تواصل القديم مع الحديث

الطراز الإسلامي يخطف الأبصار بالمعرض الدولي السابع للمجوهرات في القاهرة

مجموعة من المجوهرات المعروضة ويبدو واضحا الأسلوب الشرقي عليها سواء من حيث التصميم او ألوان الأحجار المنتقاة لترصيعها
TT

ما زال الماس قادراً على خطف أبصار النساء بالذات. فهن اللاتي عشقنه واقتنينه وتحلين به على مدى سنوات التاريخ البعيد، تلك كانت الملاحظة التي خرج بها رواد المعرض الدولي السابع للذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة وساعات الشرق الأوسط، والذي أقيم على مدار أربعة أيام في قاعة السرايا التي تبلغ مساحتها 2200 متر مربع في فندق «إنتركوننتال سيتي ستارز». فعلى الرغم من امتلاء المعرض بالمنتجات والمعروضات المتنوعة التي مثلت 17 دولة مشاركة، إلا أن الماس والمجوهرات الكريمة حصدت أكبر قدر من الاهتمام. اتسم معرض هذا العام بخصائص فريدة وغير مسبوقة بعد أن بلغ عدد الشركات المنظمة نحو 100 شركة من دول عدة؛ بينها مصر والسعودية والكويت والبحرين والإمارات ولبنان وهونغ كونغ وتايلند والهند وسنغافورة والصين وإنجلترا وتركيا وباكستان وسويسرا وإيطاليا وألمانيا.

كما نجح الطراز الإسلامي في التصميم في لفت الانتباه إلى عراقة هذا الفن وقدرته على التواصل مع تصميمات العصر الحديث. وهذا ما تؤكده ناهد عابدين، مصممة المجوهرات المصرية، بقولها: «يعد الفن الإسلامي بما فيه من نقوش بديعة وزخارف ساحرة، أحدث صيحات الموضة في عالم المجوهرات، وهو ما أجمع عليه معظم المصممين المشاركين في المعرض، وخاصة أن التصميمات ذات الطابع الإسلامي تلقى قبولاً ورواجاً كبيراً لدى منطقة الخليج التي تعد ذات قدرة شرائية مرتفعة في مجال المجوهرات، وبصفة خاصة الأحجار الكريمة». وتضيف: «وما يميز تصميمات هذا العام أن بناء التصميم بأكمله يتم على أساس تكوين الحجر وشكله، أي أن الحجر هو الذي يحدد شكل التصميم وأبعاده المختلفة. فالمعتاد أن التصميم يوضع ويتم تحديد أماكن الأحجار بداخله أو في إطاره بعد ذلك وليس العكس». إلى جانب التصميمات الشرقية، والتي استلهم بعضها من التراث، سلطت الأضواء هذا العام أيضا على التصميمات التي استخدمت فيها الأحجار الكريمة الملونة المعروفة تجارياً باسم «الكلور ستون»، لتصبح موضة مميزة في ما تم عرضه. فاللافت في المعرض هذا الزخم من الزمرد والياقوت والأكوامارين والأماتيست. أما فيما يتعلق بساعات اليد، فقد جاءت هي الأخرى مرصعة بالأحجار الكريمة، وكان لها نصيب في المعرض من حيث الكم والتصميمات ايضا. يقول بافلو دورين صاحب شركة «دورين» اللبنانية: عمر الموضة في عالم الساعات أقصر من المجوهرات فهي لا تزيد عن 6 شهور على الأكثر. أما عن الجديد هذا العام فهي ساعة «حصان البحر» التي تم تصميمها وتركيبها خصيصاً لتشبه في شكلها حصان البحر وسعرها 3000 دولار. كما يوجد موديل جديد اسمه «الطاووس» وهي ساعة تلائم السيدات النحيفات لرقتها. وسميت كذلك لأنها تناسب المرأة الأنيقة وايضا المرأة العاملة أو التي لها نشاطات اجتماعية كثيرة، ويبلغ سعرها 2200 دولار، فضلا عن ساعة «هيرتاج كوليكشن»، وهي ساعة تراثية تمثل الزمن القديم للأجداد، وتتميز بكثرة الحفر والنقش بها. ورغم ما يقوله المصريون عنها بأنها موضة قديمة، إلا ان الطريف انهم الأكثر إقبالاً عليها، ويبلغ سعرها 1500 دولار. لكن الساعة التي تقبل عليها الخليجيات فاسمها «ألما شاء الله» لأنه مكتوب عليها عبارة «ما شاء الله»، ويبلغ سعرها 2200 دولار، وهي تناسب الحلي ذات الطابع الإسلامي الخليجي.

وعن عدم الاهتمام بالعنصر الرجالي في المعرض حتى فيما يخص الساعات، يعلق بافلو: «المعرض الدولي للمجوهرات يهتم بأحدث الصيحات والنساء معروفات بمتابعة كل جديد ومتغير في هذا الإطار بعكس الرجال الذين لا يهتم أغلبهم بذلك». وعلى الرغم من قلة المعروض من المنتجات الرجالي فقد عرضت بعض الإكسسوارات الرجالية كالخواتم وأزرار القمصان المصنوعة من الذهب والماس، وكان الإقبال الأكبر هنا، على المنتجات ذات التصميم الإيطالي أو تلك التي صممت لتناسب العميل بالمنطقة العربية وأسلوب حياته. ألكسندرو نيكوليني مصمم المجوهرات الإيطالي أكد ضرورة فهم المصمم لعقلية واسلوب حياة واحتياجات الزبون التي يوجه له تصميماته، بنفس القدر الذي أكد فيه ضرورة فهم الإتيكيت الخاص بارتدائها ومعرفة الطريقة والوقت المناسب لارتداء هذه المجوهرات.

فالمجوهرات صغيرة التصميم أو الدقيقة مثل الخواتم والأساور والعقود الناعمة، يفضل ارتداؤها نهاراً لأن ملابس الصباح غالبا ما تكون كلاسيكية، بالإضافة إلى انها تناسب أماكن العمل أو المناسبات التي تتسم بالطابع الرسمي نوعاً ما، بينما المجوهرات كبيرة الحجم وثقيلة الوزن ويغلب عليها البريق واللمعان فتناسب مناسبات السهرة والمساء.