابق العلوي و3 أواوين ورواق بخمسة أقواس وأربعة أقبية كبيرة وأربع برك كبيرة تستمد مياهها من نهر قنوات المتفرع عن نهر بردى. ويضم القصر 19 فسقية ما بين أرضية وجدارية وحماما مبنيا على الطراز التقليدي.