صور الموضة تدخل عالم الفن

معارض التصوير الفوتوغرافي تحتفل بضيفها الجديد

من الأعمال التي قدمت في معرض ميامي بيتش للصور الفنية، صورة للفنانة الين كونستانتين
TT

عالم الموضة قريب لعالم التصوير بشكل يكاد يتساوى مع بقية مجالات الثقافة. فتأثير الصورة التي تعكس عالم الموضة له تأثير على كل شيء، ابتداء من برامج التلفزيون الشعبية وانتهاء بالحملات الرئاسية. مع ذلك فإن هذا العمل البارع الذي تبنته الآلة الضخمة وراء الموضة، لا يؤخذ بشكل جاد إلا ما ندر.

فالمتاحف تدفع صور الموضة إلى أقبيتها. بينما تزدري معارض الفن صور الموضة، ولا تجلبها إلى جدرانها. أما دور المزادات فلها موقف تاريخي من صور الموضة، باعتبارها تحتل الطبقة الثانية، وتسرب بعض الصور القليلة للموضة إلى مزاداتها حينما تعود لمصورين مشهورين. إنه ليس صعبا فهم لماذا هذا الاحتكاك قائم ما بين القائمين على الفنون الجميلة وصور الموضة. ويأمل سندي شيرمان أن تصل أعماله إلى عالم غاليريات الفنون، وهناك عدد من المصورين الذين تبلغ أجورهم لليوم الواحد 100 ألف دولار بسبب طبيعة الحقول السخية التي تدخل ضمن مجال الإعلانات.

قال جوشوا هولدمان المدير الدولي لقسم التصوير في دار المزاد كريستي: «لفترة طويلة كانت كلمة الموضة في عالم الفنون الجميلة تعتبر قذرة. ونحن بعيدون جدا عن العمل الآن (مشيرا الى الأعمال الاولى في هذا المضمار)، كي ندرك أنه منتج ثقافي ثمين ينتمي إلى تاريخ الفنون».

ويبدو أن العلامات على هذا الأمر موجودة في كل مكان. ففي يناير (كانون الثاني) عام 2006 تم عرض أعمال لخمسة مصورين للموضة في غاليري البورتريه بلندن. ومع تسمية 2009 باعتباره عام الموضة، أعلن المركز الدولي للتصوير في نيويورك في الفترة الأخيرة عددا من العروض الطموحة، احتفالا بصور الموضة يبدأ باستقصاء عن العمل المعاصر ثم ينتقل إلى مراجعة في صور الموضة لادوارد ستايتشن وريتشارد افيدون، ثم ينتهي بمعرض آي سي بي ترينيال، الذي ستكون فكرته حول السيادة الثقافية لصور الموضة.

وفي بدية الشهر قدم فن التصوير الخاص بالموضة في معرض «آرت بيزل ميامي بيتش» التجاري السنوي والخاص بعالم الفنون. وفي «الموضة 07» قام المؤلف والفنان ماريون دو بوبر بعرض أعمال مجموعة من المصورين المعاصرين يبلغ عددهم 20.

وقال هولدمان: «أصبحت الأسواق واسعة جدا، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون جمع صور الموضة فهي صور سهل الوصول إليها وسعرها معقول». فأسعار أعمال تعود لمصورين مثل سيرج لوتينز وماكس فادوكول وويلي فاندربير متواضعة قياسا بمعايير «آرت بيزل ميامي بيتش» فهي في الغالب أقل من 10 آلاف دولار. لكن أعمالا مطبوعة على البلاتينوم تعود لايرفينغ بين كانت تباع أقل من 8 آلاف دولار قبل عشر سنوات، ومن المتوقع أن تصل إلى 350 ألف دولار حسبما قال هولدمان.

ولاحظ الكثير من النقاد الفنيين، أن عددا كبيرا من أسماء الفنانين المعروفين حاليا تمكنوا من أن يؤسسوا أنفسهم قبل عقد. فأين هو جيل الفنانين الذين كان من المفترض أن يحلوا محل نجوم مثل جان باتيست موندينو والن فون انويرث وماريو تستينو أو نيك ماك نايت؟ من يدري؟

قال دينيس فريدمان المدير الابتكارات في مجلة W: «لعلها قضية معقدة. هناك الكثير من المصورين الذين يعملون اليوم والذين لديهم الكثير ليقولوه، والذين يمتلكون صوتا ذكيا ومعتبرا. شيء مؤسف أنه حتى ضمن مجال الموضة ليست هناك فرص كافية لابتكار عمل له معنى».

ليست هناك أعمال فوتوغرافية مثيرة للاستغراب مثل «نادي القتال»، التي التقطها ستيفن كلاين لصالح مجلة W وفيها يقف براد بيت أمام الكاميرا مغطى بالعرق والسخام، وهذا ما جعل كتّاب المجلة عاجزين عن إضافة الكثير. وليس هناك سوى القليل في صور كلاين، الذي يثير الجدل أكثر من صوره لجستن تيمبرليك، التي ظهرت بعد هجمات 11 سبتمبر، والتي وقِّعت حوافها وبدا فيها صبي ينزف الدم من أنفه.

ومثل العشرين مصورا، الذين تم عرض صورهم في «ميامي بيتش»، فإن كلاين يعطي انطباعا أحيانا بأنه يستشير تاريخ الموضة بشكل نادر، وهو يهتم قليلا بالملابس. وهذا هو خداع بصري بالتأكيد، لكنه واحد قالت عنه دو بوبر الأمينة لمتحف «في الموضة 07» إنه ساعد على وضع الإطار لاشتباك فوتوغرافي مع قطاع صناعة الملابس.

ومع الاستثناء الوحيد المتمثل بأعمال ستيفن ميزل، الذي يعكس عمله نوعا من الهوس بصفحات الموضة الخلفية، فأكثر مصوري الموضة في السنوات الأخيرة كانوا واضحين في أن همهم الأساسي هو «المادة التي ليست لها علاقة بتاريخ الموضة».

ومن خلال عمله في مجالي الثقافة الحالية والموضة الحديثة يهتم ميزل بسطح الموضة، وقال اليتي: «لا أظن أن كلمة مثل الريادة تعني شيئا في هذا المجال. لكن مثل الكثير من الأشخاص يحاول ميسل أن يقوم بشيء خلاق، وفيه قدر من المخاطرة. إنه حقا يدفع التصوير الى إلامام».

وبغض النظر عما إذا كان ذلك ناجما عن نية مسبقا، فإنه يعمل على دفع التصوير المربوط بالموضة باتجاه عالم الفن. وقالت دو بوبر: «صور الموضة حاليا هي ليست حول الموضة وحدها، ولهذا اصبحت جذابة أكثر بسب وجود لغة شخصية مبدعة بشكل قوي. وهذا ما يجعله قريبا جدا إلى عصرنا».

* خدمة «نيويورك تايمز»