يقوم العديد من الحرفيين السوريين ومنذ سنوات عديدة، بمحاولات لتجميع سيارات شاحنة محلية، كان آخرها سيارة (شاحنة) يتم تجميعها في بلدة ريفية صغيرة تدعى «قمحانة» بالقرب من مدينة حماة بوسط سورية. ويطلق السوريون على هذه السيارة الشاحنة ألقاب ظريفة، ومنها: السيارة العجيبة والطريزينة المتطورة والطرطورة الشبح. ويشرح أحد المصنعين والمجمعين لها في بلدة قمحانة ويدعى حمودي قائلاً: نحن في الأساس نصنع صناديق للسيارات الشاحنة، وصنعنا في مراحل سابقة «الطرطورة ذات الجنزير، وذات محرك صغير الاستطاعة، وتعمل على البنزين، وهي بثلاثة دواليب، وتخدم الأرياف وأسواق الخضر للتحميل فقط، وليس لنقل الركاب. وقال إنهم أضافوا لها محركات أكبر تعمل على الديزل، ومصندقة بشكل قوي، وعليها محرك كبير (أطلق عليها البعض اسم طريزينة لتمييزها عن الطرطورة). ولكن صار البعض يستخدمها للتنقل مع أسرته وأصدقائه. وهي تفتقر لعناصر الأمان. وقد تم منعها من قبل الجهات المعنية السورية، ولم يبق منها إلاّ القليل. ولكن السيارة «العجيبة» (المجمعة من هنا وهناك) لا تعترف بها الجهات المعنية السورية كوزارة النقل أو البلديات في المحافظات، ولذلك فهي تسير من دون لوحات مرور، ولا تسجل في دوائر النقل، ولا يدفع عنها رسوم. وما هو مسموح فقط من هذه الفصيلة هي: الطرطورة ذات الجنزير والمحرك البسيط، والتي يسمح بتسجيلها بشروط ورسوم وتعمل فقط في مناطق محددة كالقرى والأرياف والمدن الصغيرة في النقل الخفيف. ولذلك تتم ملاحقة «السيارة العجيبة» ومصادرتها في حال شوهدت تسير في المدن الرئيسية.
ويطلق أصحاب هذه العربات «الريفية فقط» تسميات وعناوين لتدليلها، منها: العصفورة والنسر والحرة والريم وعروسة الصحراء أو الساحل أو البادية والخارقة والسهم الخارق والشبح الأزرق أو الأحمر ـ حسب لونها ـ وعروسة ياسين ـ اسم صاحبها على الأغلب أو ابنه ـ والشيخة ـ أي القوية المدللة ـ وغيرها من التسميات. كما لا ينسون وضع التعاويذ عليها لرد «العين الحاسدة»، فتشاهد الخرزات الزرق معلقة على واجهتها أو تشاهد فردة حذاء قديم معلق على مؤخرتها، لاعتقاد البعض بأن الحذاء القديم يبعد الحساد، وأصحاب العيون الضيقة.
كما تكتب عبارات المدح والدعاء والتمني ومقاطع من أغاني أم كلثوم وفيروز ووردة ونانسي وهيفا وكاظم الساهر وأصالة نصري وغيرهم، على صندوقها وواجهتها مثل: سيري فعين الله ترعاك، ونمشي على كف القدر، ويا جبل البعيد خلفك حبايبنا، وأكذب عليك، ويا مسهرني، وبعيد عنك حياتي عذاب، والهوى غلاب وغيرها من الكلمات اللطيفة والمعبرة عن أهواء ورغبات وهوايات أصحابها.