افتتاح هوليوودي مثير لمهرجان دبي السينمائي

جورج كلوني «دعونا نتفق من خلال السينما»

TT

وسط صيحات المصورين والمعجبين من الناس الذين تجمهورا حول البوابة الرئيسية لمقر مهرجان دبي السينمائي ومع الاضواء الساطعة والفلاشات والموسيقى الغربية الهادرة، افتتحت مساء الاثنين الدورة الرابعة للمهرجان بشعائر السجادة الحمراء حيث تم استقبال ضيوف هوليوود وبوليوود والسينمائيين والفنانين العرب والاوروبيين والآسيويين.

وسيطر على الافتتاح ـ كما هو متوقع ـ الحضور الطاغي للممثل والسينمائي الاميركي جورج كلوني بطل فيلم «سيريانا» المثير للجدل الذي صور في دبي قبل عامين وكذلك ساحرة هوليوود شارون ستون التي كانت ترتدي فستانا اسود اللون طويلا ومحتشما الى حد كبير حسب مقاييس الحفلات الهوليوودية الطابع. وعمدت ستون الى رفع علامة النصر امام المصورين الذين ظلوا ينادونها باسمهما الاول حتى يلتقطوا لها اكبر عدد من الصور فلبت مطالبهم والابتسامة تعلو وجهها. وسار على السجادة الحمراء جمع غفير من النجوم العرب منهم محمود ياسين وزوجته شهيرة وفاروق الفيشاوي وسوزان نجم الدين وفريق مسلسل «طاش ما طاش» السدحان والقصبي والمخرج الغانم وليلى علوي وعبد الحسين عبد الرضا وغيرهم من نجوم التلفزيون والسينما. ورافق ليلة الافتتاح التي حضرها مسؤولون حكوميون اماراتيون اجراءات امنية مشددة دون حضور الشرطة في محيط مقر المهرجان مدينة جميرا بل تمت الاستعانة بشركات خدمات امنية خاصة. وبسبب الازدحام المروري وعدم كفاية مواقف السيارات، اضطر المدعوون الى حفل الافتتاح الى صف سياراتهم في موقف رملي كبير مجاور والذهاب الى الحفل مشيا على الاقدام وكانت السيدات المدعوات الاكثر ضيقا من هذا الموقف غير الملائم خاصة ان منظرهن وهن يمشين على الرمل حينا والعشب الاخضر المبتل بملابس السهرة البراقة والكعوب العالية لم يكن طريفا ابدا. كما منع كثير من الصحافيين من دخول حفل الافتتاح وشوهد كثير من الصحافيين وهم يجادلون رجال الامن خارج القاعة لكن دون جدوى. وحضر حفل الافتتاح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الفخري للمهرجان والشيخ مايد بن محمد بن راشد آل مكتوم ومحمد القرقاوي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، وألقى عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان كلمة الافتتاح لهذا الحدث الذي اعتبره «وسيلة تواصل بين الحضارات». اما جورج كلوني فقد ارتجل كلمة دعا فيها الى ان تكون السينما لغة يتفق عليها الغرب والشرق وقال «اذا كان هناك دائماً اختلاف بين العالم الغربي والعالم العربي، فدعونا من خلال السينما نتفق». وقال قبل عرض فيلمه الافتتاحي للمهرجان «مايكل كلايتون»، أن الهوة بين أميركا والشرق الأوسط تتضاءل بوجود مثل هذه الفعاليات. ورفض كلوني في مؤتمر صحافي حول فيلمه الجديد «مايكل كلايتون» اتهام الرئيس الاميركي جورج بوش بالارهابي وقال «لا يمكنني وصف بوش بالإرهابي، لا املك تعريفا دقيقا لمعنى الإرهاب فالأمر يلزمه نقاش طويل».

وعن مدى قناعته بالحرب التي أعلنها بوش على العراق قال كلوني: عبرت عن رفضي لها واتهمت بأنني لست أميركيا حقيقيا ـ 75 في المائة من الأميركيين مناوئين للحرب ـ، فبدأت مرحلة قراءة الأخطاء التي ارتكبت في السنوات الماضية. وأجاب كلوني عن تجربته في فيلم «سيريانا»، معتبرا انه لا يجوز للممثل المشاركة في أفلام سياسية وقال ان الفيلم «لم يشف غليل المشاهدين العرب ولم يرض الأميركيين أيضا ولكنه أثار نقاشا وهذا هو المهم». وسيتخلل المهرجان الذي يستمر حتى 16 ديسمبر (كانون الاول) الحالي عرض 141 فيلما من 52 دولة من انحاء العالم بينها 16 فيلما في عرض اول.

واضافة الى «مايكل كلايتون» الذي يروي قصة محام لا يرافع بل يدير حالات طارئة تعترض زبائنه الاثرياء يتضمن المهرجان عددا من الافلام الناجحة منها فيلم «لولا» للمخرج المغربي نبيل عيوش و«بي موفي» (فيلم النحلة) وهو فيلم رسوم متحركة اميركي من اخراج ستيف هيكنر وسايمن سميث. وترأس شارون ستون حفلا ساهرا لجمع التبرعات من اجل مكافحة الايدز على ان تقدم الاموال لمعهد مكافحة الايدز الاميركي الذي انشأته النجمة السينمائية ليز تايلور عام 1993.

ويقام الحفل الساهر برعاية الاميرة الاردنية هيا زوجة نائب رئيس الامارات العربية المتحدة رئيس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ويعرض المهرجان على مدى ثمانية أيام باقة من أفضل ما أنتجته السينما العالمية من الأفلام الراوئية والقصيرة والوثائقية.

كما ينظم المهرجان سلسلة من الجلسات الحوارية مع عدد من الشخصيات السينمائية المرموقة، لتسليط الضوء على سوق صناعة السينما وقضايا العمل السينمائي.