أسبوع برودواي الأسود

بعد كتاب السيناريو مسارح نيويورك تتلقى ضربة جديدة من تقنييها

«البؤساء» و«مونتي بيتون سبامالوت» من العروض التي الغيت بسبب الاضراب
TT

قبل ان تفيق برودواي الشهيرة بعروض المسرح الغنائي من صدمة إضراب كتاب السيناريو، الذي بدأ منذ أسبوع ولا يزال مستمرا، حتى تلقت صدمة أخرى بدخول التقنيين على الخط بتمردهم على وضعهم وتكثيفهم الجهود مع كتاب السيناريو لمزيد من الضغط. فقد شل اضراب للتقنيين برودواي أول من أمس، بينما توقف كتاب السيناريو للسينما والتلفزيون في هوليوود عن العمل منذ حوالي اسبوع، مطالبين بزيادة حقوق المؤلفين. فقد انطفأت الأنوار أمس السبت في العديد من مسارح شارع برودواي، بعد أن سمح اتحاد عمال المسارح لأعضائه بالإضراب عن العمل، موجها ضربة موجعة لاشهر منطقة مسارح في العالم، خصوصا مع اقتراب موسم العطلات المزدحم. وقالت شارلوت سانت مارتن مديرة التجمع المهني «رابطة المسارح والمنتجين الاميركيين» (ليغ اوف اميركان تياترز آند بروديوسرز) نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية (أف ب) انه «لم يقدم أي عرض يوم السبت في عدد كبير من صالات برودواي، بسبب حركة اضراب لنقابة مراقبي الآلات في المسارح».

واضافت «انه يوم حزين لبرودواي لكن علينا ان نبقى مصممين على ابرام عقد عمل عادل».

من جهته، قال عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ ان «هذا النزاع قضية خاصة، لكن اثره الاقتصادي كبير، وسنلمس نتائجه على مدى ابعد من اغلاق المسارح اليوم».

وذكرت خدمة بلومبرغ للانباء المالية، أن حفلة الساعة الحادية عشرة صباحا لمسرحية «كيف سرق الجرينش عيد الميلاد» الموسيقية كانت هي أول عمل يتأثر بهذا الإضراب، هذا عدا عن ان عمال المسرح توقفوا عن أداء أعمالهم في أكثر من 25 عرضا مسرحيا. ولن يستمر في العمل من بين كبرى مسارح برودواي سوى ثمانية مسارح فقط، لأنها تعمل بمقتضى عقود مختلفة، كونها تعمل كمسارح مستقلة، أو غير هادفة للربح.

وبدأت رابطة المسارح التي تضم اكثر من 600 منتسب في الولايات المتحدة ونقابة تقنيي آلات المسارح مفاوضات في يونيو (حزيران) لتجديد صيغة عقود العمل وإيجاد تسوية لبعض نقاط الاختلاف بين الجانبين، التي تتركز حول قواعد العمل التي تحكم عدد العاملين المطلوبين لكل عرض. وكان الاتفاق السابق بين اتحاد العمال ومالكي المسارح قد انتهى بحلول نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي. ووصلت المفاوضات بشأن اتفاق جديد إلى طريق مسدود بين الطرفين الشهر الماضي.

وجاء في بيان أصدرته رابطة المسارح والمنتجين الأميركيين التي كانت تتفاوض مع عمال الاتحاد «نحن نشعر بالحزن إزاء هذا الإضراب غير الضروري». كما ترى النقابة التي تمثل بين 350 و500 من تقنيي الآلات في برودواي، ان مقترحات الرابطة غير كافية، خصوصا في ما يتعلق بشأن زيادة الرواتب. وعرضت الرابطة زيادة في الاجور تبلغ 16% على مدى خمسة اعوام ومكافأة تبلغ 10%، فيما اكدت النقابة ان اسعار بطاقات الدخول الى مسارح برودواي ارتفعت 9.8% بين 2006 و2007.

ولم يتأثر يوم السبت الماضي بهذه الحركة الاحتجاجية سوى عدد قليل من العروض، لان تقنييهم ليسوا اعضاء في النقابة، مثل مسرحيات «ماري بوبينز» و«موريشيوس» و«سيمبلاين» و«فرانكشتاين الصغير» التي اخرجها ويقوم بدور البطولة فيها ميل بروكز. لكن عروضا مهمة اخرى مثل «البؤساء» و«مونتي بيتون سبامالوت» الغيت ولم يتمكن محبوها من مشاهدتها.

وكانت آخر مرة تأثرت فيها عروض برودواي باضراب في 2003 عندما اجبر توقف موسيقيين عن العمل، المسرحيين على الغاء عروضهم اربعة ايام. وكان ذلك اول اضراب تشهده برودواي منذ 1975.

اما كتاب سيناريو السينما والتلفزيون فقد توقفوا عن العمل الاثنين الماضي بدعوة من نقابة «كتاب اميركا»، التي تضم حوالي 12 الف منتسب. ويطالب هؤلاء، وهم قوة لا يستهان بها في هوليوود واستوديوهات التلفزيون في نيويورك، بزيادة في حقوق المؤلف وكتاب السيناريو بحصولهم على المزيد من الأموال من مبيعات أعمالهم الفنية التي تباع على الانترنت أو على اسطوانات دي في دي. وتظاهر اكثر من ثلاثة آلاف من هؤلاء المضربين الجمعة، بعضهم مع أطفالهم وزوجاتهم، وهم يرفعون لافتات، امام استوديوهات فوكس في لوس انجليس في اكبر مظاهرة منذ بدء الاضراب.

ولقيت حركة كتاب السيناريو دعم عدد من النجوم بينهم ايفا لونغوريا وكيلسي غرامر. وتجدر الإشارة إلى ان المسرحيات الغنائية وبعض المسلسلات التلفزيونية ليس وحدها التي تأثرت بهذا الإضراب، إذ طال تأثيرها برامج حوارية شهيرة لم تتمكن من العرض هذا الأسبوع، مثل تلك التي يقدمها جاي لينو وديفيد ليترمان. ولحد الآن، فإن العديد من الشركات تحسبت للوضع باتباع سياسة الوقاية من آثار تحرك من هذا النوع بتخزين سيناريوهات لديها، لكن اذا استمر النزاع، فقد ينتهي الامر بتأثر العديد من الاستوديوهات.