البرونز ملك المعادن

في منحوتات حمدي النجار

منحوتة مواطن مصري (تصوير: جاك جبور)
TT

منحوتاته مستقاة من اوجاع الناس وهمومهم وهو يستعين دوما بالطبيعة التي يعتبرها أماً لأي مبدع أكان شاعرا أم رساما أم نحاتا، ذلك هو حمدي النجار النحات المصري المعروف، الذي أمتع الحاضرين في مؤسسة العويس الثقافية بدبي بنحو أربعة وعشرين منحوته من البرونز منفذة باسلوب شخصي معاصر. وكان للون البرونز طابع التوحيد لجميع الاعمال المعروضة وقد اعتمد النجار كثيرا على هذا المعدن فنيا وتقنيا اذ وظف وزنها الثقيل من اجل تثبيت الاشكال في امكنتها بقوة. واضافة الى هذه الوظيفة التقنية ترك الفنان اعماله تؤدي وظيفة دلالية اخرى تتحدث عن رسوخ الاعمال وصلتها بواقعها من خلال ثقلها على القاعدة اضافة لما يعكسه هذا الشكل الصغير نسبيا مع الوزن الثقيل. فالعين عندما ترى المنحوتة لا بد للعقل من ان يقدر وزنها بشكل يتناسب طرديا مع حجمها.. ولكن النجار اعتمد عكس هذا اذ عمل على التناسب العكسي، فنجد المنحوتة الصغيرة اثقل وزنا مما اعتقدنا مقارنة مع حجمها وشكلها بل نجدها احيانا اثقل وزنا من اعمال اخرى هي اكبر حجما.. ففي الاحجام الكبيرة ترك فراغا ـ اشكالا مجوفة ـ اما الصغيرة فكانت مليئة.

وكان للمرأة الحضور الاقوى بين الاعمال فهي كما يوضح النجار لـ«الشرق الأوسط» الام والحبيبة والزوجة والمضطهدة والمنطلقة والراقصة.. والى جانبها يظهر الرجل كظل لها مما يذهب بنا نحو الحياة المصرية القديمة والمعاصرة وملاحظة ان الوجوه التي حملتها تكوينات النجار تتوحد في ملامحها كالانف والوجه الطويلين الناعمين اضافة الى الاطراف التي استطالت بشكل كبير.. ويكمن في الاشكال قدر كبير من الالم وتتسم بضغط داخلي عال ينعكس على المظهر الخارجي برغم محاولات الفنان بسط روحية الانسان المصري الميالة للفرح والاحتفال..

تخرج حمدي النجار من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم النحت، وعمل مدرساً في الكليات والمعاهد المتخصصة والمدارس الثانوية، وهو عضو نقابة الفنانين التشكيليين ومقرر لجنة النحت بالقاهرة. وقد شارك النجار في مجموعة من المعارض الجماعية منها معرض البلديات، البيضاء في ليبيا إضافة إلى معرض مشترك مع الفنانة اليونانية فيليبيس جاباني، 1988. كما أقام عددا من المعارض الشخصية في قبرص والقاهرة وعمان.